كيف أغتسل من الجنابة؟
كيف أغتسل من الجنابة؟
يلجأ الكثير من الفتيان والفتيات إلى البحث عن كيف أغتسل من الجنابة؟ لأنها من مبطلات الصيام والصلاة كما يحث الإسلام على الطهارة والتطهر في العديد من النصوص الشرعية في القرآن والسنة.
تعريف الجنابة
تعرف الجنابة بأنها ضد القرابة وتعني البُعد، وقد سُمي الجُنب بهذا الاسم ومجانبة الناس حتى يغتسل، أو البُعد عن الصلاة حتى يتطهر، ويطلق كلمة جنب على الذكر والأنثي والمفرد والجمع، فهي أمر يحدث في الجسم يمنع صحة الصلاة.
تُطلق كلمة جُنب على من جامع أو أنزل المني وقد وُجب الغُسل للجنابة عند الرجل والمرأة، ويوجد حالتين أولهما حتى لو لم يحصل إنزال، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا جَلسَ بينَ شُعَبِها الأربعِ ثم جهَدَها فقَد وجبَ الغسلُ أنزلَ أو لم يُنزِلْ”.
الحالة الثانية وهي إنزال المني وهو ماء أبيض غليظ يخرج بتدفق عند الرجل وأصفر رقيق يخرج من غير تدفق عند المرأة، ويشعر الإنسان بعد الإنزال لذة ونشوة ويشعر بعدها بالفتور.
حكم الإسلام في كيف أغتسل من الجنابة؟
الشريعة الإسلامية قائمة على الحكمة والتعليل، ولا تتعارض مع العقل، والمنفعة، والمصلحة، وهناك بعض الأحكام الشرعية التعبدية لا يعلم الحكمة منها إلا الله تعالى، مثل عدد ركعات الصلاة، وتخصيص بعض الأماكن لبعض العبادات، مثل جبل عرفة للحج مثلاً وهي فرض على المؤمنين والمؤمنات.
من جوانب الحكمة من الغُسل من الجُنابة قال العلماء أنه يسبب استعادة نشاط الجسم وتقويته، وتعويض الطاقة المبذولة في عملية إخراج المني.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “الاغتسال من خروج المني من أنفع الأشياء للبدن والقلب والروح، بل جميع الأرواح القائمة بالبدن، فإنها تقوى بالاغتسال، والغسل يخلف عليه ما تحلّل منه بخروج المني، وهذا أمر يعرف بالحس”.
أضاف بعض الباحثين المعاصرين عن آثار الجنابة على الجسم والتخلص منها عن طريق الغسل أن هناك وحدات إخراجية منتشرة في الجسم، ترتبط إفرازاتها بالأمور الجنسية فقط، وتعمل على إخراج السموم التي تتراكم على جسم الإنسان وتسبب مشكلات صحية إذا بقيت لذلك شرع الله تعالى الغُسل.
كيف أغتسل من الجنابة؟
إن الغسل من الجنابة له صفتان فيوجد غُسل مجزئ وغُسل كامل ويجب أن نعرف الكثير عن الرسول صلى الله عليه وسلم كيف أغتسل من الجنابة؟ فهو مرشدنا ومعلمنا.
قالت عائشة (رضي الله عنها) واصفة غُسل النبي عليه الصلاة والسلام: “كان رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم إذا اغتسلَ مِن الجَنَابَةِ، يبدأُ فيَغسلُ يدَيْه، ثم يُفْرِغُ بيمينه على شِمَالِه، فيَغسلُ فرجَه، ثم يَتوضأُ وضوئَه للصلاةِ، ثم يأخذُ الماءَ، فيُدخِلُ أصابَعَه في أصولِ الشَّعرِ، حتى إذا رأى أَنْ قد استبرأَ، حَفَنَ على رأسِه ثلاثَ حَفَنَاتٍ، ثمّ أفاضَ على سائرِ جسدِه، ثم غسلَ رجليه”.
