تاريخ مدينة دوما السورية العريقة

مدينة دوما - سوريا

تاريخ مدينة دوما من أقدم المدن في سوريا حيث تغنى العديد من الشعراء العرب بمدينة الجمال والرقي دُوما وسميت بهذا الاسم كناية عن ديمومة الأشجار الخضراء وجمالها الساحر بفضل موقعها الاستراتيجي في غوطة دمشق حيث لقبت بعروس الغوطة الدمشقية الساحرة ومدينة المأذن بسبب كثرة الجوامع فيها. سنتحدث معاً في موقع محيط عن تاريخ دوما وموقعها الجغرافي وأبرز معالمها التاريخية القديمة.

مدينة دوما السورية

تاريخ مدينة دوما

تقع مدينة دوما في سوريا بالقرب من العاصمة السورية دمشق حيث تبعد عنها بمسافة 14 كلم بالشمال الشرقي. وتبلغ مساحتها حوالي 300 ألف هكتار.

وتعد من أكبر المدن في الريف الدمشقي ويبلغ عدد سكانها حوالي 500 الف نسمة وفقاً لبيانات السجل المدني في بلدية مدينة دوما.

وتعد مدينة دوما إحدى أهم المدن في محافظة ريف دمشق، ويحدها من الجهة الغربية العاصمة السورية دمشق ومن الجهة الشمالية الغربية منطقة التل.

ومن الجهة الشمالية مدينة القطيفة وتتداخل حدودها الشرقية مع البادية السورية ويحدها من الجنوب محافظة السويداء.

ويتبع لمدينة دوما المدن التالية: حرستا والضمير وبلدات النشابية والغزلانية وحران العواميد وبلديات الشيفونية وعدرا العمالية ومسرابا وجديدة الخاص ودير سلمان والعبادة والعتيبة والهيجانة وحوش نصري.

كما يتبع لها أيضاً قرى الريحان وحوش الأشعري وأوتايا وتل كردي وبيت نايم وحوش الضواهرة وميدعا الصوان وحفير التحتا ومديرا والأحمدية والغريفة وتل مسكن والقرمشية والبيطارية وقرحتا وسكا والدلبة وغسولة ودير الحجر.

ويمكنكم التعرف على أجمل المناطق السياحية في سوريا بلد الياسمين 

تاريخ دوما القديم

مدينة دوما

يعتبر تاريخ دوما قديم جداً وعريق حيث شهدت مدينة دوما العديد من الحقبات التاريخية القديمة ومن أهمها الحقبة الآرامية والحقبة الرومانية وقد شهدت العديد من الديانات الإلهية في المنطقة من أهمها:

الديانة اليهودية في دوما

تحتوي مدينة دوما على العديد من آثار التاريخية التي شهدت على تاريخ دوما الأصيل، حيث تحتضن المدينة أقدم معبد لليهود.

وقد ذكر أنه يعود للنبي إلياس والذي أثبتت الأبحاث والمخطوطات على وجود المعبد تحت الجامع الكبير في نفق طويل من جهته الشمالية الشرقية.

حيث يرجح أن الجامع الكبير قد بني على انقاض معبد روماني قديم مما يفسر وجود بعض التماثيل والكنوز والآثار القديمة.

حيث كان النبي إلياس (نبي الله) إلى بني إسرائيل يتردد على المدينة بهدف الدعوات للدين اليهودي، ويذكر في حين وفاة النبي قد تم بناء له مقام داخل المعبد في الجهة الشمالية من المنبر داخل القبو للجامع الكبير في مدينة دوما.

الديانة المسيحية في دوما

اجتاح الرومان بلاد الشام عام 64 ميلادي وأصبحت سوريا إقليم يتبع للإمبراطورية الرومانية القديمة وكانت مدينة دوما في ذلك وقت تتبع للمسيحين الأرثوذكس بنو تغلب القسيسين (بني ربيعية بن تميم) وفقاً للمخطوطات القديمة.

