العلم الشرعي | أسباب أهمية طلب العلم الشرعي وفوائده

تعرف على العلم الشرعي وعلى أسباب أهمية طلب العلم الشرعي وفوائده عبر موقع محيط، حيث أن لطلب العلم الشرعي الكثير من الفوائد، كما أن له أهمية بالغة توجد في عدة أمور، أهمها فضل طلب العلم الشرعي الذي يناله كل من يطلبه ويبحث عنه ويتعمق فيه، حيث أن طالب العلم الشرعي ينعم في حياته الدنيا بسبب معرفته بربه وبصفاته العلا، كما ينعم بالثواب الجزيل في الآخرة، وفيما يلي سنتعرف على أسباب أهمية طلب العلم الشرعي وعلى فوائده العديدة لحياة الإنسان.

تعريف العلم الشرعي

يعرف العلم بأنه المعرفة، كما يعرف بأنه كل ما كان ضده الجهل، ويمكن تعريف العلم بأنه معرفة الشيء بحقيقته، وإذا قمنا بتخصيص العلم بكلمة شرعي، فإنها مأخوذة من كلمة شرع.

ويعرف الشرع بأنه المنهج أو الطريق البين الذي يمشي عليه كافة الأشخاص التابعين للديانة والشريعة الإسلامية، كما إستخدم لفظ شرع عند الحديث عن الوحي الإلهي.

ويشمل ذلك كافة الأمور التي وردت عن الوحي الإلهي سواء كانت عبادات أو أخلاق أو معاملات أو عقائد أو غير ذلك، ويمكن أن يقصد بكلمة الشرع كافة الأحكام الشرعية التي جاء بها الوحي الإلهي، وهو ما يعرف حاليا بإسم الفقه.

لذا فإن العلم الشرعي هو كافة الأمور التي جاءت بها الشريعة الإسلامية أو دلت عليها بأحد الطرق المختلفة والمتنوعة التي عرفها علماء الفقه وأصوله.

وللعلم الشرعي ثلاثة أقسام، وتتمثل في الآتي:

  • العلم بالإله: ويكون ذلك عن طريق معرفة أسمائه الحسني وصفاته العلا، وهذا الجانب قد تم ذكره في عدة مواضع في القرآن الكريم.
  • العلم بأخبار الله سبحانه وتعالى: حيث يجب العلم بما كان وما هو كائن في وقتنا الحالي وما سيكون في المستقبل من الشرع سواء كان ذلك عن طريق القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، مثل أخبار الأمم السابقة والأنبياء عليهم السلام أجمعين، أو أخبار الجنة والنار.
  • العلم بأوامر الله عز وجل: وهو العلم بما أمرنا به الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم (صل الله عليه وسلم) من أعمال قلبية مثل اليقين بالله وحسن الظن به والتوكل عليه، أو أعمال الجوارح مثل الأفعال والأقوال وما إلى ذلك.
أسباب أهمية طلب العلم الشرعي
أسباب أهمية طلب العلم الشرعي

لا تفوت فرصة التعرف على: خصائص الشريعة الإسلامية

أسباب أهمية طلب العلم الشرعي

توجد العديد من الأسباب التي تجعل طلب العلم الشرعي أمر هام جدا وواجب على كل مسلم، وتتمثل تلك الأسباب في ما يلي:

صلاح القلب وإزالة غفلته

يعد العلم في حد ذاته سواء كان الشرعي أو كان غير ذلك شرف يناله كل من يبحث عنه ويطلبه، حيث أن بالعلم يتم صلاح القلب والعقل واللسان، ويصبح المرء حكيما واعيا لما حوله مدركا لأحكام دينه وشريعته.

كما يعد العلم الشرعي أحد الطرق الموصلة إلى معرفة الله سبحانه وتعالى حق المعرفة، والطرق الموصلة إليه عز وجل كثيرة ومتعددة، فمنها الطويل والقصير.

والعلم بالقرآن هو أقصر تلك الطرق والمسالك التي توصلنا إلى معرفة الذات الإلهية وصفات الله التي إتصف بها وحده جل وعلا.

حيث قال تعالى في محكم آياته التي وردت في سورة يونس:

(يا أَيُّهَا النّاسُ قَد جاءَتكُم مَوعِظَةٌ مِن رَبِّكُم وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدورِ وَهُدًى وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ)

ويساعد العلم على الرجوع إلى الله إن ضل المرء الطريق، كما أنه يؤدي إلى معرفة عظمة الله وقدرته التي لا يعجزها شيء في الأرض ولا في السماء.

كما يساعد العلم المرء على معرفة الأمراض القلبية ومعرفة علاج تلك الأمراض، وبالعلم أيضا نتغلب على غفلة القلب وكافة أمراضه.

حيث أن زوال الغفلة يتم عن طريق ذكر الله سبحانه وتعالى، وكيف يمكن للمرء ذكر الله عز وجل وقلبه خالٍ من العلم به جل وعلا.

