أهمية الوقت | كيفية إستغلال الوقت وتنظيمه وما هي خصائصه بالتفصيل
تعرف على أهمية الوقت وعلى كيفية إستغلال الوقت وتنظيمه وما هي خصائصه بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث يعد الوقت أهم شيء في حياتنا، فهو المتحكم في كل شيء سواء الماضي أو الحاضر أو حتى المستقبل، فبدون الوقت لا توجد حياة، ولا يمكننا أن نعود بالزمن إلى الوراء كي نستطيع أن نغير بعض الأحداث التي حدثت وشعرنا تجاهها بالندم، لذلك يجب التعامل مع الوقت بحذر شديد، وفيما يلي سنتعرف على أهمية الوقت في حياتنا كما سنتعرف على كيفية تنظيم الوقت وإستغلاله بطرق صحيحة بالتفصيل.
أهمية الوقت في القرآن الكريم والسنة النبوية
يعرف الوقت بأنه أهم ما يتواجد في حياة الإنسان، حيث يصل الوقت في أهميته إلى أنه أثمن وأغلى من المال، ولشدة عظم الوقت وأهميته البالغة فقد أقسم الله عز وجل به في القرآن الكريم في عدة مواضع مختلفة.
ومنها قوله سبحانه وتعالى في سورة العصر، حيث قال:
(وَالْعَصْرِ*إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
حيث جاء القسم في السورة الشريفة السابقة بالعصر وهو (الدهر).
وقد قال الله عز وجل في موضع آخر في القرآن الكريم، وهو ما جاء في سورة الفرقان، حيث قال تعالى:
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)
وما جاء في الحديث النبوي الشريف عن إبن عباس (رضي الله عنهما) أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) قال:
(نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس، الصحة والفراغ)
وقد قال الرسول (صل الله عليه وسلم) لأحد الرجال وهو يعظه، ما جاء في الحديث الشريف، حيث قال:
(اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هِرَمِك، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك)
لا تفوت فرصة التعرف على: تنظيم الوقت | ما هو مفهوم الوقت وما هي أهميته
أهمية الوقت في حياتنا
يعتبر كثير من الأشخاص أن عمر الإنسان هو موسم الزرع في الحياة الدنيا وذلك نظراً لأهمية الوقت، إذ يكون الحصاد في الآخرة.
لذا يجب على المسلم ألا يقوم بإضاعة أوقاته في أمور لا فائدة تُرجى منها، كما يجب عليه ألا يفني عمره ويضيع وقته في جمع المال.
فإن ذلك سيجعله يقوم بنسيان الواجبات الأخرى المهمة التي يجب أن يخصص لها نصيباً من وقته، حيث أن المال يُمكن القيام بجمعه وتحصيله وكذلك الإقتصاد في إنفاقه.
أما بالنسبة إلى الزمن فكل دقيقة وكل لحظة منه إن ذهبت فلن تعود أبداً، حتى ولو أنفق الإنسان جميع أموال الدنيا فلن يستطيع أن يقوم بإسترجاع دقيقة واحدة، بل ثانية واحدة من عمره.
إذ أن الوقت هو الحياة، وهو أيضا المحور الرئيسي الذي يقوم بالسيطرة على مسار حياة الإنسان، لذلك فإن الذي يغتنم وقته ويكرسه للقيام بالأعمال الصالحة فقد أفلح وسعد في الحياة الدنيا وكذلك في الآخرة.
والعكس صحيح، فإن من أضاع وقته وعمره هباء في اللعب واللهو وترك القيام بالعمل الصالح، فقد خاب وخسر.
لذلك يجب على كل مسلم أن يعرف كيف يقضي ويستثمر وقته، كما يجب أن يتعلم كيفية المحافظة عليه بألا يُفرط ويتهاون في شيء منه.
ويُعد عدم تنظيم الوقت سبباً رئيساً وهاما لهدر الوقت في حياة الإنسان، حيث يساعد التنظيم الجيد للوقت وإدارته على زيادة إنجاز الفرد لأعماله وإنهائها في وقتٍ أقل.
ويمكن تنظيم الوقت وإدارته عن طريق كتابة الأعمال المهمة ثم القيام بتحديد الأولويات منها وتوزيعها بعد ذلك على ساعات اليوم، كما يساعد تحديد أوقات العمل وكذلك أوقات الراحة على تنظيم الوقت وإدارته بصورة أفضل.
