كيف يمكن مساعدة الفقراء وما أهمية مساعدتهم لكلا من الفرد والمجتمع بالتفصيل
تعرف على مساعدة الفقراء وعلى كيف يمكن مساعدة الفقراء وما أهمية مساعدتهم لكلا من الفرد والمجتمع بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث إن من أهم الصفات والسمات التي وُلدت وزرعت مع البشر في الفطرة السليمة هي كلا من العطف والرحمة، سواء كان ذلك العطف على الكبير أو الصغير، حيث أن تلك الرحمة المتواجدة بالفطرة في قلوب البشر هي التي تقوم بتحقيق أمن الحياة، كما أنها توفر أبسط وسائل وسُبل المعيشة الجيدة لكل فقير ومحتاج للصدقة، ومن الجدير بالذكر أن هناك أثر كبير وملحوظ لمساعدة الفقراء على الفرد، ويظهر هذا الأثر الكبير بوضوح في زيادة رزق الشخص الذي يساعد الفقراء، وفي إنشراح قلبه، وغيرها العديد من الأمور الجيدة.
نبذة عن حياة الفقراء والمحتاجين
يتم إستخدام كلمة الفقير للقيام بوصف جميع الأشخاص الذين قد فقدوا أبسط وأقل حقوقهم في الحياة، إذ أنه لا لباس لديهم ولا مال.
وهم عبارة عن طبقة أساسية من النسيج الاجتماعي، حيث أنه لا يخلو أي بلد أو دولة من هذه الفئة الفقيرة التي تعجز عن القيام بنيل لقمة عيشها.
كما أنها تفتقد للعديد من الطرائق التي يمكن أن تسد بها حاجاتها، فالفقراء هم الأشخاص الذين فقدوا كلا من راحتهم وسعادتهم، وتلك الفئة من الأشخاص يصعب القيام بتمييزها بشكل كبير.
إذ إنّه قد ظهر في الآونة الأخيرة بعض الأشخاص الذين يشكون شدة الفقر مع قدرتهم الكبيرة على القيام بتوفير كافة سبل المعيشة، ويطلق على هؤلاء الأشخاص إسم المتسولون.
وكثيرًا ما أصبحنا نسمع العديد من القصص التي تحكي وتوضح لنا أحوال الفقراء وطريقة عيشهم، حيث تُظهر لنا هذه القصص كم يواجهون في حياتهم من الكد والشقاء الذي يندى له الجبين.
فلو قمت بزيارة حيًا للفقراء لوجدت الكثير من الأشخاص الجياع، ولوجدت أصحاب الأمراض المزمنة الذين يجب أن يتناولوا أدويتهم.
ولكنهم لا يجدون القليل من النقود التي تقوم بحفظ ماء وجوههم أمام الطبيب المعالج أو أمام الصيدلي، فيظلُ صاحب المرض قابعًا في منزله منتظراً الفرج من عند الله سبحانه وتعالى، أو أن يرحمه الله عز وجل ويأخذه إلى جواره.
أو ستجدُ العديد من الفتيات اللاتي لا يجدن من اللباس ما يستر أجسادهن الضعيفة سوى بضع ملابس وأقمشة بالية تَشِف وتَصِف أكثر مما تستر.
كما ستجدُ في الأحياء الفقيرة أطفالًا كثيرين، وما إن تدخل منطقتهم وحيهم حتى تراهم ينسلون ويأتون من كل صوب وحدب وهم يرمقونك بعدة نظرات عجيبة ملؤها الأمل الكبير في أن تُخرج من جيب ملابسك الباهظة بعض النقود.
كما أنهم يأملون بأنك تحمل لهم في سيارتك الباهظة أكياسًا كثيرة مليئة بالطعام الشهي من شتى الأصناف والأنواع التي لم يسبق لهم أن يتذوقوها من قبل.
والأمر المؤلم في هذا الزمان الذي نعيش به أن ترى كلا من ذوي رؤوس المال والأغنياء يمرحون وينعمون بالحياة ولهم جولات وصولات في جميع الأماكن الترفيهية حول العالم.
غير مكترثين على الإطلاق بالأشخاص الذين هم دون منهم، حتى أن هؤلاء الأغنياء لا يدرون أن الفقراء موجودون معهم في هذا العالم،
فهم يظنون أن الفقراء لا وجود لهم في الواقع، وما هم إلا بعض الشخصيات المتواجدة في قصص الخيال.
ونجد كثيرٌ من الأشخاص الفقراء يفضلون الموت على أن يقوموا بمد أيديهم لغيرهم كي يطلبوا منه العون، لذلك نرى أنه من واجب الأغنياء وميسوري الحال من الناس أن يقوموا بالبحث عن الفقراء والإهتمام بهم.
كما يجب على الأغنياء وميسوري الحال معرفة كافة متطلبات الفقراء ومحاولة تأمينها وتوفيرها، بالإضافة إلى أنه يجب عليهم إعطائهم حقهم من كلا من الزكاة والصدقات.
وقد قيل في القدم إنّ الشخص الذي قال “إنَّ الْفَقْرَ لَيْسَ عَيْباً” كَانَ يُرِيدُ أنْ يُكْمِل جملته ويقول: “بَلْ جَرِيمَة!” لكن الأغنياء قاطعوه بالتصفيق الحاد.
وقد قال الإمام الشافعي الجليل بعض أبيات الشعر التي تصف كلا من الفقر والفقراء، إذ قال:
يمشي الفقير وكل شيء ضده
والناس تغلق دونه أبوابها
وتراه مبغوضًا وليس بمذنبٍ
ويرى العداوة لا يرى أسبابها
حتى الكلاب إذا رأت ذا ثروة
خضعت لديه وحركت أنيابها
وإذا رأت يومًا فقيرًا عابرًا
نبحت عليه وكشرت أنيابها
لا تفوت فرصة التعرف على: اهمية الصدقة في الاسلام
لماذا يجب أن نساعد الفقراء والمحتاجين
إن القيام بمساعدة الفقراء تعد بمثابة راحة نفسية وعلاج قوي لكل فرد، حيث تشير العديد من الدراسات العلميَّة في مجال علم النفس بتواجد علاقة قوية بين كلا من السلوك والعاطفة.
وتلك العلاقة القوية هي المسؤولة بشكل كبير عن تطور شخصية الفرد، كما أنها هي التي تجعله شخصاً إجتماعيًّا قادرًا على القيام بالتواصل بشكل سهل.
كما تشير هذه الدراسات العلمية إلى أن كلا من مساعدة الغير والتعاطف معهم هي بمثابة النشاطات العصبيَّة، وحين يقوم فاعل المساعدة بتقديم عونه للفقير؛ عليه أن يقوم بالتفريق بين كلا من الفقير المحتاج حقاً والمتسول الزائف.
وذلك حتى تكون صدقته ومساعدته للشخص الفقير قد ساعدت شخصاً محتاجاً فعلًا، وقد توفرت فعلاً في أيدي محتاجة ولا يتواجد لها أيّ من سبل المعيشة.
ويجب العلم إنّ الشخص الذي يساعد الفقراء والمحتاجين ولا يردّ السّائل، هو في الأساس شخص سليم الفطرة من داخله، فهو شخص طيب القلب ولا يوجد شر يسيطر عليه.
كما أن عون ومساعدة الفقراء والمحتاجين قد دعت إليها جميع الأديان، وحتى يتمكن الفرد من التقرب إلى الله سبحانه وتعالى؛ عليه أن يؤدي الزكاة وأن يقدم الصدقة التي تزيده أجراً وترضي ضميره.
هذا وترتكز مساعدة الفقراء والمحتاجين في مجملها على العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على كلا من الفرد والمجتمع، كما أن هذه الفوائد تؤثر بهُم بشكل إيجابي كبير.
حيث أن الفرد في عطائه يقوم بالإبتعاد كلياً عن كلا من حب النفس الزائد والأنانيَّة المفرطة، أما بالنسبة إلى الأثر الذي يحدث في المجتمعات عند مساعدة الفقراء والمحتاجين؛ فهو أثر كبير ومهم جداً على جميع أفراد المجتمع.
حيث أن المجتمعات هي الدافع الأهم والأكبر الذي يقع على عاتقها بشكل أساسي مساعدة كلا من الفقراء والمحتاجين، إذ إنّ أثر الزكاة والصدقة على المجتمع بالكامل يظهر بصورة جلية بمساعدة الوطن على التطور والتقدم والحضارة.
كما أنه يقوم بتطوير أساليب المعيشة لكل أفراد المجتمع، فتصبح بذلك كافة فئات المجتمع المتنوعة أكثر قدرة على الحياة بمستوى جيد وبكرامة.
ومن الجدير بالذكر أن المجتمع لا يقوم بالإكتفاء بتقديم المساعدات للأشخاص الفقراء والمحتاجين المتواجدين في وطنه فقط؛ بل يتواجد هناك نوع آخر من المساعدات.
وهو عبارة عن نوع خاص من المساعدات الخارجية التي تذهب بصورة دورية إلى أكثر البلدان فقرًا في العالم مثل كينيا.
وقد قام الكاتب أبهجيت بانرجي بتأليف كتابًا خاصًّا، وكان هذا الكتاب بعنوان (إقتصاد الفقراء)، حيث ناقش هذا الكتاب الرائع مدى ضرورة وأهمية القيام بتقديم المجتمع المساعدات للخارج.
إذًا وفي نهاية الكلام عن لماذا يجب أن نساعد الفقراء والمحتاجين، فإنه يجب أن نعلم جيداً أنه لا بدَّ من القيام بمساعدة الفقراء والمحتاجين حتى يتمكنوا من العيش بكرامة.
وحتى لا يعانوا في حياتهم من الحرمان الشديد الذي قد يولد مع مرور الوقت العديد من الآفات الإجتماعية السيئة.
لا تفوت فرصة التعرف على: موضوع عن الصدقة وفوائدها للمؤمن
كيف يمكن مساعدة الفقراء والمحتاجين
تتواجد عدة طرق ووسائل متنوعة يمكن القيام بها أو بأحدها للتمكن من مساعدة كلا من الفقراء والمحتاجين، ومن أهم هذه الطرق والوسائل المتنوعة ما يلي:
تنمية الوعي
تعد أولى الخطوات التي يجب القيام بإتباعها للتمكن من مساعدة الفقراء والمحتاجين لحل مشكلة الفقر بشكل كبير هي زيادة وتنمية الوعي حول معنى ومفهوم الفقر.
ويكون ذلك من خلال القيام بقراءة أو مشاهدة الأخبار والإطلاع بشكل دائم على جميع الأحداث التي تحدث وتجري في العالم ومواكبة أحداث الفقر.
كما يُمكن القيام بالإتصال بإحدى المنظمات المحلية غير الربحية والملاجىء للقيام بالإطلاع على كافة المستجدات والأوضاع الجديدة التي تطرأ بصورة دائمة على مشكلة الفقر.
بالإضافة إلى معرفة كافة الجهود التي تُبذل بشكل دوري لمساعدة كلا من الفقراء والمحتاجين في مختلف الدول والأماكن في العالم.
هذا بالإضافة إلى القيام بتوعية الأشخاص الآخرين المتواجدين حولنا وتثقيفهم بالعديد من الطرق المناسبة التي تعمل على زيادة رغبتهم في مساعدة الفقراء ورفع مستواهم المعيشي.
الزكاة
يُمكن القيام بمُساعدة الفقراء من خلال أداء الزكاة، وتُعرف الزكاة بأنَها عبارة عن جزء مُعيَّن من المال قد فرضه الله سبحانه وتعالى على الأغنياء ليتم إنفاقه على عينة وفئة معينة من الناس قد ذكرهم الله عز وجل في القرآن الكريم.
ومن ضمن هذه الفئة من الأشخاص كلا من الفقراء والمساكين، حيث أنهم هم الأشخاص الذين لا يمتلكون مالاً أو متاعاً أو حتى طعاماً.
كما أنهم لا يمتلكون دخلاً مادياً للتمكن من إعالة أنفسهم، ولا يمتلكون أشخاصاً يعتمدون عليهم بشكل أساسي في العيش.
توفير فرص عمل
تعد عملية توفير العديد من فرص العمل بشتى أنواعها ومجالاتها من قِبل الجهات الحكومية المسؤولة المتواجدة في الدولة من أكبر الطرق والوسائل التي تُساهم بشكل كبير في مساعدة الفقراء والمحتاجين ورفع مستواهم المعيشي.
ويتم ذلك عن طريق القيام بإعادة بناء البنية التحتية للدولة والقيام بدعم الإقتصاد الوطني، هذا بالإضافة إلى القيام بتطوير الكثير من مصادر الطاقة المتجددة المتنوعة والمختلفة،
والقيام بوضع خُطة للتمكن من تجديد المساكن القديمة المهجورة.
كما يجب على الجهات الحكومية القيام بدعم كافة الإستثمارات الجديدة التي من شأنها القيام بتوفير الكثير من فرص العمل بالإضافة إلى تعزيز وتنمية الإقتصاد الوطني والتمكن من تطوير ودعم الأحياء الفقيرة المنتشرة بشكل كبير.
التواصل مع وسائل الإعلام
يُمكن القيام بمساعدة الفقراء والمحتاجين عن طريق التمكن من التواصل مع وسائل الإعلام المتنوعة من خلال القيام بإرسال الرسائل النصية إلى جرائد ومجلات مُعينة.
أو من خلال القيام بالإتصال بمحطات الراديو التي تهتم بالحديث عن الفقراء وعن أحوالهم، كما يمكن كتابة الرسائل الإلكترونية وإرسالها إلى محطات الأخبار المختلفة.
هذا ويمكن النقاش بهذه القضية الهامة في المؤسسات المتنوعة، سواء كانت هذه المؤسسات مؤسسات مجتمعية أو ربحية أو حكومية، كما يمكن نقاش هذه القضية في دور العبادة أيضاً.
حيثُ أن مشكلة الفقر ستُصبح بهذه الطريقة مشكلة عامة، وهو الأمر الذي سيعمل على زيادة الجهود المبذولة للتمكن من حل هذه المشكلة والقضاء على الفقر نهائياً.
لا تفوت فرصة التعرف على: حكمة رجل فقير | حكم الفقهاء عن الفقر
مساعدة الفقراء سلوك ديني وأخلاقي
يعتبر الفقر أحد أكبر الآفات الإجتماعية التي يصعب جداً التخلص منها ببساطة وسهولة، ويعود السبب في ذلك إلى الأوضاع الإقتصادية السيئة التي تتدنى كل يوم بصورة أكثر من ذي قبل.
وهو الأمر الذي يتسبب أيضًا بإنتشار الجهل بشكل كبير جداً في المجتمعات، وذلك بسبب المستوى التعليمي السيء المتواجد بتلك المجتمعات، لا سيما أبناء الفئة الفقيرة التي لا يحظون بأي فرصة للتعلم.
وقد قال الصحابي الجليل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مقولته الشهيرة عن الفقر، إذ قال:
«لو كان الفقر رجلاً لقتلته»
وفي هذه المقولة دلالة كبيرة على سوء الفقر وأنه ينبغي على جميع أفراد المجتمع القيام بمحاربته بشتى الطرق والوسائل.
وذلك عن طريق القيام بتقديم كافة المساعدات العينية والمالية لكلا من الفقراء والمساكين الذين هم غير قادرين إطلاقاً على العمل وإعالة أنفسهم.
أمَا بالنسبة إلى الشباب الأصحاء القادرين على العمل؛ فيتوجب على كلا من الجهات الحكومية بالدولة وأصحاب رؤوس الأموال القيام بإقامة العديد من الشركات والمؤسسات والمصانع لهم.
والقيام بتهيئة أماكن وفرص العمل التي تقوم بحفظ ماء وجوههم، كما يجب تقديم وتوفير التمويل المادي اللازم لأصحاب الدرجات العليا من الفقراء حتى يتمكنوا من الدراسة بشكل جيد.
ومن ثمّ يمكنهم الحصول على العديد من الوظائف المحترمة في عدة مجالات متعددة تناسب دراستهم، وبذلك نكون قد تمكنا من تقديم سبل الخير إلى الفقراء والمحتاجين عوضًا عن القيام بدفعهم نحو الهلاك.
كما أن ذلك الأمر سيعمل على الحد من إنتشار الجريمة بشكل كبير جدا، كما أنه سيقضي على الكثير من الآفات الإجتماعية المريرة.
ويجب العلم إن الفقر ليس أمراً يُعاب صاحبه به، بل إن الشخص الفقير هو حبيب الله سبحانه وتعالى، وكانت أحد أوامر الله عز وجل أن نقوم بالتصدّق لهم.
فكانت الصدقة في الدين الإسلامي بمثابة الفريضة الواجبة التي تجب على المسلم، إذ إختصت القيام بإخراجها في شهر البركة والعبادة، وهو شهر رمضان الكريم، وهو الشهر الذي يتضاعف فيه كلا من الأجر والثواب.
ومن الجدير بالذكر أن الصدقة مهما كان مقدراها أو قيمتها فهي لا تقل من مال أو ثروة صاحبها بشيء على الإطلاق، بل أنها في الحقيقة تزيد من ماله وسعة رزقه، حيث أن الصدقة تعد من أفضل وأروع طُرق الكسب.
فقد ورد عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي الكريم (صل الله عليه وسلم) قال:
(مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ)
ويجب العلم أن للصدقة آداب معينة يجب التحلي بها، منها أن يتم خروج تلك الصدقة إلى من يستحقها حقاً حتى لو كان الشخص المحتاج من الأهل والأقارب.
وعلى المرء ألّا يستقلّ بصدقته ويحسبها قليلة، فهي مهما كان مقدارها وحجمها يؤجر عليها من الله عز وجل، كما يجب على المؤمن القيام بإخفاء الصدقة عند إعطاءها للفقراء وعدم التكلم عنها والإشهار بنفسه.
لا تفوت فرصة التعرف على: بحث عن الفقر في الإسلام
أهمية مساعدة الفقراء والمحتاجين
إن القيام بمساعدة كلا من الفقراء والمحتاجين ليست فضيلة يتحلى بها المرء بقدر ما هي واجب يجب على الجميع سواء كان ذلك الواجب لمساعدة الفقراء في الإسلام أو كان لمبادئ إنسانية بديهية.
كما يجب على جميع الآباء تنمية وتربية الأطفال على حب مساعدة كلا من الفقراء ومحدودي الدخل، بالإضافة إلى مساعدة أولئك الذين لم يروا في حياتهم التعيسة سوى التعب والهمّ.
هذا وتتواجد الكثير من طرق مساعدة الفقراء، فإنها كثيرة ومتعددة ولكنها تحتاج منا إلى التمعن في التفكير والوقوف قليلاً على هذا الموضوع المهم، وذلك حتى نتذكر أن هناك الكثيرين ممن يعانون من فقدان أقل وأبسط مقومات الحياة.
وتتواجد الكثير من الفوائد الرائعة التي نجنيها من مساعدة الفقراء والمحتاجين، وبالأخص الفوائد النفسية التي تعود بالنفع على المتبرعين، ومن أهم وأبرز هذه الفوائد المتعددة ما يلي ذكره:
- زيادة الوعي والترابط بين الأفراد في المجتمعات عبر وقوف أفراد المجتمع مع بعضهم البعض.
- إذا كانت مساعدة الفقراء والمحتاجين أحد الواجبات التي يجب إنجازها في المجتمعات، فإنه بذلك سيتم إزالة أية تفرقة بين أفراد المجتمع تكون على أساس مالي أو طبقي.
- القيام بنشر معاني المودة والرأفة والمحبة بين جميع أفراد المجتمع.
- السعي الدائم نحو تطوير المجتمع وتقدمه في كافة المجالات المختلفة، وبذلك بسبب تكافل الأغنياء وميسوري الحال مع أولئك الفقراء.
- القيام بإنشاء وتنمية جيل واعي من الأطفال الذين يعرفون جيداً مدة أهمية وضرورة مساعدة الفقراء في تطوير وبناء المجتمعات.
