الفرق بين الفقير والمسكين| أهمية أداء فريضة الزكاة
يعتبر الفرق بين الفقير والمسكين ليس بعيدًا، حيث يتعين على كليهما إعالة أسرهم دون نفاد الطعام أو المأوى أو الملابس، لذلك حاول الإسلام حل هذه المشكلة بالزكاة، وهي نفقة حيث يستطيع كل من له زيادة في المال أن يدفعها لغيره من المحتاجين، والمسكين والفقير من أهل الزكاة أيضاً المذكورة في القرآن الكريم، ومن خلال موقع مُحيط سنتحدث عن كل المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع.
ما هو الفرق بين الفقير والمسكين
كل مسكين هو فقير، ولكن ليس كل الفقراء مساكين، ولا يعد الفرق بين الفقير والمسكين من حيث الحاجة والحق في الزكاة.
ولكن الاختلاف بينهما في شدة فقره، والفرق أيضًا أن الفقير ظاهر عفيف ولا يطلب من الناس شيئًا، خاصةً إذا كان هذا الشيء موجودًا حيث قيل:
- يسأل المساكين الناس ويحاصرونهم ويتبعونهم بالرغم من وجود ما يكفيه، ولهذا السبب فإن الله تعالى كما ذكر في آيات سابقة: أنه قدم الفقراء على المساكين؛ لأنهم أشد حاجة وأحواجهم للأشخاص.
- اختلفت أقوال العلماء في تحديد الفرق بين الفقير والمسكين، كان الاختلاف في أي منهم هو الأكثر احتياجًا، لكنهم جميعًا اتفقوا على أن الجميع، سواء كانوا فقراء أو مساكين، غير قادرين على توفير المال لعائلته واحتياجاته.
- وفي قول الله تعالى: (وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) (الكهف: 79) وهذا يدل على أن المساكين هم أحسن بكثير من الفقراء.
- الفرق بين الغني والفقير في الدين الإسلامي لا يكمن في امتلاك المزيد من المال، بل أن يكون المرء غنيًا بالروح وراحة البال وحسن الخلق.
- حيث أن كسب الآخرة ليس بجمع المال والأولاد، بل بعمل الخير، أما إذا كان مسكيناً بخلاف ذلك، أي لا يحتاج إلى مال فلا تجوز الصدقة.
- إذا كان المسكين مسكيناً في فقر وقلة فيجوز له الصدقة.
- إذا لم يغادر الإنسان بلده ولم يتعرض للسفر ولكن عليه إخراج الزكاة فلا يجوز ذلك لأنه لا يعتبر مسافرًا.
تعريف الفقير
- من هو الفقير، الفقير هو الشخص الذي يحتاج إلى توفير أموال أكثر مما يكسبه في حياته يمكنه تكريسها لعائلته، حيث يكونون أصحاب الحرف البسيطة.
- من جلس في بيته دون أن يطلب والناس لا يعرفونه لمساعدته، فلا يستطيع توفير المال الكافي والإنفاق على أسرته ومنزله رغم الحاجة الشديدة.
- وجاء وصف الله للفقير في سورة البقرة، حيث قوله تعالى:
“لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ”.
اقرأ أيضاً المزيد من: اثر الدين على الزكاة: أقول الفقهاء وعلماء الدين عن زكاة المال
تعريف المسكين
- كلمة مسكين تدل على القادر الذي يكتسب المال لكنه لا يكفي ولا يسد حاجته.
- لذلك فهو في حاجة، ويقول الطبري في كتابه أن أصل كلمة مسكين هو ملطف، والمسكن هو إذلال العوز والحاجه.
- عندما تأتي كلمة “المساكين” على اسم الفقير في توزيع الصدقات، فإن المسكين هو الذي يطلب من الناس أن يعطوه لسد حاجته، أي أنه يتعرض لإذلال الأمر.
- إنه المستضعف تحت إمرته، الذي لديه مكاسب ولكن لا يستطيع إخفاءه، لذلك على الرغم من كونه ثريًا ولكنه فقير بالمال، فلا بد من منحه الصدقة.
- تعريف المسكين في الشريعة فهو صاحب عقار، لكن مصاريفه تفوق ما يستطيع أن يكسبه أو يكسبه، وفي هذه الحالة يكون مسكيناً، المسكين هو من يطلب كفاؤه وزيادته، وتزول حاجته عند إشباعها.
- الفقير هو من لديه القليل من الطعام، ولا يسأل عن حاجته ويبقى ملتزمًا ببيته، فتكون حالته أصعب وأشد من حالة الفقراء.
- جاء وصف المسكين في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الفقير مرفوضًا بتمرة أو تمرين، ولا بقطعة أو قطعتين، بل الفقير هو الذي عفيف لا يسأل الناس ولا يلتفت إليه ليعطيه الصدقة.
قد يهمك الاطلاع على الآتي: اسماء الجنة| تعرف على عدد أبوابها
زكاة الفقراء والمساكين
إذا كان الناس في نفس المنزل فقراء أو محتاجين فلا حرج في إخراجهم من الزكاة، ولا عبرة في حضرة الأب إذا كان فقيرا؛ لأن وجوده فيه فقيرا كغيابه، ولهذا تدفع الزكاة له أو لزوجته أو لأبنائه أو لكل منهم على حد سواء.
كما أن هناك من يدفع لهم الزكاة التي تنزع عنهم اسم العوز والفقر، أما في حالة دفع ما يغنى للأب فلا يجوز دفع الزكاة لأولاده.
ولا حتى لزوجته في هذه الحالة للضرورة نفقته على الأب، وهي على خلاف الزوجة، فإن كانت غنية أو أخُرجت لها زكاة تستغني عنها، فلا يمنع ذلك من إخراج الزكاة على زوجها وهو فقير.
إذا كان من يريد إخراج الزكاة لأهل البيت من أفراد نفس الأسرة، فلا يجوز له إخراج الزكاة على الجميع، ولا لأي منهم لأنه في هذه الحالة إما الأب أو أحد أبنائه، وبالتالي تجب عليه النفقة على بقية الأسرة المحتاجة، ومن تجب عليه النفقة فلا يجوز له دفع زكاته.
تعريف المذاهب الأربعة للفقير والمسكين
- يقول المالكيين أن المسكين هو الذي لا يقدر على الكسب والإنتاج، فيأتي لقبه من سكون، أي اليد الساكنة، لتوفير المال.
- أما الشافعية والحنابلة يعتقدون أن للفقير حاجات أكثر من المساكين، ودليل ذلك ما ورد في قصة سيدنا موسى والخضر في القرآن الكريم.
- كما جاء في قوله تعالى (أما السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ).
- أما الفقير على الحنفية فهو صاحب أمتعة أو أثاث أو ملابس أو ما يستعمله أصلاً، والمسكين هو من لا يملك شيئاً من الأمتعة ونحوها لحاجته.
- ولكن بعد كل ذلك يقال: إن الفقراء والمحتاجين كلاهما يستحقان الصدقة والزكاة.
- كما جاء في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ)
يُمكنك إثراء معلوماتك من خلال: احب الاعمال الى الله وشروط قبول العمل الصالح
الفرق بين الفقير والمسكين عند الأئمة الثلاثة
- الفقير هو من لا لبس ولا مسكن ولا يستطيع أن يسد حاجته، أي لا نفقة ولا درهم في كل يوم.
- المسكين فهو الذي يربح ولا يكفي، ويحتاج إلى عشرة دراهم ولا يجد إلا ثلاثة أو أربعة، والفقير هو الذي له نصف الكاف.
- من كان له بيت يقلل مصاريفه، فهو مسكين أو فقير، وله الزكاة ولو كان المسكن لائقًا وثمينًا، وإذا باعه يحصل على دخل كافٍ، في هذا الرأي يتفق البعض وآخرون يختلفون.
- وزادوا على المسكن أنه إذا كان لديه لباس لائق وكان معه كثيرون، أو أن عادة لبس المرأة حليها للزينة لا تخرجها من الفقر والبلاء، بالإضافة إلى كتب من مختلف علوم الفقه والأدب والتفسير واللغة.
- مثل كتب العلوم، هناك أيضًا حرف يدوية يعمل بها، وهي لا تخرجه من الفقر.
- ومن استطاع أن يشتغل بوظيفة معينة، وكان محترفًا فيها ولا يملك المال، فإنه يعتبر فقيرًا ويجوز له الزكاة.
الحكمة من الزكاة
- استكمال ركن من أركان الإسلام الخمسة.
- أن يسد حاجات الفقراء ونفقاتهم في شؤون الحياة ، بحيث لا ينوي قلبه حسد الغني.
- تصبح الأشخاص متعاونين بحيث
- الغني يشعر بالفقير.
- الفقير لا يحمل ضغينة على الأغنياء، لذلك هناك عاطفة متبادلة بينهما.
- إن إعطاء المال كزكاة هو مقياس الإيمان بالقلب، لأن المال من أكثر الأشياء التي يحبها الإنسان.
تابع قراءة المزيد من: أنواع العبادة وأركانها وخصائصها وأهم شروط صحتها
واستطعنا في هذا المقال بيان الفرق بين الفقير والمسكين ومتى يجوز الزكاة لكل منهما، وحيث تعد قلة المال والضيق ليس عارًا على الإنسان بدلاً من ذلك، ويجب أن نقف إلى جانبهم حتى يتمكنوا من تأمين حياة كريمة لأنفسهم ولأسرهم.