الغسل المجزئ: قام العديد من أهل العلم بالإجماع على ذلك وهو أن يقوم الشخص باستحضار نية الغُسل ثم تعميم الماء وغسل كامل الجسد بالماء الطهور.
الغسل الكامل: يشمل هذا الغُسل الواجب والمستحب حيث يقوم بغسل اليدين قبل البدء بإخراج الماء من الوعاء، ثم سكب الماء باليد اليمنى على اليد اليسرى لغسل الفرج، ثم الوضوء بشكل كامل، أو تأخير غسل القدمين إلى نهاية الغسل.
يتم غسل شعر الرأس بثلاث حثيات من الماء لكي يصل الماء إلى كامل الشعر، ويُفضل فرقه في حال كان الشعر طويلاً، غسل الشق الأيمن بشكل كامل، ثم غسل الشق الأيسر بشكل كامل.
اختلف العلماء في وجوب بعض الشروط لصحة الغُسل، منها النية فخالف أبو حنيفة رحمه الله تعالى الفقهاء، وقال بعدم وجوب النية للغُسل، وأما باقي الفقهاء فقالوا بوجوب النية في الغسل، إذ إن الغسل عبادة، ولا تصح العبادة إلا بالنية.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى”.
كما اختلف العلماء أيضًا في الترتيب، حيث قال بعض أهل العلم بوجوب غسل الرأس قبل الجسد، والصحيح أن الترتيب غير واجب.
اختلف العلماء أيضًا على المضمضة والاستنشاق، وكذلك تدليك الجسد عند الغسل، حيث خالف الإمام مالك الفقهاء بقوله بوجوب تدليك الجسد باليد عند الغسل ولا يوجد دليل على ذلك.
ما هي موجبات الاغتسال
إن موجبات الاغتسال مهمة أن يعرفها كل مسلم ومسلمة مثل معرفته كيف أغتسل من الجنابة؟، ومن موجبات الاغتسال هي:
خروج المني بشهوة: وذلك يحدث عند الجماع بين الرجل والمرأة ويخرج من كل منهما شهوة وبعدها فتور.
الاحتلام: وإن كان الاحتلام من نائم فلا يشترط وجود الشهوة، ولكن يخرج منه المني لذلك وُجب الاغتسال.
التقاء الختانين: أي مجرد الجماع سواء تم الإنزال أو لم يتم وتم ذكره الرسول الكريم في حديث شريف متفق عليه.
إسلام الكافر: فقد أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) واثلة بن الأسقع وقتادة الرهاوي بالاغتسال عندما أسلموا.
انقطاع الحيض ودم النّفاس: أمر الله عز وجل النساء بالاغتسال بعد انقطاع الحيض، والتي وضعت وعليها دم النفاس بالاغتسال ولا يجب عليها الصيام أو الصلاة.
الموت: يجب بعد موت الإنسان أن يتم غُسله وبعد ذلك تكفينه.
ما هي العبادات المُحرمة عند الجنابة
الصلاة: يُمنع الجُنب من أداء الصلاة حتَى يغتسل لأنه فقد شرط أساسي من شروط صحة الصلاة وهو الطهارة، وقد جاء في الحديث إنَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) قال: “لا يَقْبَلُ اللَّهُ صَلاةَ أحَدِكُمْ إذا أحْدَثَ حتَّى يَتَوَضَّأَ”.
الطواف بالبيت: يُمنع الجنب من الطواف لأنه فاقد للطهارة وحكمه كحكم الحائض، وقد جاء في حديث رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) أنَّه قال لعائشة (رضي الله عنها) عندما حاضت: “افْعَلِي ما يَفْعَلُ الحَاجُّ غيرَ أَنْ لا تَطُوفي بالبَيْتِ حتَّى تَطْهُرِي”.
لمس المصحف الشريف: لأن الله تعالى قال: {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ}.