تعريف علم النحو لغة واصطلاحًا
تعريف علم النحو له معاني عديدة، وأسماء كثيرة، فيعتبر النحو من علوم اللغة التي أحيطت باهتمام بالغ عند النظر للعلوم الأخرى، وهذا نابع من العلوم الأخلاقية، والدينية، والاجتماعية، ومن خلال هذا المقال سوف نوضح كل ما يخص علم النحو، من بداية نشأته حتى أشهر علمائه.
تعريف علم النحو لغة واصطلاحًا
عند تعريف علم النحو لغةً نجد أن له عدة معاني، وتتمثل فيما يلي:
- القصد، يقال (نحوت نحوك)، بمعنى قصدتك، وهذا هو المعنى الشائع، والمطابق لما كانت تتكلم به العرب.
- النظير أو الشبه والمثل، فإن قولنا (سررت بضيف نحوك) فهي بمعنى مثلك.
- التوجه أو الناحية، مثل (قدمت نحو منزلك) أي جهته.
- المقدار، مثل قول أحدهم للآخر (لك عندي نحو مائة حصان) أي مقدار.
- البعض، مثل (أكلت نحو الرغيف) أي بعضه.
- القسم أو النوع، مثال (هذا الكتاب له سبعة أنحاء) بمعنى أقسام.
- التحريف أو الحرف، يقال (ينحا الكلام) أي يحرفه.
- تعريف علم النّحو اصطلاحًا هو علم يعرف به أحوال أواخر الكلام من حيث البناء والإعراب.
- وهو أيضًا إعراب الكلمات حسب موقعها في الجملة، وذلك لأنه يختص بالإسناد وفهم الجملة فهمًا صحيحًا.
نشأة علم النحو
كان للعلماء العرب دور كبير في نشأة علم النحو وتطوره على مر العصور، وفيما يلي المراحل التي مر بها:
التكوين والوضع
- حيث نشأ علم النحو في البصرة، وكان بدايتها فترة أبي الأسود الدؤلي، وانتهت بالفراهيدي.
- نشأ في هذه المرحلة جيلان من العلماء، الجيل الأول اتسم بقلة الإنتاج والاعتماد على المحفوظ والمسموع، ولم تكن هناك مؤلفات، الجيل الثاني كان أكثر حظًا ونشاطًا، حيث ظهرت القواعد والأبحاث النحوية الجديدة، وبدأ تأليف الكتب، وكان ذلك في العصر العباسي.
مرحلة النمو والنشأة
- اتسمت هذه المرحلة بالتعاون بين علماء الكوفة والبصرة، مما أدى إلى تطور علم النحو، واهتم العلماء ببناء الكلمة كي يحفظوا اللغة من التحريف واللحن، فقد كانت مرحلة بحث وتقصي، وقد كان سيبويه أبرز علماء هذه المرحلة.
مرحلة النضج
- تعاون في هذه المرحلة علماء الكوفة والبصرة وبغداد، وتميزت بالنضج وكثرة الإنتاج والنقاشات والمؤلفات، وتم الفصل بين علم النحو والصرف، ويعتبر المازني والسجستاني من أشهر علماء مرحلة النضج والتي استمرت حتى نهاية القرن 3 هـ.
مرحلة الترجيح
- بدأت في الفترة ما بين القرن 4 و6 هـ، وكانت نتيجة لجهد علماء المراحل السابقة، وقد هدأ فيها الخلاف بين العلماء، ونشأت عدة مدارس نحوية أبرزها المدرسة البغدادية.
أقسام علم النحو
هناك العديد من الفروع والأقسام التي يتضمنها علم النحو وهي كالتالي:
- الكلام، الكلم، الكلمة وأقسامها.
- البناء والإعراب وأنواعهم.
- أنواع الأسماء مثل أسماء التفضيل، الإشارة، الاستفهام، الشرط، المتمكن، الممنوع من الصرف، الممدود، المقصور، المنقوص.
- أنواع الأفعال مثل الصحيح، والمعتل، والمجرد، والمزيد، والناقص، والتام، والمبني للمجهول، والأفعال الخمسة.
- أنواع الحروف مثل حروف الجر، والعطف، والاستفهام، والناسخة، والاستثناء.
شاهد أيضًا: كان وأخواتها | كان وأخواتها وطرق إعراب تلك القاعدة النحوية
فوائد علم النحو
يعتبر علم النحو نظامًا علميًا يحمي اللغة العربية من فوضى التعبير واختلاط المقاصد، فيجعل اللغة جميلة وسهلة، ومن فوائده:
- يوفر لأبناء المجتمع لغة موحدة يستطيعون التفاهم من خلالها، فتتقارب الأساليب، وتتآلف القلوب، وتتوحد العقول.
- لا يقتصر على خدمة اللغة العربية فقط، بل يخدم كل العلوم على اختلافها مثل العلوم التجريبية، والإنسانية، والقانون، والفنون، والسياسة، والآداب.
- يقوم بضبط نظام اللغة العربية، التي هي لغة الفنون والآداب والعلوم، فيجعلها تصل إلى مقاصدها في نقل العلوم بدقة وأمانة للمتعلم أو المتعلمين في الحاضر أو الماضي أو المستقبل.
- يعتبر المرشد العلمي والموجه لاستخدام اللغة في الخطاب والتفكير والتأليف والتعبير.
- يقوم بالكشف عن المعنى وعن التراكيب والعلاقات المتصلة به.
- يساعد على الإلمام باللغة العربية، والتعرف على صحة أو ضعف التراكيب العربية.
- القدرة على الإفهام، والبعد عن الوقوع في اللحن والخطأ.
- التبحر والتعمق في العلوم الشرعية، مثل الفقه والتفسير والسيرة، حيث يعتبر علم النحو سبيل وأساس الوصول لهذه العلوم، وكذلك بقية العلوم.