فقد قال الله جل جلاله وتقدست أسماؤه في ما ورد في الأيات الكريمة من سورة الأعراف:

(وَاذكُر رَبَّكَ في نَفسِكَ تَضَرُّعًا وَخيفَةً وَدونَ الجَهرِ مِنَ القَولِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ وَلا تَكُن مِنَ الغافِلينَ)

خشية الله سبحانه وتعالى
خشية الله سبحانه وتعالى

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي أذكار بعد الصلاة | تعرف على أهميتها وفضائلها 2025

خشية الله سبحانه وتعالى

من المعروف أن العلم يورث الخشية، وتعد العلاقة بين العلم بالله وبين خشيته علاقة طردية، فكلما زاد العلم بالله زادت الخشية منه جل وعلا، وكلما نقص العلم بالله كلما قلت الخشية منه.

فقد قال الله سبحانه وتعالى ما جاء في سورة فاطر:

(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)

كذلك فإن الخشية من الله عز وجل تورث العلم به، لذا فقد جعل الله سبحانه وتعالى الخشية أحد العلامات التي تدل على الخير، كما جعلها أحد أسباب التفضيل عن الغير.

فقد قال الله تعالى في سورة البينة:

(أُولَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ)

رضا الله عز وجل

يعد طلب العلم أحد أسباب رضا الله سبحانه وتعالى على العبد، فبمجرد البداية بطلبه يأتي الخير الوفير والنعيم العظيم من الله.

حيث أن الله سبحانه وتعالى يمهد الطريق لكل من يطلب العلم إلى الجنة ونعيمها، فكلما مشى طالب العلم على طريق العلم كلما إتسع له الطريق إلى الدخول للجنة والتمتع بنعيمها وخيراتها.

فقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) قال:

(وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا ‌يَلْتَمِسُ فِيهِ ‌عِلْمًا، سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ)

كما أن من رضا الله تعالى على طالب العلم أنه جعل الملائكة وهي المخلوقات النورانية العظيمة أن تنير له دربه من نورها العظيم، فينير ذلك عقله ويعينه على إكتساب العلم والسعي إلى طلبه بشكل أكبر.

فقد قال الرسول (صل الله عليه وسلم):

(مَا مِنْ خَارِجٍ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا ‌رِضًا ‌بِمَا ‌يَصْنَعُ)

رفع الجهل عن الأمة الإسلامية
رفع الجهل عن الأمة الإسلامية

لا تفوت فرصة التعرف على: أصول الفقه ومعلومات عن نشأة علم أصول الفقه

رفع الجهل عن الأمة الإسلامية

يعرف الجهل بأنه آفة الأمم، فما من أمه سادت إلا كان العلم سبب سيادتها، وما من أمة بادت إلا كان الجهل هو سبب إبادتها، فإن أراد الله عز وجل إبادة أمه نزع منها العلم عن طريق موت علمائها.

حيث أن بموت العالم وعدم وجود من يقوم مقامه أو يتبع مسيرته وأعماله وما قد وصل إليه، ينتشر الجهل في تلك الأمة ويستولى عليها، ويكون سببا في هلاكها وإبادتها.

فقد جاء في الحديث الشريف أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) قال:

(إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعًا ‌يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)

دخول الجنة والتمتع بنعيمها

يمكن القول أن طلب العلم الشرعي يؤدي إلى دخول الجنة والفوز بنعيمها لسببين وهما كالآتي:

  • السبب الأول: أن طلب العلم الشرعي في حد ذاته عبادة يؤجر عليها المرء من الله سبحانه وتعالى، والزيادة في طلب العلم والسعي إليه يزيد من الأجر مما يدخل الجنة.
  • السبب الثاني: أن بطلب العلم الشرعي وتحصيله يكون العبد واعيا ومتعلما لأحكام دينه، كما يجعله يفرق بين الحلال والحرام فيتبع الحلال ويبتعد عن الحرام ويدخل الجنة.

كما أن الله سبحانه وتعالى يقوم بتسهيل كافة العقبات والمصائب التي تواجه طالب العلم في الدنيا وكذلك في الآخرة، كأن يقوم بتسهيل العرض والمحشر والوقوف بين يديه جل جلاله، فيجعل الدخول إلى الجنة أمرا سهلا.

فوائد العلم الشرعي
فوائد العلم الشرعي

لا تفوت فرصة التعرف على: تعريف الحديث الشريف | 6 شروط لقبول الحديث الشريف

فوائد العلم الشرعي

توجد عدة فوائد للعلم الشرعي، وتتمثل تلك الفوائد في الآتي:

  • يعد تعلم العلم الشرعي من أحد عطايا الله وفضائله على عباده، فقد قال سبحانه وتعالى في سورة البقرة:

(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)

  • منزلة طالب العلم الشرعي كمنزلة المجاهد في سبيل الله تعالى، وهو ما أوضحه الرسول (صل الله عليه وسلم) في الحديث الشريف الذي قال فيه:

(مَن جاءَ مَسجِدي هذا لم يَأتِهِ إلَّا لِخيرٍ يتعلَّمُهُ أو يعلِّمُهُ فَهوَ بمنزلةِ المجاهِدِ في سبيلِ اللَّهِ ومن جاءَ لغيرِ ذلِكَ فَهوَ بمنزلةِ الرَّجُلِ ينظرُ إلى متاعِ غيرِهِ)

  • طالب العلم الشرعي يمتاز عن غيره بمكانة مرتفعة، فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المجادلة:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّـهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)

بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو العلم الشرعي وعلى أسباب أهمية طلبه والسعي إلى تحصيله، كما تعرفنا على بعض فوائد العلم الشرعي والدليل عليها من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق