من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم، هو أحد الاسئلة التي تتبادر إلى الذهن، ورغم بساطته إلا أن كثير من الأشخاص لا يدركون بداية ظهور هذه الكلمة وأول من استخدمها وفضْل أن تبدأ بها أحاديثك وأفعالك، لكنَّ هذا السؤال حظي باهتمام كثيرٍ من العلماء، وقد قدمت إجابات وتفسيرات محددة حوله، وهو ما سنوضحه عبر موقع مُحيط.
من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
تحدث علماء المسلمين عن هذا الأمر، فأشاروا إلى أن نبي الله سليمان -عليه السلام- كان أول من استخدمها من الأنبياء، وقد اتضح ذلك في كتابه الذي أرسله إلى بلقيس، وهي ملكة سبأ،
حينما أراد أن يدعوها وقومها للإسلام، وقد ذكر القرآن أيضًا هذا الاستخدام البسملة في سورة النمل، من خلال قوله تعالى: “قالَتۡ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَؤُا۟ إِنِّیۤ أُلۡقِیَ إِلَیَّ كِتَـٰب كَرِیمٌ * إِنَّهُۥ مِن سُلَیۡمَـٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِیمِ”.
وقيل إن النبي محمد عليه الصلاة والسلام اعتاد أن يبدأ كتاباته بعبارة “باسمك اللهم” وذلك قبل أن تنزل الآية الكريمة: “قَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ”، إذ استبدلها بعد ذلك بعبارة “بسم الله”..
كما ذُكر أن من أول من استخدم هذ الكلمة في بداية كتاباته من غير الأنبياء هو خالد بن سعيد بن العاص، وكان من أهل مكة، وهو ما أشارت إليه ابنته ورواه إبراهيم بن عقبة على لسان زوجته أم خالد.
ولا يوجد تناقض بين الروايتين؛إذ أن نبي الله سليمان -عليه السلام- كان من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم من الأنبياء، بينما كان خالد بن سعيد هو أول من استخدمها من أهل مكة.
اقرأ أيضاً: كم عدد آيات القرآن مع البسملة ودون البسملة
ما هو معنى البسملة
أما عن المعنى اللغوي لكلمة بسماللهالرحمنالرحيم؛ فهي تتكون من أربع مفردات، وهي “باسم” أي من تُطلق عليه التسمية أو المسمَّى، والمقصود به هنا هو الله سبحانه وتعالى،.
والباء تشير للاستعانة به والاعتماد عليه، وكلمة “الله” تشير إلى المولى سبحانه وتعالى فهي اسمه الأعظم، أما كلمة “الرحمن” فتدل على صاحب الرحمة الشاملة والواسعة، والكلمة الرابعة “الرحيم” تعني كثير الرحمة بعباده والرأفة بهم.
وقبل هذه الكلمات الأربع ثمة فعل محذوف، وهو الفعل المراد أن نطلق التسمية عنده؛ فمثلًا “أكتب” باسم الله، أو “أفتح” أو “أذاكر” باسم الله ..إلخ.
ما هو فضل البسملة
ولا يمكن توضيح من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم والإشارة إلى معناها اللغوي دون التطرق إلى فضل استخدام تلك البسملة، وهو ما يجعل غالبية المسلمين يعتمدون عليها في استهلال وبدأ أفعالهم وأقوالهم على اختلافها.
وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا الفضل الكبير للبسملة في حديثه الشريف: “أي أمرٍ ذي بال لم يبدأ ببسم الله الرّحمن الرّحيم فهو أبتر”،
ويعني أن أي عمل لا يبدأ بالتسمية وبذكر الله سبحانه وتعالى فهو عمل ناقص أو مبتور، فهي بركة لكل قول أو فعل تقوم به لأنك عندما تنطقها تطلب العون من الله والاستعانة به فيما تفعل أو تقول.
كما رُوري عن الإمام علي -رضي الله عنه- قوله أن بسم الله هي الشفاء من أي داء والعون على أي ابتلاء أو مرض،
وأن كلمة الرحمن تشير إلى الله عز وجل وهو عون لكل عبدٍ آمن به وهو اسم المولى سبحانه وتعالى وحده، أما الرحيم فهو كذلك لكل من تاب إليه وعمل صالحًا.
وقد ذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن في قول بسم الله الرحمن الرحيم نجاة من زبانية جهنم التسعة عشر، أي خزنتها من الملائكة، فهي كلمة مكونة من 19 حرفًا يمثل كل واحد من تلك الحروف نجاةً من أحد الزبانية.
يُمكنك إثراء معلوماتك عبر: البحث عن ايات تدل على التامل
متى تشرع البسملة
بعد أن أوضحنا من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم من الأنبياء وأصحابهم، يجب أن نوضح المواضع التي تشرع فيها البسملة،
إذ تشرع البسملة مع كل أمرٍ تقوم به، لكن بشرط أن يكون حلالًا؛ فقد قسم علماء المسلمين الأفعال إلى ثلاثة أنواع: الأولى تشرع فيها البسملة، والثانية لا تشرع، والثالثة تُكره فيها.
فالأولى مثل الغُسل والتيمُّم وقراءة القرآن وتناول الطعام والشراب.. إلخ، والثانية مثل الصلاة والدعاء والحج والعمرة، أما النوع الثالث من الأفعال التي تعد البسملة مكروهة قبلها؛
فهي كل الأفعال التي حرَّمها الله، وذلك لأن البسملة فيها تكبير للفعل أو القول وبركة واستعانة بالله عليه، وهو ما لا يجوز مع فعل الحرام أو قوله.
يُرجى الاطلاع على: ترتيب سور القران الكريم
البسملة في القرآن الكريم
اختلف العلماء في كون البسملة هي إحدى آيات القرآن الكريم، ورغم أن هناك إجماع حول كونها آية من آيات سورة النمل، إلا أن استخدامها مع بداية كل سورة من سور القرآن قد ظهر بعض الجدل حوله..
فهناك من اعتبرها آية مستقلة في سورة الفاتحة فقط دون غيرها من السور، وقد استدل هذا الفريق بأن أم سلمة رضي الله عنها روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقطع قراءته للقرآن آية آية،
فكان يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم..”.
وهناك من رأى أنها آية من كل سور القرآن عدا سورة التوبة أو “براءة”، وذلك لعدم ثبوت البسملة في أولها بخلاف باقي سور المصحف الشريف.
وهناك فريق ثالث رأى أن البسملة ليست آية من آيات كل سور المصحف أو بعضها؛ وإنما هي آية مستقلة بذاتها، كانت تتنزل على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بهدف الفصل بين كل سورة والتي تليها،
وهو الرأي الذي رجحه كثير من العلماء والفقهاء، ومنهم الإمام أحمد بن حنبل وأبو الحسن الكرخي وداود الظاهري.. وغيرهم.
قد يهمك قراءة: آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم 2025
بعد أن أوضحنا من اول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم ومواضع مشروعيتها واستخدامها، بقي أن نؤكد على أن ثمة اختلاف بين العلماء حول مدى وجوب قراءتها في الصلاة، وكذلك مدى مشروعية الجهر أو الإسرار بها.
فهناك من اعتبرها واجبة قبل قراءة سورة الفاتحة بكل صلاة على أساس أنها جزء من السورة، وهناك من قال بأنها مُستحبة فقط، وهناك قول ثالث -وهو الشائع لدى المذهب المالكي-بأنه لا تشرع قراءة الفاتحة أثناء الصلوات لا سرًا ولا جهرًا.