الممنوع من الصرف بالأمثلة
يُعد الممنوع من الصرف من أهم قواعد النحو العربي ويوفر موقع مُحيط كافة التفاصيل، فلا شك في أن هذا العلم هو أكثر فروع اللغة العربية تشعبًا، لكونه يحتوي على العديد من القواعد التي تُنظم اللغة وتحافظ عليها من الضياع أو اللحن، حيث أنها تُعد واحدة من ضمن أقدم اللغات وأكثرها ثراءً، وقد كرمها الله تعالى بنزول القرآن الكريم بها، ويُمكن القول أن الممنوع من الصرف من القواعد الخاصة بهذه اللغة فقط.
الممنوع من الصرف
ينقسم الاسم المُعرب في اللغة إلى قسمين وهما كالتالي:
الاسم المنصرف
- أي يقبل أن يتم وضع جميع الحركات الإعرابية إلى جانب التنوين في نهايته.
- يُطلق عليه اسم المتمكن الأمكن مثل “إن محمدًا طالب ماهر”.
- نُلاحظ وضع التنوين في نهاية كلمة “محمد”، حيث أنها اسم إن منصوب بالفتحة وهو اسم مُنصرف.
الممنوع من الصرف
- هو القسم الثاني الذي لا يقبل التنوين أو أي حركة إعرابية.
- أطلق العرب على التنوين اسم الصرف نسبةً إلى أن له صوت، مثل رنة الدراهم عند صرفها.
- يُعد هذا دليل على مدى دقة العرب في التشبيه والتصوير.
- كما يُطلق عليه لقب المتمكن غير الأمكن.
تابع القراءة حول: تعرف على أهمية المركبات العضوية والفرق بينها وبين الغير عضوية
تعريف التنوين
- هو نون زائدة ليست من حروف الكلمة الأصلية، تقع في آخرها ولا تأخذ حركة بل تكون ساكنة، ويتم نطقها لكنها لا تُكتب.
- يتم التعبير عنها من خلال وضع ضمة مزدوجة في حالة الضم ( ٌ)، أو فتحة ثانية في حالة النصب ( ً)، أو كسرة ثانية إذا كانت في محل جر ( ٍ).
علل منع الاسم من الصرف
- قام النحاة بتجميع جميع العلل التي تمنع الاسم أن يكون مُنصرف، في هذا القول “إِذَا اثْنَانِ مِنْ تِسْعٍ ألَـمَّـــا بِلَفْظَةٍ فَدَعْ صَرْفَهَا وَهْيَ: الزِّيَادَةُ وِالصِّفَة وَجَمْعٌ وَتَأْنِيثٌ، وَعَدْلٌ، وَعُجْمَةٌ وَإِشْبَاهُ فِعْلٍ، وَاخْتِصَارٌ، وَمَعْرِفَة”
- كما جمعها الشاعر في قوله: اجمعْ وزِن عادلًا أنّثْ بمعرفة ركّبْ وزِدْ عجمة فالوصف قد كملا.
وتنقسم العلل إلى قسمين وهما كالتالي:
- الممنوع من الصرف لعلة واحدة.
- الممنوع من الصرف لعلتين.
للمزيد من القواعد النحوية تابع القراءة عن: بحث عن الالف المتطرفة | دليلك الشامل
الممنوع من الصرف لعلة واحدة
يتفرع إلى عدة فروع ويمكن توضيحها تفصيليًا من خلال النقاط التالية:
الاسم المنتهي آخره ألف تأنيث ممدودة
- هو الذي ينتهي بــ (اء) زائدة وتكون بعد ثلاثة أحرف أو أكثر.
- مثل (صحراء، اسماء، أصدقاء، أشياء).
الاسم المنتهي بألف تأنيث مقصورة
- يكون آخر حرف به ألف وما قبلها مفتوح.
- تأتي بعد ثلاث حروف أو أكثر.
- مثل (لبنَى، ذكرَى، سلمَى، مرضَى، حبلَى، جرحَى).
صيغة منتهى الجموع
- ينقسم الجمع في اللغة العربية إلى جمع مذكر سالم مؤنث سالم، وجمع التكسير وهو ما تختلف صيغة مفردة عن جمعه.
- إذا ما كان جمع التكسير الحرف الثالث فيه ألف بعدها حرفان، أو كان بعدها ثلاثة حروف، والحرف الأوسط بهم ياء ساكنة.
- في هاتان الحالتان يكون صيغة منتهى الجموع، وهو من أنواع الممنوع من الصرف.
- يُمكن القول أن صيغة منتهى الجموع ما كانت على وزن مفاعل أو مفاعيل، أو تكون صيغة فواعل وفواعيل، كما ورد في قوله تعالى (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ).
- وردت كلمة “مصابيح” على وزن مفاعيل، وتُعرب على أنها اسم مجرور وعلامة جره الفتحة وليس الكسرة، لأنها غير منصرف.
