كيفية صلاة قيام الليل بالطريقة الصحيحة
كيفية صلاة قيام الليل
صلاة قيام الليل من العبادات الخاصة التي لها أجر كبير، وقد يخلط البعض بينها وبين صلاة التراويح أو صلاة التهجد، لذلك يجب التفريق بينهم ومعرفة شروط وكيفية صلاة قيام الليل.
فضل صلاة قيام الليل
يوفر قسم إسلاميات بموقع محيط كل ما يتعلق بأمور الدين ومنها فضل صلاة قيام الليل كبير، وقد تحدث عنه رب العزة في القرآن الكريم، ووصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة، ويجب اتباع السنة النبوية في كيفية صلاة قيام الليل بشكل صحيح حتى يصيبنا أجرها العظيم، ومن فضلها ما يلي:
قيام الليل سبب من أسباب أنه دخول الجنة
ويدل على ذلك قول الله تعالى: “تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” (السجدة :16-17).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام” رواه الترمذي.
التوجه بالشكر لله تعالى على ما أنعم به علينا
قالت عائشة رضي الله عنها: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبداً شكورًا” متفق عليه.
تكفير للذنوب وتوطيد العلاقة بين العبد وربه
عن عمرو بن عنبسة ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “أقرب ما يكون الرب عز وجل من العبد في جوف الليل، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن” رواه أبو داود والترمذي.
وفي حديث آخر، قال صلى الله عليه وسلم: “عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد” رواه الترمذي.
استجابة الدعاء عند نزول الله سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” رواه البخاري ومالك ومسلم والترمذي.
الثواب وقت قيام الليل يكون مُضاعف
عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين” رواه أبو داود.
عدد ركعات قيام الليل
اختلف العلماء في كيفية صلاة قيام الليل وعدد الركعات التي قام بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأنه جاءت أحاديث بكونها إحدى عشر ركعة فقط، وجاءت أحاديث أخرى بأكثر أو أقل من ذلك، والصحيح من هذه الأحاديث هو:
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم الليل بسبع وتسع” رواه البخاري.
- وعن زيد بن خالد الجهني أنه قال: “لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة فصلى ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين )وهما دون اللتين قبلهما( ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة” رواه مسلم. فتوي رقم 293326
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا” متفق عليه.
كيفية صلاة قيام الليل بالتفصيل
جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كيفية صلاة قيام الليل أنه كان يصلي ركعتين بتسليمة واحدة مرة، أي مثنى مثنى، وأربع ركعات بتسليمة واحدة مرة أخرى، والحالتين جاءت في أحاديث متفق عليها، لذلك يجوز الصلاة بأي منهما.
وجاء في مجموع الفتاوى للشيخ ابن عثيمين عن كيفية الجمع بين الحديثين أنه قال: {وهنا مسألة وهي أن بعض الناس فهم من حديث عائشة -رضي الله عنها- حين سئلت كيف كانت صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضان؟ فقالت: “ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً”، حيث ظن أن الأربع الأولى بسلام واحد، والأربع الثانية بسلام واحد، والثلاث الباقية بسلام واحد.
ولكن هذا الحديث يحتمل ما ذكر، ويحتمل أن مرادها أنه يصلي أربعًا ثم يجلس للاستراحة واستعادة النشاط، ثم يصلي أربعًا، وهذا الاحتمال أقرب أي أنه يصلي ركعتين ركعتين، لكن الأربع الأولى يجلس بعدها ليستريح ويستعيد نشاطه، وكذلك الأربع الثانية يصلي ركعتين ركعتين ثم يجلس ليستريح ويستعيد نشاطه.
ويؤيد هذا قوله عليه الصلاة والسلام: “صلاة الليل مثنى مثنى”، فيكون في هذا جمع بين فعله وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، واحتمال أن تكون أربعًا بسلام واحد وارد لكنه مرجوح، لما ذكرنا من أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “صلاة الليل مثنى مثنى”.
إقرأ أيضًا: دعاء الهم والحزن والضيق والتعب والغم
كيفية صلاة قيام الليل ووقتها
اختلف وقت قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم باختلاف الأوقات، فكان يقوم أول الليل أو وسطه أو آخره، جاء في صحيح البخاري عن أنس: “وكنت لا تشاء أن تراه من الليل مصلياً إلا رأيته مصلياً، ولا نائمًا إلا رأيته نائمًا” رواه الترمذي.
دعاء استفتاح صلاة قيام الليل
جاء في صحيح مسلم، عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله إذا قام من الليل افتتح صلاته فقال: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم” رواه النسائي والترمذي.
نية صلاة قيام الليل
تلزم النية جميع الأعمال التي يقوم بها المسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” متفق عليه، ولا تتم معرفة كيفية صلاة قيام الليل دون وجود النية، وقيام الليل من النوافل لذلك فإن نية قيام الليل تكون نية صلاة النافلة.