وقد أطلق الحاكم الروماني لقباً على مدينة (دومة) بالتاء المربوطة نسبة للدير الروماني المسيحي (دير يوحنا) الذي بني في مدينة دوما في ذلك الوقت.

الديانة الإسلامية في دوما

بعد الفتوحات الإسلامية الكبيرة التي شهدتها بلاد الشام على يد الصحابي خالد بن الوليد الذي حمل راية الإسلام لنشر التوحيد الإلهي في بلاد الشام،

دخل إلى مدينة دوما التي كانت تقع تحت حكم الروماني واستقبلته العائلات الدومانية المسيحية من دون معارك.

وقد أسلم العديد من العائلات المسيحية الكبيرة ومن أهمها (سريول – خبية – انجيلة – طباجو – عيبور – المغير).

وبقيت باقي العائلات الأخرى على دينهم المسيحي شريطة أن يناصروا المسلمين في فتح باقي أصقاع بلاد الشام وكانوا من أهم الداعمين للمسلمين في بناء المسجد الأموي في الحكم الأمويين.

ولكن بعد حين هاجروا المسحين الدومانين إلى مدينة حرستا وصيدنايا ومعولا بسبب تعصب المسلمين الدومانين لهم.

بادروا للتعرف عن أهم المواقع السياحية العربية لعام 2025

 أهم المعالم أثرية في مدينة دوما

تاريخ مدينة دوما السورية العريقة صورة رقم 5

 

تضم مدينة دوما مجموعة من المعالم الأثرية المهمة من أبرزها جامع الريس الذي بني في عام 1188 هـ/1774م وهو منسوب للشيخ محمد بن يحي بن بكر الريس المغربي الأصل .

وجامع زين وهو بجانب الحمام الصغير وقد كتب على لوحة حجرية أثرية فوق مدخله الرئيسي

“بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن با لله واليوم الآخـر”

أوقف هذا المسجد الفقير زين السليك البتواني 1300هجرية يوافق 1882 ميلادي .

جامع الآغا الذي بُني في عام 1311هـ/1893 ميلادي نسبة للآغا مصطفى الشيشكلي جد وديع الشيشكلي. وجامع الشيخ علي الذي بناه الشيخ علي الطيار المغربي سنة 1898.

وجامع حسيبة الذي بنته حسيبة بنت أحمد عدنان من عائلة عدس وذلك سنة 1925 ميلادي.

والحمام الصغير والحمام الكبير وقهوة السرايا ومبنى السرايا القديم والنصب التذكاري الذي يحمل اسم قبة العصافير والذي بُني تخليداً لذكرى تاريخية وهي هزيمة جيش المغول في ضواحي دوما.

إضافة إلى الخانات ومنها خان عياش والدور القديمة منها دار الحاج حسين الذي بني على الطراز الدمشقي القديم وفيها قاعات ذات نقوش وزخارف عربية أثرية.

كما يضم عدد من الأحياء القديمة مثل حي الشمس نسبة لشيخ العالم الحلبي محمد شمس الدين وحي القصارنة وحي الشرقية وشارع الكورنيش الذي يعد من أرقى أحياء المدينة.

الجامع الكبير أهم المعالم التاريخية

تاريخ مدينة دوما السورية العريقة صورة رقم 7

يعد من أهم المعالم التاريخية القديمة حيث تم بناءه بعد الفتوحات الإسلامية ما بين عام 531ه / 1136 بأمر من ملك الأمراء إلب طغرادكين بهلوان جهان محمود بن بوري بن أتابك حسام أمير المؤمنين).

ويذكر وجود كتابة قديمة على الصحن الداخلي للمسجد:

“بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن با لله واليوم الآخر” هذا ما أوقفه وحبسه وتصدق به ملك الأمراء إلب طغرادكين بهلوان جهان محمود بن بوري بن أتابك حسام أمير المؤمنين . لعنة الله على من بدل أو غير القطعتين الأرض المتلاصقتين شرقي الجسر في شهور سنة أحد وثلاثين وخمس مئة على مسجد دوما).

