هارون الرشيد | أهم المعلومات عن نشأته وخلافته ووفاته

تعرف على هارون الرشيد وعلى أهم المعلومات عن نشأته وخلافته ووفاته بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث يعتبر هارون الرشيد من الشخصيات العامة التي كان لها أثر كبير على حياة الناس، فكان هارون الرشيد يتمتع بقوة الشخصية ورجاحة العقل وطيب القلب، وقد ترك للعالم العربي الكثير من الدروس والحكم والمواعظ في القوة والحكمة والعزم، وفيما يلي سنتعرف على أهم المعلومات عن تفاصيل نشأته وخلافته ووفاته.

من هو هارون الرشيد

هو هارون بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي القرشي الملقب بهارون الرشيد.

ويعود نسب هارون الرشيد إلى عبد الله بن عباس الملقب بترجمان القرآن الكريم، وقد ولد هارون الرشيد في الري ببغداد وكان ذلك عام 765م.

وقد نشأ هارون الرشيد في بيت الخلافة في مدينة بغداد، وأُعد بشكل جيد به ليتولى المناصب القيادية في الخلافة، وقد بويع للخلافة على بغداد وذلك بعد وفاة أخيه الهادي، وكان ذلك عام 786م.

وكانت فترة حكم هارون الرشيد مليئة بالإزدهار والخير الكثير، فكانت بغداد حينها مركزا تجاريا وحضاريا كبيرا، كما توطدت علاقاتها مع الدول الأوروبية.

وقد قضى هارون الرشيد على العديد من الثورات التي حدثت في عصره، كثورة الخرمية وثورة الوليد بن طريف الشاري الشيباني وثروان بن يوسف وثورة البربر.

وكان الخليفة العباسي هارون الرشيد هو أكثر الخلفاء الراشدين شهرة، وقد إمتزجت الحقيقة بالخيال في نسج هذه سيرته الشخصية الشهيرة،

كما إختلطت الوقائع بالأساطير الكثيرة التي كادت أن تخفي حقيقة قصة هارون الرشيد وصورته الحقيقية.

وكل ذلك في محاولة لتشويه سيرته وظهوره بصورة غير صورته الحقيقية، صورة أقرب ما تكون إلى العبث واللهو واللعب والمجون.

لذا كان من الواجب نفض كل الروايات الموضوعة والأساطير الكاذبة كي نستبين شخصية هارون الرشيد الحقيقية كما هي في الواقع، وفيما يلي سنتحدث عن حياة هارون الرشيد بتفاصيلها.

لا تفوت فرصة التعرف على: بحث عن مدينة بغداد واهم المعلومات حول تاريخها

حياة هارون الرشيد

إحتوت حياة هارون الرشيد على العديد من المحطات الهامة، وفيما يلي سنتعرف على محطات حياته بالتفصيل:

أسرة هارون الرشيد

لقد ولد هارون الرشيد في بيت ملك وترعرع في أحضان عائلة الخلافة التي تعرف بالسلطة والجاه، حيث أن أب هارون الرشيد هو الخليفة العادل أمير المؤمنين محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور العباسي الهاشمي.

حيث أشتهر والده بالعدل والشهامة والفطانة، كما أنه كان مطيعا لله عز وجل ولا يخالف سنة النبي (صل الله عليه وسلم).

وكانت أم هارون الرشيد أم ولد الخيزران بنت عطاء الجرشية اليمنية، وكان يعرف عنها السيرة الحسنة والسمعة الطيبة والعفة الشديدة، وكانت تعطف على المساكين والمحتاجين، حيث كانت تتصدق بجميع أموالها على كلا من الفقراء والمحتاجين.

وكان شقيق هارون الرشيد الأكبر من أمه وأبيه هو أمير المؤمنين موسى الهادي، وقد تولى أمير المؤمنين موسى الهادي الحكم بعد أبيه، وكان قد ورث عن أبيه جميع صفاته الحسنة.

