تأثير وسائل الإعلام على الأطفال ما بين إيجابيات وسلبيات قد تودي بهم إلى حافة الهاوية
يعتبر تأثير وسائل الإعلام على الأطفال كبيرًا جدًا وقد شهدت وسائل الإعلام في وقتنا الحالي تطورًا ملحوظًا، فقديمًا كانت تقتصر على المطبوعات الورقية مثل الكتب والمجلات والقصص وكان استخدامها يقتصر على الكبار والبالغين، ثم تطورت فظهرت الإذاعة التلفاز ثم تطورت أكثر فظهر الإنترنت والأجهزة الذكية والحواسيب التي انتشرت بشكل سريع وغزت معظم البيوت حول العالم ولم يعد استعمالها حكرًا على الكبار بل أصبحت بمتناول الأطفال، وأصبح تأثيرها عليهم يفوق تأثير الأهل.
تأثير وسائل الإعلام على الأطفال
البعض يشبه الطفل بالإسفنج فهو يمتص كل شيء من حوله، ومن الطبيعي أن يمتص من وسائل الإعلام المتاحة بين يديه الأفكار السلبية والأفكار الإيجابية.
فكان الطفل قديمًا يتصل مع عالمه الخارجي من خلال القصص والكتب، وكان بها المنفعة والمتعة والفائدة وقليلًا ما كانت تحمل أفكارًا سلبيةً أو غير أخلاقية، فكان يشتريها غالبًا بوجود الأهل معه وكانوا يشرفون على اختيار مضمونها وأفكارها.
أما وسائل الإعلام التي ظهرت حديثًا علقت على عاتق الوالدين مسؤولية كبيرة جدًا، فهي وسائل مفتوحة وخاصة بعد ظهور الإنترنت أصبح الطفل يقرأ ويشاهد ما يريد بنقرة زر واحدة.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: سلبيات وسائل الاتصال الاجتماعي على التلاميذ
منافع وسائل الإعلام وإيجابياتها على الطفل
لا يمكننا أن ننكر أن تأثير وسائل الإعلام على الأطفال قد يكون إيجابيًا، فهي سلاح ذو حدين فيه المنفعة إذا استثمر بالشكل الصحيح، وفيه الضرر عندما نُسيء استعماله، ومن إيجابياته:
- هنالك بعض القنوات التعليمية على التلفاز أو الهاتف تساعد على تعليم الطفل أشياء مفيدة، وتُنمي ذكاءه وتقوي معلوماته، لأنها تعتمد على سمعه وبصره فتستطيع أن توصل المعلومة إليه بشكل بسيط وسريع.
- ترفيه الطفل وتسليته، بالإضافة إلى إيصال أفكار مفيدة له من خلال مشاهدته لبعض المسلسلات الكرتونية الهادفة.
- تطوير قدرات الطفل وتوسيع خياله.
مخاطر وسائل الإعلام على الطفل
من الممكن جدًا أن يكون تأثير وسائل الإعلام على الأطفال تأثيرًا سلبيًا إذا لم يكن الأهل على قدر كافي من الوعي بكيفية استخدامها ومخاطرها، ومن سلبيات استخدام الطفل لوسائل الإعلام:
- قد تتراجع قدرات الطفل العقلية بسبب جلوسه الطويل أمام الشاشات، التي تجعله يستمتع بمشاهدتها لدرجة أن تشغل جميع حواسه وتجعله لا يدرك ما يجري حوله.
- قد تتسبب بأضرار جسدية للطفل، فقد تلحق الأذى بنظره بسبب التمعن لوقت طويل بالشاشة، ومن الممكن أن يسبب هذا الجلوس الطويل السمنة لبعض الأطفال الذين يتناولون الأغذية والحلويات وهم يجلسون أمام التلفاز أو يلعبون بالألعاب الإلكترونية بدون حركة.
- اضطراب النمو وأوقات النوم عند بعض الأطفال.
- قد يكون تأثير وسائل الإعلام على الأطفال خطيرًا جدًا من الناحية الجنسية، بسبب عرض بعض المواقع لهذه الأمور على أنها أمور طبيعية، أو بسبب فضول الطفل للبحث عن هذه المواضيع التي قد تسبب له عدة مشاكل سلوكية.
- من الممكن أن تصيب الطفل بعض الأمراض النفسية مثل التوحد والاكتئاب بسبب إدمانه على الألعاب الإلكترونية أو مشاهدة التلفاز بعيدًا عن الحياة الاجتماعية.
- التقصير الدراسي بسبب إهدار الطفل تركيزه ووقته أمام الشاشة، فتمتص كل طاقاته مما يصعّب عليه القيام بواجباته وفهم دروسه.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: اهمية التواصل الاجتماعي في التعليم وكيفية الاستفادة منه
ما دور الأهل في حماية الطفل من سلبيات وسائل الإعلام؟
الطفل أمانة بيد والديه، ويجب عليهم إتقان تربيته، والانتباه لكل شيء قد يحمل له ضررًا جسديًا أو فكريًا، فمن الممكن أن يكون تأثير وسائل الإعلام على الأطفال خطرًا جدًا.
