ما هو حجر إسماعيل وما سبب تسميته بهذا الإسم
تعرف على ما هو حجر إسماعيل وما سبب تسميته بهذا الإسم عبر موقع محيط، حيث يشكل حجر إسماعيل قلادة منحنية ومقوسة حول الكعبة، ويعد هذا الحجر قصير الإرتفاع إلى حد ما، كما أنه يتشكل على هيئة نصف دائرة منفصلة عن الجزء الشمالي من الكعبة الشريفة، فهو جزء لا يتجزأ من الكعبة المشرفة منذ أن تم بناؤها، وفيما يلي سنتعرف بالتفصيل على ما هو حجر إسماعيل وعلى سبب تسميته بهذا الإسم وكذلك على بعض الأحكام المتعلقة به.
ما هو حجر إسماعيل
يعرف الحجر في اللغة العربية بمعنى أنه ما يكون بين يدي المرء وثوبه، وكذلك من يكون في حماية شخص آخر فهو بذلك في حجره، بمعني في حمايته وأمنه.
ويطلق الحجر أيضا على العقل، مثل ما جاء في القرآن الكريم في سورة الفجر، حيث قال الله عز وجل:
(هَل فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)
ويعرف في الإصطلاح بمعنى الجزء أو القسم الخارج عن جدار وبنيان الكعبة الشريفة، ويشكل هذا الحجر شكل نصف دائرة، ويطلق عليه حجر إسماعيل.
وقام ابن إسحاق بذكر أن إبراهيم (عليه السلام)، قد جعل هذا الحجر بجانب البيت وهو الكعبة الشريفة عريشا من شجر الأراك، وكان هذا الحجر مكانا لغنم إسماعيل (عليه السلام).
ويطلق على الحجر أيضا إسم الحطيم، والحطيم هو جدار الحجر، كما قيل أنه ما بين الركن والمقام وزمزم، وقد قيل أن قريشا حين بنت البيت قَصَّرت عليهم النفقة، فقاموا ببناء الركن اليماني والحجر الأسود وإقتصروا على بناء ذلك.
ثم قاموا بتحجير ما بقى من البيت بالجدار، كي لا يضيع في المسجد، وفعلوا ذلك حتى يكون الطواف من خلفه كي لا يختلط بصحن المطاف.
وقال العلماء أن هذا الحجر يزيد عن البيت أي الكعبة الشريفة بضعة أشبار، وأن المسافة بين الحجر وجدار البيت ستة أذرع، كما أوضحوا أن الحجر عبارة عن جزء من الكعبة من الجهة الشامية.
وأن هذا الحجر محاط بجدار يرتفع بمقدار أقل من نصف القامة، كما يقع هذا الحجر في الجهة الشمالية من الكعبة المشرفة، ويكون على الجهة اليسرى من الطائفين.
لا تفوت فرصة التعرف على: في أي مدينة توجد الكعبة المشرفة
سبب تسمية حجر إسماعيل بهذا الإسم
تتعدد اسماء هذا الموقع ولكن أشهرها (الحجر)، وقد سمي بذلك لأنه حجر الكعبة وهو جزء منها وبه يصب “الميزاب”.
والميزاب هو الجزء المتواجد بشكل ثابت على سطح الكعبة، كي يقوم بتصريف المياة التي تتجمع على سطحها إلى الحجر وذلك عند سقوط الأمطار أو عند غسل سطح الكعبة.
وثاني أشهر اسماء ذلك الموقع هو (الجدر)، فقد روي عن الرسول (صل الله عليه وسلم) أن رجلا قال له أرأيت الحطيم؟ فقال له:
(لا حطيم، إن أهل الجاهلية يسمونه الحطيم، وإنما هو الجدر).
وثالث أشهر أسماؤه هو (حجر إسماعيل)، والسبب وراء تلك التسمية هو ما ورد تاريخيا بأن إبراهيم (عليه السلام) قد جعله حجرا أي حضنا لإبنه إسماعيل (عليه السلام) كي يأوى إليه هو وغنمه.
ويعرف حجر إسماعيل بأنه الجزء المحصور بين الجدار الغربي الذي يقوم بحده كلا من الركنان العراقي والشامي من الكعبة الشريفة، وبين الجدار القصير الذي يأتي بعدهما.
ويجب العلم أن تسمية الحجر بحجر إسماعيل لا أصل لها في الشريعة الإسلامية، ولا صلة لإسماعيل (عليه السلام) بهذا الحجر.
حيث أتما كلا من إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) بناء الكعبة بصورة كاملة، وكان يتواجد بها هذا الحجر من الأساس.
وعندما تصدعت جدران الكعبة الشريفة بسبب الحريق وكذلك السيل الجارف اللذان حدثا قبل بعثة النبي (صل الله عليه وسلم)، قامت قريش بهدم ما تبقى من جدرانها وقامت ببناءها مرة أخرى.
وكانت النفقة لديهم قليلة ولم تكفي لتكملة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام)، فقاموا حينها بإخراج الحجر منها، ثم قاموا ببناء جدارا قصيرا عليه، ليدل ذلك الجدار القصير على أن هذا الحجر جزء من الكعبة الشريفة.
وقد إشترطت قريش على نفسها في بادئ الأمر أن لا تدخل في بناء البيت إلا نفقة طيبة وأموال حلال، فلا يدخل في بناءها مال حرام.