فكان يتمتع بالشجاعة والحكمة الشديدة والحزم والشدة على الزنادقة، كما كان كريما وشهما ومتدينا ومتمسكا بتعاليم الدين الإسلامي وسنة النبي محمد (صلوات الله وسلامه عليه).

وكان لهارون الرشيد أختين وهما عليّة بنت المهدي زوجة موسى بن عيسى العباسي، والتي كانت تتصف بحسن المظهر والسلوك الحسن، كما كانت تتمتع بشخصية ذات طباع جميلة كالفطانة والظرافة والعفة.

وأخته الأخرى هي العبّاسة بنت المهدي زوجة محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس، وكانت تتصف العبّاسة بشدة الجمال وطيب القلب.

لا تفوت فرصة التعرف على: اسماء الخلفاء العباسيين | واشهر اعمالهم

نشأة هارون الرشيد وتعليمه

نشأ هارون الرشيد في بيئة خاصة بالخلفاء الراشدين، حيث تم إعداده للخلافة من صغره، حيث جاء العديد من العلماء والأئمة الثقات ليقوموا على أمره من الجانب التهذيبي والعلمي.

فقد عين له أبيه الإمام الكبير في اللغة العربية والنحو أبو الحسن علي بن حمزة الأسدي الملقب بالإمام الكسائي النحوي، فكان الإمام الكسائي مدرسا وإماما ومعلما لهارون الرشيد.

وإستمر في تعليم هارون الرشيد وتدريسه حتى فارق الحياة، وقد إحتل الإمام الكسائي مكانة كبيرة جدا في قلب هارون الرشيد.

وكان لهارون الرشيد العديد من العلماء والأئمة الكبار كالمفضّل الضبّي وهو راوي الأدب والأخبار ويعتبر علامة في النسب وأخبار العرب.

وقد تعلم هارون الرشيد كافة أمور الفقه والحديث الشريف على يد الإمام مالك بن أنس، وكان يحيى البرمكي هو الذي يتولى أمور هارون الرشيد وأعماله.

فبذلك كان هارون الرشيد قد تحضر وتأسس جيدا بفعل تلك النشأة التي أثرت بشكل كبير على كل من تكوينه العلمي والثقافي والديني، وكذلك ذوقه الحضاري.

صفات هارون الرشيد وأخلاقه

عرف عن هارون الرشيد العدل والشجاعة والشهامة والزهد والمجاهدة، حيث ذكره العديد من الأدباء والشعراء في أشعارهم بالكثير من الصفات والأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة الحسنة.

حيث جاء في كتب الأولين أن هارون الرشيد كان شديد العطاء والكرم، فقد كان يتصدق يوميا من حر ماله بألف درهم، وكان شخصا متدينا جدا، حيث كان يصلي كل يوم مئة ركعة.

وكان هارون الرشيد عندما يقوم بأداء فريضة الحج يأخذ معه مئة من الفقهاء والأئمة وأولادهم، وإذا لم يحج في عام من الأعوام، كان يتكفل بنفقة الحجاج وكذلك كسوتهم.

وكان هارون الرشيد يتمتع بصفاء القلب والرحمة، كما كان حنونا يخشى الله سبحانه وتعالى ويبكي من خشيته، وعرف عنه الورع وشدة التواضع والغيرة الشديدة على الدين الإسلامي.

زوجات هارون الرشيد وأولاده

تزوج هارون الرشيد من إبنه عمه زبيدة بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور، وهي التي أنجبت له إبنه محمد الأمين، ثم تزوج مرة أخرى من إبنة عمه الآخر، وكانت تدعى العبّاسة بنت سليمان بن أبي جعفر المنصور.

وتزوج هارون الرشيد من عدة نساء أخريات غير بنات أعمامه، ومن اولاد هارون الرشيد محمد المعتصم وعبد الله المأمون والقاسم المؤتمن، كما أنجب من الجواري كل من علي ومحمد وصالح، ومن بناته سكينة وأم حبيب وأم محمد.

