مفهوم الهندسة الصناعية وأهم مجالاتها
الهندسة وفروعها تتضمن جميع جوانب حياتنا تعرف عليها عبر موقع مُحيط، فهو علم متعدد التخصصات والمجالات وطريق أساسي لتقدم البشرية، حيث تشمل هندسة المعمار والكيمياء وعلوم الحاسب والميكانيكا، إلى جانب الهندسة الصناعية والكهرباء والمدنية، بالإضافة إلى هندسة الطيران والهندسة الملاحية والنووية والزراعية والعديد من الفروع والعلوم المختلفة، فهي النظام الذي يسري عليه كافة الآلات والأجهزة، ويعمل على إنشائها وصيانتها حيث تُوفِر المعدات المختلفة اللازمة للتجارب والبحوث والاكتشافات العلمية، لذا فهي تُعتبر من التخصصات التي تخدم كافة الفروع الأخرى.
ما هي الهندسة الصناعية
مفهوم حير كل من سمعه فهناك من فهمه بمعناه الحرفي فأخطأ الفهم، وذلك لأن معناها واستخدامتها قد تختلف بعض الشيء عما قد يتوارد للخاطر عند ذكرها، وذلك لما يلي:
- تعمل على زيادة كفاءة الأجهزة والآلات وطريقة استخدامها، وكيفية إدارتها بشكل يُعطي أعلى إنتاجية.
- الهندَسة بشكل عام تهتم بالمعدات نفسها ولكن الصناعية تعمل على تصميم وتطوير العملية الصناعية نفسها.
- إضافةً إلى تشغيلها واختبارها لتحسين الأداء وإنشاء أنظمة جديدة بمختلف احتياجاتِها من أفراد أو معدات ومواد مستخدمة والطاقة اللازمة.
- تتميز بكونها لا تتوقف على مبادئ الهندسة من تحليل وتصميم فقط، بل تجمع بينها وبين الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلم الاجْتماع.
- الهندسة الصناعية تستخدم كل هذه العلوم والمهارات لخلق نظام متكامل، ويعمل بفاعلية وخدمة جيدة وإنتَاجية أكبر في كافة القطاعات داخل النظام الواحد.
بعد الإطلاع على الهندسة الصناعية يُمكنك إثراء معلوماتك والتعرف على: أهمية الهندسة الكيميائية في حياتنا
تاريخ الهندسة الصناعيّة
تتواجد منذ قديم الأزل في العديد من الأعمال بدايةً من الصناعات البدائية أيام الفراعنة كالأسهم والرماح، ثم ظهرت بعدها في عصر الزراعة وإنشاء مدن كاملة حول النيل، وتلاها استخراج جميع أنواع المعادن التي أسست لظهور الأعمال الخاصة بهذا العلم.
لم يقتصر الأمر على مصر القديمة بل شملت كافة العصور والبلدان فكان التطوير في التنظيم والتصميم، والاحترافية في التصنيع والأعمال مع القدرة العالية على جدولتها بشكل جيد.
وظهرَت بعدها العديد من الصناعات كبِناء السفن والأهرامات وصناعة العجلات الحربية والنسيج والورق وغيرها، ومع مرور الزمن تعقدت الأعمال وأصبحت المُنظَمات أكبر وازدادت المؤسسات المرتبطة بعلم الهندسة الصناعية.
كما عمِلت على تحسين جودة الأداء وزيادة الحركة الإنتاجيّة، فظهرت الحواسيب والتي أثرت كثيراً في النظم الإنتاجية وكذلك عمليّات الأتمتة.
وأدّى ذلك إلى تطور هذا الفرع تطورا ملحوظاً، وبالرغم من أن عمل المهندس الصناعي قائم على العمليّة الإنتاجية، إلّا أنّه أصبح يشتمل على تصميم وتحليل الأنظمة الإداريّة، عن طريق استخدام النظم المتعددة داخل الهندسة الصناعية.