وهنا يأتي دور الأهل في حماية أبنائهم من هذا الخطر باتباع بعض الأمور لتنظيم استخدامهم لهذه الوسائل، ومنها:
- تخصيص وقت محدد يوميًا، لا يتعدى الساعتين، لمشاهدة التلفاز أو ممارسة الألعاب الإلكترونية.
- الاقتراب من الطفل ومنحه شعور الثقة والأمان ومحاورته عن محتوى أي شيء يشاهده.
- توضيح الخطأ والصواب وترسيخ عقائد الدين والأخلاق الفاضلة للطفل.
- تنظيم وقت الطفل وتحديد أوقات الدراسة والأكل والنوم واللعب.
- تنمية هوايات الطفل ومساعدته على ممارستها، بتسجيله في النوادي المخصصة لها كنادي سباحة، أو نادي كرة سلة وغيرها من النشاطات الحركية بعيدًا عن وسائل الإعلام.
هل تؤثر وسائل الإعلام على المجتمع؟
بالطبع فإن تأثير وسائل الإعلام على الأطفال والمراهقين وأهلهم، سيكون مؤثرًا أيضًا على مجتمعهم، فهؤلاء هم بناة المجتمع ومن الطبيعي أن يتأثر بما يتأثرون به، وقد كان لها تأثيرات إيجابية عديدة على المجتمع أهمها
- ساعدت وسائل الإعلام على إيصال المعلومات والأخبار لجميع أعضاء المجتمع، بواسطة نشرات الأخبار التي تظهر في الصحف أو على شاشات التلفاز، أو التي نقرأها على مواقع الإنترنت وغيرها.
- ساعدت على تنشيط اقتصاد المجتمع وتجارته، من خلال العمل بالتسويق على مواقع التواصل كالفيس والأنستغرام واليوتيوب والتويتر والمواقع الإلكترونية وغيرها، فأصبحت شريحة كبيرة من المجتمع تعتمد عليها في شراء احتياجاتها المختلفة.
- يستطيع المجتمع التحكم في تأثير وسائل الإعلام على الأطفال بل ويستطيع أيضًا أن يجعل هذا الأثر إيجابيًا، من خلال بث برامج التوعية وتعليم الطفل كيفية استثمار هذه الوسائل بما ينفعه ويزيد ثقافته ومعلوماته.
- خففت هذه الوسائل من نسبة البطالة في المجتمع، من خلال نشر فرص العمل في الصحف وعلى مواقع التواصل مما ساعد الشباب على اختيار ما يناسبهم وما يناسب اختصاصاتهم.
- ساهمت في ترفيه الفرد وزيادة مستوى الثقافة في المجتمع، من خلال البرامج الثقافية والعلمية التي تظهر على التلفاز وتنشر على مواقع التواصل.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن: اهمية التواصل الاجتماعي في التعليم وكيفية الاستفادة منه
هل تؤثر وسائل الإعلام بشكل سلبي على المجتمع؟
نعم قد يكون تأثير وسائل الإعلام على الأطفال والكبار وبالتالي على المجتمع بشكل سلبي إذا لم تُستثمر بشكلٍ مفيدٍ يخدم مصلحة المجتمع ويساعد على تطوره وتقدمه، ومن آثار وسائل الإعلام السلبية على المجتمع:
- نقل أفكار وعادات وتقاليد غريبة عن المجتمع، قد تؤثر سلبًا على أفراده وخاصة المراهقين الذين ينجذبون إلى تقليد كل ما هو غريب تقليدًا أعمى.
- من الممكن أن تكون مصادر المعرفة التي ينشرها هذا الإعلام غير صحيحة، وخاصةً المعلومات التي تنشر على مواقع التواصل من قبل أشخاص لهم غاية من هذا الموضوع.
- تدمير العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع.
- إن تأثير وسائل الإعلام على الأطفال وتعلقهم بمشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية سيُنشأ جيلًا مستهترًا، عديم المسؤولية، لا يدرك قيمة الوقت والعلم وبالتالي سيؤثر على بناء مجتمعه وتطوره.
- انشغال الأفراد بوسائل الإعلام الحديثة بعد ظهور الإنترنت، أبعدهم عن مطالعة الكتب وممارسة الهوايات والنشاطات الحركية بسبب إدمانهم على الجلوس أمام الشاشات لتبادل الرسائل النصية ومتابعة الفيديوهات والأفلام واللعب بالألعاب الإلكترونية.
وبهذا نجد أنهُ يمكننا أن نحد من تأثير وسائل الإعلام على الأطفال بمشاركتهم بحياتنا اليومية، والقيام معهم بأنشطة تجذب اهتمامهم كمشاركتهم بزرع حديقة المنزل أو مشاركة الفتيات بأعمال الطهي وصنع الحلويات.
لإمضاء وقت مفيد بعيدًا عن وسائل الإعلام، على الأخص في أوضاع العالم اليوم، وانتشار جائحة كورونا التي منعت الكثير من الأطفال من الخروج من منازلهم.
ومن ممارسة نشاطاتهم وحياتهم الطبيعية فأصبح التلفاز والحاسب والجوال الملجأ الوحيد لهم لإمضاء أوقات فراغهم والترويح عن أنفسهم.