لا تفوت فرصة التعرف على: نبذة عامة عن ابرز خلفاء الدولة العباسية

هارون الرشيد قبل الخلافة

إتصف هارون الرشيد منذ صغره بصفات وسمات الأمراء والخلفاء، حيث كان يتمتع بقوة البنية والشجاعة والفطانة وحسن الخلق، كما كان مثقفا بشكل كبير.

وهذا هو ما دفع والده المهدي ليقوم بترشيحه بخلافته بعد أخيه الهادي، وبالفعل فقد بدأ والده بإعداده للخلافة وولاه أميرا للصائفة.

وتمكن هارون الرشيد من عبور حدود الإمبراطورية البيزنطية، كما تمكن من فتح بعض حصون تلك الإمبراطورية، وهو الأمر الذي دفع والده ليقوم بولايته على المغرب.

ولكن في ذلك الوقت لم يغادر هارون الرشيد بغداد، وإنما أرسل واليا لكي ينوب عنه في المغرب، ثم تم تعيين هارون الرشيد قائدا للجيش فقام حينها بغزو البيزنطيين وفتح أراضيهم.

وبعد وفاة الأب المهدي، قام هارون الرشيد بإرسال بطبرستان مراسم الولاية والتي تتألف من خاتم الخلافة والبردة والقضيب والتعزية والتهنئة.

وكان الهادي أخ هارون الرشيد يرغب في تنصيب ابنه جعفر ولياً للعهد، وذلك عن طريق خلع هارون الرشيد من الخلافة المستقبلية التي ستبدأ بموت الهادي.

وقد إستمرت النزاعات على الولاية والخلافة فيما بينهم، حتى أصيب الهادي بمرض شديد جدا وتوفى بسبب ذلك المرض.

وقد إستلم هارون الرشيد الخلافة والحكم في نفس اليوم الذي توفى فيه أخيه الهادي، وكان هذا اليوم الموافق 14 سبتمبر من عام 786م، وكان يبلغ من العمر حينها إثنين وعشرون عاما.

وبمجرد خلافته وحكمه إزدهرت الدولة العباسية بصورة كبيرة، حيث إزدهر كل من الفن والشعر والأدب والعلوم المختلفة أثناء خلافته، وبلغت الخلافة الإسلامية أوجها، وأصبح لها مكانة مهمة وكبيرة،

كما عم الرخاء والأمن والأمان في البلاد أثناء حكمه، وجعل من الدولة العباسية دولة قوية وعظيمة، فأصبح يهابها كلا من الأعداء والطامعون.

وإستمرت خلافة هارون الرشيد لمدة ثلاثة وعشرون سنة وشهرين وثمانية عشر يوما بالتحديد، حتى توفى عن عمر يناهز خمسة وأربعين سنة.

لا تفوت فرصة التعرف على: بحث عن الخلفاء الراشدين وما الهدف الكامن وراء وجودهم؟!

وفاة هارون الرشيد

كان هارون الرشيد قد أعد الجيش وخرج معه من بغداد متجها به إلى خراسان، وكان ذلك كي يقضي على ثورة رافع بن الليث عام 808م.

وكان هارون الرشيد قد عين إبنه محمد الأمين وليا بالخلافة في بغداد حتى يقوم على أمورها، وكان إبنه عبد الله المأمون مرافقا لأبيه إلى خراسان.

وقد عانى هارون الرشيد من ألم شديد بالبطن، فكان يشد على بطنه بحزام من الحرير كي يخفف الألم قليلا، وعند وصوله إلى منطقة طوس في خراسان إشتد عليه الألم بشكل كبير.

حتى منعه الألم الشديد من مغادرة فراشه، وإستمر على ذلك الحال وتحمل ذلك الألم إلى أن توفي في 24 مارس من عام 809م، وكان قد بويع إبنه محمد الأمين لخلافة الدولة العباسية ليكون بذلك الخليفة العباسي من بعده.

بذلك نكون قد تعرفنا على من هو هارون الرشيد وعلى أهم محطات حياته وعلى أسرته ونشأته وزوجاته وأولاده، كما تعرفنا على أهم صفاته وأخلاقه، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على قصة خلافته ووفاته بالتفصيل.