حيث جاء في صحيح البخاري أن السيدة عائشة (رضي الله عنها) قالت:
(سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الجَدْرِ، أمِنَ البَيْتِ هُوَ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلتُ: فَما لهمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ في البَيْتِ؟ قالَ: إنَّ قَوْمَكِ قَصَّرَتْ بهِمُ النَّفَقَةُ، قُلتُ: فَما شَأْنُ بَابِهِ مُرْتَفِعًا، قالَ: فَعَلَ ذَاكِ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَن شَاؤُوا، ويَمْنَعُوا مَن شَاؤُوا، ولَوْلَا أنَّ قَوْمَكِ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بالجَاهِلِيَّةِ فأخَافُ أنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ، أنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ في البَيْتِ، وأَنْ ألْصِقْ بَابَهُ في الأرْضِ)
لا تفوت فرصة التعرف على: أحكام العمرة وواجباتها ومستحباتها وفضلها ومحظورات لكلٍ من الرجل والمرأة
أحكام متعلقة بحجر إسماعيل
تتواجد بعض الأحكام الهامة التي يجب أن يعرفها كل الرجال والنساء قبل القيام بتأدية فريضة الحج أو القيام بعمل عمرة، وفيما يلي بيان شامل لتلك الأحكام الشرعية.
حكم القيام بإستقبال حجر إسماعيل في الصلاة
إختلف جمهور الفقهاء في حكم إستقبال حجر إسماعيل عند الصلاة، فقال الحنابلة وبعض المالكية أنه يجوز إستقباله في الصلاة إن كان المصلي يصلي خارجه، سواء كانت تلك الصلاة فرضا أو نافلة.
وإستدلوا في قولهم على حديث النبي (صل الله عليه وسلم):
(الحجرُ من البيتِ)
وقالوا أيضا أن الصلاة إن كانت فرضا فلا تكون صحيحة إن صلاها المصلي داخل الحجر، لأنه بذلك كأنه قام بالصلاة داخل الكعبة الشريفة.
وذهب الحنفية وأغلب المالكية والشافعية إلى القول بأنه لا تصح الصلاة بإستقباله، سواء كانت تلك الصلاة صلاة مفروضة أو نافلة.
وقالوا إن إعتبار حجر إسماعيل جزء من الكعبة هو من قبيل الظن وأن التوجه إلى الكعبة ثبت في النص القرآني الذي جاء في سورة البقرة، حيث قال سبحانه وتعالى:
(وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ)
وأوضحوا بذلك أن حجر إسماعيل لا يعد عندهم من الكعبة الشريفة، وقالوا بأنه لا يكتفي به في إستقبال القبلة للصلاة سواء الفرض أو النافلة.
لا تفوت فرصة التعرف على: اسماء مكة المكرمة التي لم تعرفها من قبل وأجمل مناطقها
صلاة النافلة في حجر إسماعيل
تعتبر الصلاة داخل الحجر كالصلاة بداخل الكعبة الشريفة، فقد أخبرنا الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) في حديثه مع السيدة عائشة (رضي الله عنها) وقال:
(صلِّي في الحِجرِ إذا أردتِ دخولَ البَيتِ فإنَّما هوَ قطعةٌ منَ البَيتِ، فإنَّ قَومَكِ اقتَصروا حينَ بنَوا الكعبةَ فأخرجوهُ منَ البَيتِ)
لذا لمن أراد الصلاة بداخل الكعبة وتعذر عليه ذلك لأحد الأسباب، فيسن له الصلاة داخل الحجر لأنه من الكعبة الشريفة.
وقد ثبت عن النبي (صل الله عليه وسلم) أنه قد قام بالصلاة داخل الحجر ركعتين عام الفتح، وهذا ما جاء عن ابن عمر وبلال.
وهذا كله في حال صلاة السنة أو النافلة، أما الصلاة المفروضة فالأفضل عدم صلاتها داخل الحجر أو الكعبة الشريفة، حيث أن النبي (صل الله عليه وسلم) لم يثبت عنه القيام بذلك.
كما أجمع جمهور الفقهاء عدم صحة الصلاة المفروضة داخل حجر إسماعيل أو داخل الكعبة كما ذكرنا بالسابق، ومن قام بالصلاة داخل الحجر أو الكعبة عليه الإعادة.
كما كرهوا القيام بأداء صلاة السنن المؤكدة داخل حجر إسماعيل أو الكعبة الشريفة أيضا، كالقيام بأداء صلاة الوتر أو صلاة العيدين أو ركعتي الفجر.
لا تفوت فرصة التعرف على: متى فرض الحج عند الشيعة وقبل الإسلام
حكم الطواف داخل حجر إسماعيل
قال جمهور الفقهاء أنه يشترط الطواف حول الكعبة الشريفة أي خارجها، ولا يجوز الطواف داخلها أو داخل حجر إسماعيل، ولا يصح أن يطوف داخله الناس لأنه جزء من الكعبة.
فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الحج:
(وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)
ومن قام بالطواف داخل حجر إسماعيل لا يعد طائفا بجميع البيت، ويجب أن يكون الطواف من وراء الحجر حتى يكون الطواف صحيحا.
وذلك بدليل ما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس، حيث قال:
(مَن طَافَ بالبَيْتِ فَلْيَطُفْ مِن ورَاءِ الحِجْرِ، ولَا تَقُولوا الحَطِيمُ)
كما أوضح ابن عباس أن الحجر من البيت لأن الرسول (صل الله عيله وسلم) قد طاف بالبيت من ورائه، وقال أن من يقوم بالطواف بداخله لا يصح طوافه، لأنه بذلك يكون طائفا في البيت وليس بالبيت.
بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو حجر إسماعيل، كما تعرفنا على سبب تسمية الحجر بهذا الإسم، بالإضافة إلى أننا قد ذكرنا بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بحجر إسماعيل.