ومن الجدير بالذكر إن نسبة الفقراء والمحتاجين ومحدودي الدخل الذين إصطدموا في الكثير من المصاعب الحياتية المتنوعة أكبر بكثير من نسبة الأغنياء وميسوري الحال.
كما يجب العلم أن هذه النسبة تكاد تكون واحدة على مستوى العالم، لكنها في الحقيقة مرتفعة بشكل كبير في البلدان النامية، بينما تقل هذه النسبة في البلدان والدول المتقدمة.
لذلك فإن القيام بمساعدة الفقراء والمحتاجين بشكل عام يعد من الأساسيات الإنسانية الضرورية التي يجب أن لا يتخلى عنها وعن القيام بأداءها أي مجتمع من المجتمعات.
وبالنسبة إلى موضوع تعليم وتوعية الأطفال عن كيفية مساعدة الفقراء والمحتاجين، فإنه يعتبر من أهم وأعمق المواضيع العامة التي يجب على الآباء بشكل خاص وعلى المجتمعات بشكل عام أن تركز عليها.
حيث أنه حال تواجد جيل كامل من الأطفال الذين يدركون مدى ضرورة وأهمية مساعدة الفقراء والمحتاجين، فإن المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأطفال سيكون من أفضل وأنجح المجتمعات على الإطلاق، لأنهم سيقودون المجتمع نحو التطور والتميز.
لذلك فإنه تتواجد العديد من الواجبات التي تقع على عاتق كلا من الآباء والمعلمين، والتي تتلخص في القيام بتنشئة جيل واعي يعرف كيف يقوم بالأعمال الخيرية ولمن يقدمها ووجوب تقديمها.
ويجب العلم إنه إن تمكن المجتمع من الوصول في أحد الأيام إلى ذروة فعل الخير عن طريق مساعدة الفقراء والمحتاجين؛ فلن يقف في وجهه أي عائق أو صعوبات نحو التقدم.
ويبدو ذلك واضحاً جداً في جميع الدول المتقدمة التي تقوم بتقديم الكثير من البرامج الخاصة بمساعدة كلا من المحتاجين والفقراء ومحدودي الدخل.
ويمكن أن تبدأ مع طفلك بزرع حب الخير ومساعدة الفقراء والمحتاجين بداخله عن طريق تعليمه كيفية كتابة موضوع تعبير يعبر فيه عن الشعور الجيد الذي يتملك الإنسان عند مساعدة الفقراء والمحتاجين.
والقيام بشرح الأثر الكبير لهذه المساعدة على الشخص الفقير وعلى المجتمع ككل، بالإضافة إلى ذكر الفوائد العديدة التي تعود بالنفع على الشخص المتبرع.
كما يمكنك أن تقوم بقراءة بعض القصص لطفلك، والتي تتحدث في مضمونها عن مساعدة الفقراء والمحتاجين وكيف كان لهذه المساعدة الصغيرة دور كبير وهام في تغيير حياة أحد الأفراد، أو كيف عادت على صاحب التبرع بالخير الوفير فيما بعد.
وفي الختام؛ فإن طرق ووسائل مساعدة الفقراء والمحتاجين كثيرة ومتعددة، ولكن يتوقف الأمر على مدى رغبة المرء بفعل ذلك حقاً، كما أنه يتوقف على نسبة أولئك الأشخاص الذين يقومون بمساعدة الغير بأفعالهم وليس بأقوالهم.
ولا يعتمد الأمر على وسائل الإكراه المتنوعة التي تتبعها وتفرضها الدول على أفرادها مثل الضرائب وغيرها من أجل التمكن من مساعدة الفقراء.
فلا يكون أثر تلك الوسائل المتعددة لمساعدة الفقراء والمحتاجين إيجابياً بنفس قدر الأثر الإيجابي الكبير إن كانت المساعدة نابعة من صميم إرادة الأشخاص.
بذلك نكون قد تعرفنا على ما كيف يمكن أن نساعد الفقراء وعلى أهمية مساعدة الفقراء لكلا من الفرد والمجتمع بالتفصيل.