أصبحت جزء من الخبرة التي يجب أن يكتسبها المهندس، وأدى ذلك لتطورها من العمل على زيادة الكفاءة والأرباح للعمل على المعدات وتطويرها.
والطاقة المستخدمة وكيفية تحسين استخدامها، وهو المقصود من مفهوم الجودة الشاملة Total Quality Management، كما أنه ظهر مع زيادة تطورها لكونها تعمل على مراقبة جميع مراحل العملية الإنتاجيّة.
مراحل تطور الهندسة الصناعية
يُمكن تحديد هذه المراحل وسردها على النحو التالي:
مرحلة التخصيص
- يُقسم العمل داخل وحدة الإنتاج إلى عدة تخصصات ووحدات، لكل منها عمالة مختلفة ومحددة.
- تمتاز بالمهارة والخبرة في العمل المطلوب، بحيث تُزيد من العملية الإنتاجية وتُسرع حركتها.
التبسيط
- تمتاز بوضع خطوات متتالية وبسيطة تسير عليها وحدة الإنتاج، لتُعطي تصاميم مميزة وجديدة لحركة العمل.
توحيد معايير الجودة
- خلال هذه المرحلة يُوضع معايير ومواصفات محددة للمواد المنتَجة من قِبل المنظمة، بحيث تسير عليه كافة المعدات و أدوات الإنتاج فتعمل معاً جميعًا بشكل قياسي.
مرحلة الإنتاج
- تعتمد على استخدام أساليب متطورة ومعدات حديثة لمضاعْفة كمية المواد المنتجة، بشرط توفر الكفاءة العالية مع مناسبة الأسعار للسوق فتكون على مستوى المنافسة.
مرحلة الإدارة العلمية
- من خلالها تدار أنظمة الإنتاج، فتعتمد في إدارتها على نظام التخطيط ثم مرحلة التصميم، ومن بعدها القياس، ثم الجدولة.
- تتطلب دراسة المعدّات ومتطلباتها والعمالة واحتياجَاتها، وكذلِك مكان العمل وأساليب الإنتاج.
- بالإضافة إلى دراسة الأزمنة المحددة واللازمة لها، فكلها من المهام التي تتطلبها تلك المرحلة.
مرحلة التكامُل الصناعي
- سُميت بذلك لأنها تجمع بين أساليب جديدة من علوم مختلفة، ككيْفية استخدام طرق تقنية ورياضية متطورة لبحوث العمليات.
- بالإضافة إلى العلوم الإحصائية وعلم الاجتماع والنفس وغيرها، وتُعد من الأمور المطلوبة والمؤثرة على حركة العمل وظروفه، وكذلك الإدارة الفنية والعملية لتتمتع منظومة العمل بالتكامل الصناعي.
رواد الهندسة الصناعيّة
أسس العديد من كبار علماء الهندسة مراحل تطور الهندسة الصناعية، حيث كان لكل منهم دوراً فعالاً في تطورها خلال تاريخها، ويُمكن حصر أشهرهم أو البعض منهم كالتالي:
- صمويل كولت: هو مبتكر فكرة العمل بخطّ التجميع.
- فريدريك تايلور: يُعد أول من أسس نظام الإدارة العملية، وكيفية استخدام الوقت والحركة من خلالها.
- هارينغتون إيمرسون: مؤلف كتاب مبادئ الكفاءة الإثني عشر، والذي يُعد طفرة في تحسين الكفاءة الإنتاجية.
- هنري لورنس جانت: هو صاحب فكرة تطوير مُخطَّط الإدارة التنظيميّة.
- هنري فورد: هو أول من استخدم خطّ التجميع في مجال تصنيع السيارات.
- إلياهو جولدرات: ليس هو من وضع نظريّة القيود والشروط، ولكنه أول من طورها واستخدامها، في معرفة العوامل التي قد تُعيق سير عملية التصنيع أو الإنتاج وغيرها من العمليات وكيفية تحسينها.