الممنوع من الصرف لعلتين
- العلم.
- الصفة.
العلم
يكون ممنوع من الصرف في عدة مواضع ومنها:
علم مؤنث في معناه
- مثل (زينب، مريم، مها، سعاد، أية) عند سماعها تُدرك أنها لأنثى، كما أنها مؤنثة في معناها.
- لذا منعت من الصرف نتيجة للعلمية والتأنيث المعنوي.
العلم الذي ينتهي بتاء تأنيث
- في هذه الحالة لا يتم التفريق بين معنى الاسم سواء كان لأنثي أو رجل، حيث يكون يُمنع من الصرف بسبب التأنيث اللفظي وليس المعنوي، إلى جانب العلمية، مثل (صفية، فاطمة، خديجة، معاوية، حمزة، عنترة).
العلم الأعجمي الزائد عن ثلاثة أحرف
- يُقصد به أن أصله ليس عربيًا فلا يقبل التنوين، مثل (إبراهيم، إسماعيل، إسحاق).
- لكن (محمد، صالح) اسماء تقبل التنوين لأنها عربية.
- أما (هود، لوط، نوح) فهي اسماء أعجمية، ولكنها تزيد عن ثلاثة أحرف، لذلك هي منصرفة.
علم مركب تركيبًا مزجيًا
- يعني كلمتين مرتبطين ببعضهما لا تتم معنى إحداهما دون الأخرى، مثل (حضرموت، بعلبك).
- عرف سيبويه هذا التركيب بقوله (هذا باب الشيئين اللذين ضُمَّ أحدهما إلى الآخر، فجُعلا بمنزلة اسم واحد).
العلم على نفس وزن الفعل
- مثل شخص يُدعى أحمد فيمكن القول “مررت بأحمدَ”، وكذلك قول أحمد الله على نعمه.
- اسم العلم هنا مطابق للفعل لذلك يكون ممنوع من الصرف، ويتم إعرابه على أنه اسم مجرور، وعلامة جره الفتحة وليس الكسرة.
علم في نهايته (ان) زائدة
- فيجب أن تكون غير أصلية في الكلمة، وأن يسبقها ثلاثة حروف أصلية، ومن ذلك (سليمان، عمران، عثمان).
- أصل سليمان (سلم) وهكذا، لذلك فهي اسماء ممنوعة.
العلم المعدول
- يُقصد به المأخوذ من صيغة أخرى ولم يختلف معناه.
- منها اسم (سحر) مأخوذ من السحر، و(عمر) مأخوذ من عامر.
الصفة
تنقسم تلك التي تُمنع من الصرف إلى ما يلي:
- إذا كانت على نفس وزن أفعل مثل (أفضل، أخضر).
- كونها انتهت بألف ونون أي على وزن فعلان، ولكنها زائدة ليست أصلية من حروف الكلمة، مثل (عطشان، جوعان، غضبان).
- إذا كانت الصفة مأخوذة من وزن آخر، وما جاء في أحاد وموحد إلى عشار ومعشر، ومن ذلك (مثنى، ثلاث، رباع).
إعراب الممنوع من الصرف
- يُرفع بضمة واحدة وليس تنوين، مثل جاء إسماعيلُ.
- يُنصب بفتّحة واحدة، مثل رأيت إسحاقَ.
- يُجر بالفتحة دون الكسرة، مثل مررت بيزيدَ.
نستنتج من هنا أن الاسم المنصرف يختلف مع الممنوع من الصرف في شيئين ويتفق في اثنين، حيث يتفق في كونهما يُرفعان بالضمة ويُنصبان بالفتحة، ولكنهما يختلفان في كون المنصرف يُنون أما الآخر فلا، كما أنه يُجر بالكسرة أما الآخر بالفتحة.
قد يهمك الاطلاع على: اهمية الكيمياء في حياتنا: اهمية دراسة الكيمياء
أمثلة الممنوع من الصرف في القرآن الكريم
- قوله تعالى (أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ)، قوله تعالى “أعلم” مجرور بالفتحة لأنه على وزن أفعل.
- الآية الكريمة في سورة سبأ (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ)، كلمتي “محاريب، تماثيل” جاءتا على وزن مفاعيل، فتم جرهما بالفتحة وليس الكسرة.
- قول الله تعالى (وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ)، حيث جاءت كلمة “مشارب” على وزن صيغة منتهى الجموع، لذلك هي ممنوعة من الصرف.
في الختام يُمكن أن نرى تشعب قواعد النحو في اللغة العربية، وقاعدة الممنوع من الصرف من أهمها، حيث أنها تُغير في ضبط الكلمات ووضع الحركات المناسبة.
مما يُعزز النطق الصحيح لها كما أنها تنقسم إلى عدة أسس، يجب اتباعها للحفاظ على النطق السليم للغة العربية، وإتقان كل ما يتعلق بها من قواعد نحوية وإعرابات مختلفة.