حيث يقول سنيكا:
(نحن جميعاً نشكو من قصر وضيق الوقت، ومع ذلك فإننا لدينا منه أكثر بكثير مما نعرف ماذا نفعل به، حيث أننا دوماً نشكو من أن الأيام قليلة، ونقوم بالتصرف كما لو أنها بلا نهاية)
لذلك يحتاج المرء إلى التفكير بشكل واعٍ وناضج في كيفية إستخدام وإستغلال الوقت، وكذلك إستغلال كافة المهارات التي تقوم بتغيير نمط حياته، وذلك ضمن دائرة الوقت المتاح خلال يومه، فإن هذا كله سينعكس على حياته بالنجاح والتفوق.
لا تفوت فرصة التعرف على: أهمية الوقت وكيف يتم إدارة الوقت بطريقة صحيحة
كيفية تنظيم الوقت
يعتقد كثير من الناس أن القيام بإستغلال الوقت يعني القيام بالعمل المتواصل، وذلك دون أخذ وقت للراحة والتسلية أو الترفيه، ويعتقد البعض الآخر منهم أن القيام بتنظيم الوقت وإستغلاله شيء لا قيمة له.
وإعتقادهم هذا يدل على أنهم لا يُقيمون الوقت ولا يعطوه أي أهمية تُذكر، وتعتبر هذه المفاهيم المنتشرة بصورة كبيرة بين الناس في عالمنا ووطننا العربي هي ما جعلت مجتمعاتنا أقل إنتاجية وعطاء عن غيرها من المجتمعات الغربية.
ويوجد أيضا من أدرك أهمية الوقت وقام بإلزام نفسه بالعناية به والقيام بملئه بالعديد من الأعمال الصالحة والمفيدة حتى يقلل من أوقات الفراغ التي لا تدخل في دائرة التنظيم.
حيث أن الفراغ داعٍ كبير إلى الفساد، كما أنه أحد مفاتيح الشرور، ومن المعروف أن النفس البشرية أمارة بالسوء، وإن لم يشغلها المرء بالطاعات والأعمال المفيدة شغلته بالمعصية.
وتعتبر الخطوة الأولى في فن إدارة الوقت وكيفية تنظيمه هي التمكن من التخطيط اليومي للوقت، إذ يعتبر عدم التخطيط اليومي أو القيام بالتخطيط بشكل غير ملائم من الإدارة السيئة والخاطئة للوقت.
ويعرف التخطيط الفعال لتنظيم وإستغلال الوقت بأنه التخطيط الذي يُجنب المرء هدر وقته وتضييعه بدون فائدة.
حيث يقول د.عبد الكريم بكار إن القدرة على إستغلال الوقت، ومدى الإستفادة منه بشكل كبير يعتبر من أهم وأكبر العلامات الفاصلة والفارقة بين كلا من الأمم المتقدمة الناجحة والأمم المتخلفة.
بالإضافة إلى أنه الخط الفاصل بين كلا من الأشخاص الناجحين والعاديين، لذا فإن الأمة الإسلامية قد ضربت للعالم أجمع أروع وأجمل الأمثلة التي يقتدى بها في فن المحافظة على الوقت وكيفية الإستفادة منه.
لا تفوت فرصة التعرف على: طرق تنظيم الوقت بطريقة عملية خطوة بخطوة
فوائد تنظيم الوقت
تتواجد فوائد عديدة لتنظيم الوقت، ومن تلك الفوائد ما يظهر مباشرة ومنها أيضا ما يظهر على المدى البعيد، لذلك على المرء ألا يستعجل ليرى ثمرات وفوائد تنظيم الوقت، فهي بالتأكيد قادمة لا محالة.
ومن أهم هذه الثمرات والفوائد ما يلي:
- يعمل تنظيم الوقت على الشعور بالتحسن، وذلك بشكل عام في جميع شؤون الحياة المختلفة، حيث يرى المرء بركة الوقت وسعته من خلال تنظيم الوقت والقدرة على إدارته بشكل صحيح، إذ أن هذا الأمر يجعل الإنسان يُنجز ما لديه من أعمال وواجبات ومسؤوليات.
- يمكن قضاء وقت أكبر في كل من الترفيه والتسلية والراحة مع كلا من العائلة والأصدقاء من خلال تنظيم الوقت، حيث يعمل التنظيم على زيادة إنتاج الإنسان في وقتٍ أقل، وهو الأمر الذي يُساعده على التفرغ للعديد من الأنشطة الإجتماعية.
- من خلال تنظيم الوقت يجد الإنسان مُتسعاً كبيرا من الوقت للتمكن من تطوير الذات وزيادة وتنمية كافة المهارات الحياتية، فعند تنظيم الوقت يمكن أن يقوم الإنسان بإنجاز ما لديه من أعمال، بالإضافة إلى أنه يجد الوقت الكافي للتمكن من قراءة كتاب ما على سبيل المثال، أو القيام بحضور بعض الدورات التي تزيد من مهاراته ووعيه الشخصي.