يُمكنك الإطلاع على المزيد حول: شروط الالتحاق بالأكاديمية المصرية للهندسة والتكنولوجيا المتقدمة
اهتمامات المهندس الصناعي
لا تتوقف اهتمامات المهندس الصناعي على علوم الهندسة فقط بل تتعدد بين العلوم الأخرى، لتشمل مايلي:
- العلُوم الإنسانية ولعله من الأمر الذي قد يتعجب منه الكثيرين ولكنه حقيقة، فهذه إحدى ميزات الهندسة الصناعية حيث تهْتم بالموارد البشرية وكيفية إدارتها، عن طريق الاهتمام بعلم الاجتماع وعلم النفس وغيرها، لتحديد ماهية كل موظف ومدى ملائمته لوظيفته.
- يعمل على تحديد العمال المطلوبين لإنجاز العمل ومدى توافر الخبرة لدى كل منهم وما إذا كان يحتاج للتدريب أم لا.
- يعمل على التنسيق بين هذه الأمور وإدارة العمل، ويحرص على وجود تواصل بين الموظفين والإدارة، وتوفير الرعاية والأمان من خلال كل وظيفة.
- يعمل المهندس الصناعي على دراسة سياسة الشركة أو منظمة العمل، وما تتطلبه من العامل سواء من الجودة أو مدة العمل.
- إضافةً إلى دراسة احتياجات العاملين وتقييم أداء عملهم حسب المعايير المطلوبة من الشركة، لتحقيق الأهداف والكمية المطلوبة من الإنتاج بالتكلفة المطلوبة .
- يجب أن يمتاز بالشخصية القيادية ليكون قادر على العمل على الأنظمة المعقدة، وكيفية تشغيلها وتحديثها وهي التي تجمع بين كلٍ من “رأس المال، البشري، المعدات، الطاقة والتكلفة والمعلومات”.
- يُعد حلقة تصل جميع أجزاء الشركة ببعضها من الإنتاج والموارد والجودة والإدارة.
قد يهمك قراءة الآتي: أهم النظريات العلمية في الفيزياء
مجالات العمل للمهندس الصناعي
مجال الهندسة الصناعية واسع الأفق بشكل كبير يشتمل على سبيل المثال لا الحصر الإنتاج بكامل مكنوناتُه، بالإضافة إلى ما يلي:
- اللوجستيات والإدارة الهندسية والجودة والسلامة، فكل ما سبق يُمثل نظام متكامل يُمكن تطبيقه على أي نظام عمل صناعي أو إداري.
- يُفضل أن يعمل المهندس الصناعي في مجال التصميم الهندسي، والتركيبات وأعمال الصيانة الميكانيكية.
- المهندس الصناعي يُمكنه أن يعمل في إدارة المشاريع والمصانع وتصميم المرافق.
- يُمكن له العمل في مجال التعليم والتدريس لمواد الفيزياء والرياضيات.
- يستطيع العمل في مجال الإدارة والإشراف في كافة المؤسسات العامة، وكذلك مجال تصنيع وتطوير الروبوتات.
- الأنسب من كل هذا للمهندس الصناعي هو ما يراه الأنسب لنفسه، وأين يجد طموحه وشغفه ورغبته بالخوض في غمار المجال ليتحقَق الإبداع اللازم.
الهندسة الصناعية من العلوم الهامة والمطلوبة في سوق العمل بشكل كبير، فهي من العلامات الكبيرة على الاقْتصاد القوي.
حيث تُؤثر في نموه وزيادة قوته فالعلاقة بينهما طردية، كما أن البلدان التي تمتاز بقوة اقتصادها هي أكثرها حاجة لهذا التخصص.
لذا يحتاج هذا العلم الاهتمام الكبير من قبل الدولة والمنظمات، بالإضافة إلى توعية الطلبة لمجال عملها وكذلك أولياء الأمور، لمعرفة أهميتها لإشباع سوق العمل ولإنْشاء دولة قوية.