- يساعد على فهم ألفاظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية.
شاهد أيضًا: التنوين في اللغة العربية
سبب وضع علم النحو
هناك بعض الأسباب التي دعت لوضع علم النحو وهي:
- خوف العلماء من تسرب التحريف واللحن إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.
- المحافظة على الهوية العربية، عن طريق حفظ الألسنة العربية من اللحن، ويرجع ذلك إلى اعتزاز العرب بلغتهم.
- ظهور اللحن في لسان العرب بعد اتساع الفتوحات الإسلامية ودخول غير العرب في الإسلام واختلاطهم بالعرب وتأثرهم بهم.
شاهد أيضًا: النحو والصرف | أهميتهما في اللغة العربية والفرق بينهما 2025
أهمية علم النحو
لعلم النحو أهمية كبيرة وتتمثل في التالي:
- حفظ القرآن من التحريف واللحن والخطأ.
- تفسير النصوص القرآنية وتحليلها وفهمها فهمًا صحيحًا.
- الحفاظ على اللغة العربية من الفساد وذلك لأنه علم يحافظ على تراث كلام العرب الثقافي ولغة العرب الأوائل.
- حفظ اللسان العربي من الألفاظ الأعجمية الداخلة عليه.
- تصحيح اللبس في النطق العربي.
- تعريف العلاقات بين الألفاظ المختلفة عند وضعها في تركيب لغوي واحد.
- تحديد العلاقات بين التراكيب اللغوية المختلفة.
- يوضح دلالة الجملة، ويكشف عن المعاني الباطنة للمفردات والتراكيب.
لماذا سمي علم النحو بهذا الاسم؟
اختلف في سبب تسمية علم النحو بهذا الاسم وهناك روايتان، وهما كالتالي:
- الرواية الأولى: أن أبا الأسود الدؤلي مر بأعرابي فسمعه يقرأ قوله تعالى (أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) وجر كلمة رسوله، وهذا يفسد المعنى، فدفعه ذلك لوضع بعض القواعد وقام بعرضها على سيدنا علي، وقال: انحُ هذا النحو.
- الرواية الثانية: أن أبا الأسود الدؤلي قالت له ابنته يا أبي ما أجمل السماء برفع أجمل قاصدةً التعجب، فدفعه ذلك لوضع بعض القواعد وعرضها على سيدنا علي، فقال: انحُ هذا النحو.
شاهد أيضًا: احكام النون الساكنة والتنوين مع الأمثلة
ماذا ندرس في علم النحو؟
- يهتم علم النحو بدراسة أواخر الكلمات العربية، ووضع القواعد التي تضبط حركة الكلام، فيدرس أولًا معنى الكلمة والجملة ثم المواضيع التي يتضمنها الكلام ثم الإنشاء والتركيب.
من هو مؤسس علم النحو في اللغة العربية؟
هناك خلاف بين العلماء في تحديد مؤسس وواضع النحو، وقد ذهبوا إلى ثلاثة أراء:
- الرأي الأول: أن أبا الأسود الدؤلي هو من وضع علم النحو (وهو المرجح عند الكثير من العلماء).
- الرأي الثاني: أن نصر بن عاصم هو واضعه.
- الرأي الثالث: أن عبد الرحمن بن هرمز هو واضعه.
شاهد أيضًا: أنواع الهمزات درس ألف الوصل وهمزة القطع بطريقة مبسطة
من أشهر علماء علم النحو؟
هناك عدد كبير من العلماء الذين برعوا في النحو ومسائله ومن أشهر العلماء:
علي بن أبي طالب
- أول من أسلم من الصبيان، وابن عم الرسول ﷺ، وأحد العشرة المبشرون بالجنة، كناه النبي بأبي تراب، اشتهر بالعلم الواسع وفصاحة اللسان والكرم والشجاعة، وقد قال الكثير من الأشعار والحكم.
أبو الأسود الدؤلي
- اسمه ظالم بن عمرو، وقد اختلفت الروايات في نسبه واسمه، اشتهر بسرعة البديهة وثقة الحديث وصواب الرأي ورجاحة العقل، وهو من علماء البصرة وتوفي بها عام 69 هـ، بعد إصابته بالطاعون، وكان قد روى الحديث عن عدد من الصحابة مثل ابن عباس، وأبي ذر، وعلي كرم الله وجهه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم.
الفراهيدي
- هو الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويعود نسبه إلى قبيلة أزد، ولد عام 100 هـ، ونشأ في البصرة والتحق بحلقات الفقهاء والعلماء والنحويين للتزود بالعلم منذ الصغر، ومن أساتذته عيسى بن عمر وقد اشتهر بالقناعة والزهد وعرف عنه حبه واهتمامه بعلوم الأعاجم، وهو واضع علم العروض، ومؤلف معجم العين توفي عام 175 هـ.
سيبويه
- من أئمة اللغة المشهورين، هو عمرو بن عثمان فارسي الأصل، لقب بسيبويه وتعني رائحة التفاح حصل على تعليمه في شيراز، ثم رحل إلى البصرة والتحق بحلقات المحدثين والفقهاء تتلمذ على يد حماد بن سلمة، وأساتذته من النحويين الأخفش ويونس بن حبيب والفراهيدي.
المازنيّ
- اسمه بكر بن محمد وكنيته أبي عثمان، ولد ونشأ في البصرة وتعلم فيها بحلقات المتكلمين والنحويين منذ صغره، تعلم كتاب سيبويه على يد أستاذه الأخفش، وكان بارعًا في الصرف والنحو ومن تلامذته المبرد، توفي سنة 249 هـ، ومن مؤلفاته تصنيف الميداني، وعلل النحو، والتصريف.