في العهد العثماني عام 1900 تم إعادة بناءه وتجديده بشكل كلي ليكون أحد أهم المساجد الرئيسية في المدينة ولاسيما بعد أن وجد تحته جرة أثرية مليئة بالذهب يعود حقبتها للعهد الروماني القديم، وقام القائمون على المسجد بترميم المسجد وتوسيعه ليبرز بشكله الجميل والأثري.

وفي عام 1983 قامت وزارة الأوقاف بهدم المسجد وإعادة بناءه وتوسيعه بشكل كبير ليظهر أحد أهم المعالم الرائعة التي ميزت مدينة دوما عن غيرها من باقي المدن.

قهوة سرايا

تاريخ مدينة دوما السورية العريقة صورة رقم 9

تعتبر من أقدم المقاهي التي تم بنائها في العهد العثماني، وتقع في وسط المدينة في شارع شكري القوتلي خلف مبنى السرايا القديم.

وتتميز بنائها الدمشقي القديم الذي يتوسطه بحرة دمشقية مع نافورة مزخرفة مزينة بأجمل أنواع الورد بمختلف ألوانها وأنواعها.

كما أنها تضم أشجار قديمة ومعمرة يبلغ عمرها أكثر من 100 عام، وضمت قهوة سرايا أهم المبدعين والمفكرين الذي كانت مركزاً ثقافياً لتجميع العديد من الفئات الشعبية المختلفة.

لا تنسى قراءة مقالة عن أجمل ما فلسطين وتلك البقعة المقدسة 

الأطعمة الأكثر شهرة في مدينة دوما

لحم الجمل 

يشتهر عن مدينة دوما الكرم وجود ويعد أهالي مدينة دوما من أكثر الشعوب كرماً وبزخاً وتشتهر مدينة دوما بأكل لحم الجمال حيث تنتشر المطاعم التي تقدم أشهى المأكولات باللحم الجمل الطازج الذي يحتوي على قيمة غذائية.

ويتميز عن باقي أنواع اللحم بسعراته الحرارية القليلة ونسبة الدهون المنخفضة وارتفاع كمية من الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم الإنسان

الخضراوات

تاريخ دوما

تشتهر مدينة دوما بتربتها الخصبة الصالحة للزراعة حيث اشتهرت بزراعتها لمختلف أنواع الفواكه الصيفية كالمشمش والخوخ ودراق والجارينك والكرز والفريز والبطيخ الأحمر والبطيخ الأصفر والخيار والبندورة وغيرها الكثير،

ولكن أهم ما يميزها هو العنب الدوماني حيث اشتهرت به بشكل كبير نسبة لحلاوة طعمه ومذاقه اللذيذ وقد تم تنصيب رمز في وسط المدينة بالقرب من ساحة البلدية يدل على غنى مدينة دوما بالعنب.

الصناعة والتجارة

تضم مدينة دوما أكبر سوق تجاري لبيع الألبسة والأطعمة في ريف دمشق وتحتوي على العديد من المصانع والمعامل في مختلف الصناعات الحديثة اضافة للصناعات التقليدية،

كما ينتشر في المدينة كافة المرافق مثل المراكز الاجتماعية والصحية وعدد كبير المستشفيات كمشفى النور ومشفى حمدان ومشفى اليمان وتضم أكبر مشفى في ريف دمشق (مشفى دوما المركزي).

وقد شيد فيها أيضاً أكبر مستشفى في سوريا (البرج الطبي) ولكن تم توقيفه بسبب الحرب الأهلية السورية. كما تضم دوما عدد كبير من المدارس والمعاهد التعليمية ومركز الثقافي الأكبر في ريف دمشق وكانت قد شهدت نهضة علمية حقيقة في السنوات 10 الأخيرة قبل الحرب السورية.

ويمكنكم التعرف على أفضل الأماكن السياحية في الأردن وما هو أفضل وقت لزيارة الأردن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق