تاريخ فلسطين
تاريخ فلسطين يثير جدلاً كبيرًا نظرًا للحساسية العالية المرتبطة به، والتي تعزى بشكل أساسي إلى الوضع السياسي الحالي، حيث تم اكتشاف آثار تواجد الإنسان في منطقة جنوب بحيرة طبريا، وتحديدًا في منطقة تل العبيدية، وقد تمت توارث هذه الآثار لفترة تمتد منذ حوالي 600 ألف سنة وحتى مليون ونصف سنة مضت. في فترة العصر الحجري الحديث (10000 ق.م. – 5000 ق.م.) ظهرت المجتمعات الزراعية الثابتة، وفي العصر النحاسي (5000 ق.م. – 3000 ق.م.) تم العثور على أدوات من النحاس والحجر في مناطق قريبة من أريحا وبئر السبع والبحر الميت، لنتعرف على تاريخ فلسطين.
تاريخ فلسطين
تعد مدينة أريحا أحد أقدم المدن في التاريخ، حيث يعود تاريخها إلى العصر الحجري قبل نحو 10 – 11 ألف سنة، أي قبل نحو 8000 سنة قبل الميلاد،
ووصل الكنعانيون، الذين يعودون نسبهم لأبناء سام وينحدرون من شبه الجزيرة العربية، إلى أرض فلسطين في فترة تتراوح بين 3000 ق.م. و 2500 ق.م.
وفي تقريبًا 1250 ق.م.، قاد يوشع بن نون عليه السلام بقومه حملة إلى مدينة أريحا، حيث نشبت معركة بينهم وبين قوم من الكنعانيين وتمكنوا من النصر والسيطرة على فلسطين.
ومع ذلك، انقسم الكنعانيون إلى عدة قبائل مختلفة، وكانوا يعيشون تحت حكم قضاة. وشهدت هذه الفترة انتشارًا للحروب والنزاعات بين هذه القبائل.
تابع المزيد أيضا: أهم المعلومات حول مدينة اريحا الفلسطينة والسورية
فلسطين ما قبل الميلاد
قام داوود عليه السلام بتوحيد هذه القبائل وتحويلها إلى مملكة متحدة، وجعل القدس عاصمتها، وقام بتوسيع حدود مملكته، نجح داوود عليه السلام في هزيمة الأعداء مثل المؤابيين والعمونيين والأدوميين وبعد وفاته،
تولى ابنه سليمان الحكم في هذه المملكة الموحدة، وبعد وفاة النبي سليمان (عليه السلام)، تم تقسيم دولة بني إسرائيل إلى مملكتي إسرائيل ويهوذا.
في عام 721 قبل الميلاد، احتل الآشوريون مملكة إسرائيل، وفي عام 586 قبل الميلاد، هزم البابليون بقيادة نبوخذ نصر مملكة يهوذا ونفوا سكانها إلى بابل، وقاموا بتدمير الهيكل الذي بناه سليمان (عليه السلام) والذي يعتبره اليهود مقدسًا.
في عام 539 قبل الميلاد، بعد أن احتل الفرس بابل، سمح ملكهم كورش (المعروف أيضًا باسم سيروس في تاريخ اليهود) لليهود بالعودة إلى فلسطين.
ومع ذلك، فضلت الغالبية العظمى من اليهود البقاء في بابل. ولقد حظوا بمعاملة جيدة من الفرس، نظرًا لأنهم كانوا أعداءًا للبابليين.
وبهذا أصبحت يهوذا إقليمًا تحت حكم الفرس حتى عام 332 قبل الميلاد، عندما استولى الملك الاسكندر المقدوني على سوريا وفلسطين بعد هزيمة الفرس.
وبذلك، أصبحت فلسطين تحت الحكم اليوناني. وبعد وفاة الإسكندر في عام 323 قبل الميلاد، تعاقب البطالسة المصريين والسلوقيين السوريين على حكم فلسطين، وأصبحت اليهودية أقلية دينية في أرض كنعان.
المدة الإغريقية بتاريخ فلسطين
بعد وفاة الإسكندر الأكبر في عام 323 قبل الميلاد، حدث تقسيم بين القادة العسكريين المعروفين باسم “الخلفاء ديادوكي”، وتبنّوا مسارات مختلفة من الصراعات والحروب المتشابكة،
والتي أصبحت معروفة باسم حروب الخلفاء، بهدف تقسيم الإمبراطورية الهلنستية التي تأسست تحت قيادة الإسكندر.
سيطر سيلوقوس الأول (المظفر)، المعروف أيضًا باسم سيلوقوس النيكاتور، على سوريا وأسس الدولة السلوقية، وكانت عاصمتها أنطاكية.
بينما أسس بطليموس الأول (المنقذ)، المعروف أيضًا باسم بطليموس السوتر، الدولة البطليمية في مصر، وعاصمتها الإسكندرية.
اندلعت حروب سورية خمسة بين الدولتين السلوقية والبطليمية، حيث سعت كل منهما للسيطرة الحصرية على بلاد الشام، بما في ذلك سوريا وفلسطين.
استمرت هذه الحروب لمدة تقدر بنحو اثنتين وعشرين عامًا، وشهدت فلسطين أحداثًا عصيبة خلال هذه الفترة، التي تراوحت بين وفاة الإسكندر الأكبر ومعركة إبسوس في عام 301 قبل الميلاد بين البطلمة والسلوقيين،
وجدت فلسطين نفسها بين هاتين القوتين المتنافستين، وفي النهاية خضعت لحكم البطلميين للفترة التي استمرت من عام 301 قبل الميلاد حتى عام 198 قبل الميلاد.
تقسمت الشعب اليهودي تحت حكم الإغريق إلى فرقتين: الأولى اتبعت الثقافة اليونانية وأصبحوا معروفين باليهود اليونانيين، بينما التزم الآخرون بهويتهم اليهودية وهربوا من سلطة السلوقيين،
وأصبحوا معروفين بالمكابيين، نسبة إلى زعيمهم يهودا المكابي. وفي فترة تصاعد الصراع بين السلوقيين والبطلمة، استقل اليهود تحت حكم أورشليم بقيادة يهودا المكابي. يعتقد اليهود أن يهودا المكابي أعاد بناء الهيكل المقدس مرة أخرى.
قد يهمك أيضا التعرف على: معلومات عامة عن فلسطين | نبذة عن تاريخها وأهم مدنها 2025
تاريخ فلسطين الفترة الرومانية
خلال الفترة الرومانية (63 قبل الميلاد – 638 ميلادية)، احتلت القوات الرومانية فلسطين وجعلتها إقليمًا تابعًا للإمبراطورية الرومانية في البداية، ثم للإمبراطورية البيزنطية بعد تقسيم الإمبراطورية الرومانية.
استمرت فلسطين تحت الحكم الروماني حتى منتصف القرن السابع الميلادي. في هذه الفترة، وقعت ولادة السيد المسيح، عيسى بن مريم (عليه السلام)، في فلسطين.
ومع ذلك، قاوم اليهود وشجبوا الحاكم الروماني في عام 37 ميلادية واتهموه بالكفر، وتلا ذلك أحداث قصة الصلب، وعلى الرغم من اختلاف التفاصيل في العقيدتين الإسلامية والمسيحية بشأن هذه الأحداث.
فترة تمرد اليهود
شهدت فلسطين خلال فترة حكم الرومان تمردًا يهوديًا مستمرًا، حيث كانت تحت السيطرة الرومانية وتعيين حكام يهود للإدارة المحلية. ومع ذلك، كان اليهود متمسكين بروح التمرد. في عام 66 ميلادية، قام اليهود في القدس بثورة ضد الحكم الروماني.
وتم حصارهم من قبل القوات الرومانية. نجح القائد تيتوس في عام 70 ميلادية في اقتحام القدس وتدميرها بالكامل، وأخذ اليهود كأسرى يباعون في روما، مما أدى إلى انتشار وجودهم في أوروبا.
قد يهمك أيضا التعرف على: مدينة اللد الفلسطينية والمعالم التاريخة بها
اليهود وهادريان
في عهد الإمبراطور تراجان في عام 106 ميلادية، عاد اليهود إلى القدس وبدأوا التحضير للثورة وأعمال الشغب من جديد. وعندما تولى الإمبراطور هادريان الحكم في الفترة من 117 إلى 138 ميلادية،
قام بتحويل المدينة إلى مستعمرة رومانية وفرض حظر على الاختتان وقراءة التوراة واحترام السبت على اليهود
ثار اليهود بقيادة بار كوخبا في عام 135 ميلادية، وأرسلت روما الوالي يوليوس سيفيروس لاحتلال المدينة وقمع الثورة وقتل بار كوخبا،
وقتل من اليهود 580 ألف نسمة، وتشتت اليهود في بقاع الأرض، وتعرف هذه الفترة بأسماء “عصر الشتات” أو “الدياسبورا”.
قبل ظهور الإسلام في القرن السابع، شهدت فلسطين تفاعلًا وتلاقًا بين المسيحيين المقيمين فيها والسكان العرب الذين كان العديد منهم يعتنقون المسيحية أيضًا،
وكان هناك تواجد لهؤلاء السكان العرب في المناطق الجنوبية والشرقية لفلسطين. وقد استقطبت القدس اهتمام المسلمين الذين اتجهوا إليها كمحطة للصلاة،
وتعتبر معجزة الإسراء والمعراج، التي تروي قصة رحلة النبي محمد من مكة إلى القدس وصعوده منها إلى السماوات السبع وفقًا للتقاليد الإسلامية، ذات أهمية قدسية كبيرة أيضًا.