- يعمل التنظيم الجيد للوقت على تمكين الإنسان من تحقيق جميع أحلامه وكذلك تطلعاته المستقبلية، كما يساعده على الوصول إلى جميع الأهداف التي يرجو تحقيقها.
- يساهم تنظيم الوقت في تحسين إنتاجية كلا من الفرد والجماعة كماً ونوعاً، حيث أن تنظيم الوقت يُتيح للإنسان التفكير في جودة ما يُنتِج، وكذلك جودة ما يصدر عنه من أعمال وأمور تمثل شخصيته بشكل كبير وتكون عنوان نجاحه في الحياة.
- يعمل تنظيم الوقت على التقليل بشكل كبير من حجم الأخطاء التي من الممكن أن يقع فيها الفرد نتيجة العشوائية الشديدة في العمل وكذلك الفوضى، فعن طريق التنظيم يتم دراسة كل خطوة صغيرة من خطوات العمل، ويتم وضع جميع الإحتمالات الواردة لوجود أي ظرف أو أمر طارئ يقوم بعرقلة سير العمل أو يبطئ بشكل كبير من سرعة إنجازه.
- ينتج عن تنظيم الوقت زيادة الأرباح والدخل المادي، ويكون ذلك نتيجة لزيادة الإنتاج وكمية المادة المنتجة، مما يعمل على التفوق في العمل بصورة كبيرة، وكذلك إظهار الجدية الشديدة في الأداء، مما يزيد من الدخل المادي.
- تعد أحد أكبر فوائد تنظيم الوقت هي التخفيف من الضغوط النفسية وكذلك المادية التي تقع على كاهل المرء، وتكون هذه الضغوط نتيجة عدم إنهائه للعمل المطلوب من جهة، وضغوط الحياة الإجتماعية والعائلية المختلفة من جهة أخرى.
- يساعد تنظيم الوقت على التمكن من إنهاء العمل الذي يقع على عاتق المرء بشكل أسرع وببذل مجهود أقل، وهو الأمر الذي يُتيح للمرء القيام بإغتنام فرص كثيرة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى حدوث تغيير جذري في حياته، كما أنها من الممكن أن تكون سبباً كبيراً في نجاحه.
- يمكن من خلال تنظيم الوقت السيطرة على أيام حياة الإنسان بشكلٍ كامل، فعن طريق تنظيم الوقت يعرف الإنسان ما يجب عليه القيام به من أعمال ومخططات، بالإضافة إلى أنه يعرف ما لديه من فرص راحة يمكن القيام بإستغلالها، حيث أن تنظيم الوقت يقوم بوضع برنامجاً واضحاً ومفصلاً لإدارة يوم الإنسان.
لا تفوت فرصة التعرف على: أهمية الوقت في الإسلام وفي حياة المسلم وطرق الاستغلال الأمثل له
ما هي خصائص الوقت
يجب على كل إنسان أن يعرف ما هي خصائص الوقت ليحسن التعامل معه، ومن أبرز خصائص الوقت ما يلي ذكره:
تعد سرعة إنقضاء الوقت من أهم خصائصه التي تميزه، حيث أن الوقت يمر على المرء بسرعة كبيرة جدا، بحيث لا يعلم المرء خلالها كيف مرّ عليه الوقت وإنقضى.
وكل ما يمر من الوقت هو من عمر الإنسان الذي بمجرد مروره ينقضي وينتهي شيئاً فشيئاً، وهو ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في سورة يونس، حيث قال تعالى:
(وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ)
كما أن الوقت الذي ينقضي ويمر من عمر الإنسان وحياته لا يمكن أن يعود ولا يستطيع الإنسان أن يقوم بتعويضه، ولذلك على الإنسان الحرص بشكل دائم على عدم ضياعه، حتى لا يشعر بالندم على ذلك.
وكان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يكره إضاعة الوقت بشدة، كما كان يكره كلا من البطالة والتعطل، ومن أشهر أقواله:
(إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً (فارغاً) لا في عمل دنيا ولا عمل آخرة).
وقد قال يحيى بن هبيرة وهو أستاذ الإمام إبن الجوزي (رحمه الله) بيت شعر يشرح فيه خصائص الوقت، حيث قال:
الوقتُ أنفَسُ ما عُنِيت بحفظِه وأراه أسهَل ما عليكَ يضيعُ.
بذلك نكون قد تعرفنا على ما هي أهمية الوقت من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما تعرفنا على أهمية الوقت في حياتنا، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على كيفية تنظيم الوقت وعلى الفوائد التي تعود على الإنسان عند تنظيمه، كما أننا قد ذكرنا خصائص الوقت بالتفصيل.