من هو مكتشف إتجاه القبلة وما هي الحكمة من تحويل القبلة
تعرف على أهم المعلومات العامة حول من إكتشف إتجاه القبلة وما هي الحكمة من تحويل القبلة بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث تعرف القبلة بأنها عبارة عن الوجهة التي يقوم كافة المسلمين في جميع أنحاء العالم بالإتجاه إليها عند القيام بأداء فريضة الصلاة، إذ يجب على كل مسلم أن يتجه إلى الكعبة المشرفة التي تتواجد في الجزيرة العربية حتى تكون صلاته صحيحة، وحتى يتقبلها الله سبحانه وتعالى منه، وفيما يلي سنتعرف على أول من إكتشف إتجاه القبلة وعلى الحكمة السامية وراء تحويل القبلة بالتفصيل.
ما هي أول قبلة للمسلمين
كان رسولنا الكريم محمد (صل الله عليه وسلم) يصلي بإتجاه بيت المقدس، وذلك منذ أن بُعث نبيًّا للمسلمين، وقد ظلَّ على ذلك الحال طيلة الفترة الزمنية التي قضاها في مكة المكرمة.
إذ كان النبي (صل الله عليه وسلم) يقوم بأداء فريضة الصلاة مستقبلًا القبلتين؛ ألا وهما الكعبة المشرفة وبيت المقدس، وكان (صلوات الله وسلامه عليه) يُصلي بين هاتين القبلتين إلى الجهة الجنوبية متوجهًا إلى الجهة الشمالية.
ولكن بعد أن قام الرسول الأمين (صل الله عليه وسلم) بهجرته إلى المدينة المنورة؛ لم يتمكن من أداء فريضة الصلاة كما كان يفعل في مكة المكرمة، حينها أمر جميع المسلمين بالتوجه أثناء أداء صلاتهم نحو بيت المقدس.
وقد إستمر المسلمين على ذلك الأمر لفترة طويلة تُقدر بما يقارب سبعة عشر شهرًا؛ أي منذ قدومهم ووصولهم إلى المدينة المنورة إلى ما قبل غزوة بدر بفترة زمنية قصيرة، وهذا بإتفاق وإجماع جميع العلماء.
ثم أنزل الله سبحانه وتعالى الأمر بالتوجه إلى الكعبة المشرفة وهي قبلة سيدنا إبراهيم (عليه الصلاة والسلام)، هذا ويعدُّ بيت المقدس أحد رموز الإسلام الشهيرة، كما أنه إحدى شعائره.
لا تفوت فرصة التعرف على: معرفة اتجاه القبلة عبر الشمس والقمر والنجوم
قصة تحويل القبلة
بعد مرور حوالي سبعة عشر شهرًا على هجرة النبي الكريم (صل الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة أمر الله عز وجل بتحويل إتجاه القبلة من بيت المقدس لتُصبح إلى الكعبة المشرفة.
وقد كان الرسول الأمين (صل الله عليه وسلم) في الحقيقة يُحب التوجه عند أداء الصلاة إلى الكعبة المشرفة، وذلك حتى لا يوافق اليهود والكفار في قبلتهم.
وكان سيدنا محمد (صلوات الله وسلامه عليه) يرغب في القيام بتحويل القبلة إلي مكة المكرمة حتى يستطيع جذب قلوب العرب إليها وحتى يدخلوا في الدين الإسلامي.
وكان أول من قام بأداء فريضة الصلاة بإتجاه الكعبة المشرفة هو أبو سعيد بن المعلى وصاحبه، وكان ذلك بعد سماعهما خطبة رسول الله (صل الله عليه وسلم).
وهي الخطبة التي كان يخطب الناس فيها عن تغيير إتجاه القبلة وتحويلها إلى الكعبة المشرفة، وبذلك كانا هذين الشخصين أول من قام وصلى بإتجاه الكعبة المشرفة، ثم قام رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) فصلى الظهر بالناس.
هذا وقد أجمع جمهور الفقهاء والعلماء على أنَّ تحويل القبلة حدث بالتحديد في منتصف شهر رجب، وتتواجد بعض الأقوال الضعيفة جداً أنَّه قد حدث في منتصف شهر شعبان.
أما بالنسبة إلى أول صلاة تم إداءها بإتجاه الكعبة المشرفة فقد إختلف في أمرها؛ فقال البعض أنَّها كانت صلاة الظهر، وقيل أيضاً إنَّها كانت صلاة العصر.
حيث كان الرسول الكريم (صل الله عليه وسلم) يقوم بأداء الصلاة مع أصحابه الكرام وبعد أن صلى فيهم ركعتين من الصلاة؛ نزل عليه جبريل (عليه السلام) بأمر من الله عز وجل بتحويل القبلة.
فالتفَّ الرسول (صل الله عليه وسلم) تجاه الكعبة المشرفة وتبعه أصحابه الكرام، وبذلك تم القيام بتحويل القبلة.
لا تفوت فرصة التعرف على: اتجاه القبلة في منزلك بـ 3 طرق ومختلفة | لماذا سُميت بالقبلة؟
الحكمة السامية من تحويل القبلة
لقد قال بعض الفقهاء أن الحكمة من القيام بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) كان يُحب أن يؤدي الصلاة بإتجاه الكعبة المشرفة.
وقد إستدلُّوا على رأيهم من خلال الآية الكريمة التي وردت في سورة البقرة، حيث قال تعالى:
(قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا)
هذا وقد ذكر بعض أهل العلم أنَّ تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة كان حتى يُنهي كلام وجدل اليهود بشأن أنَّ الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) من الممكن أن يشاركهم في ديانتهم مثلما تشارك معهم في القبلة.
كما أنَّ في تحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة دلالة كبيرة على إنتقال الإمامة من بني إسرائيل، وهم الذين كانوا يقيمون ويتعايشون في بيت المقدس وبلاد الشام إلى العرب المتواجدين في الحجاز.
ولأنَّ فريضة الحج مرتبطة بالكعبة المشرفة إرتباطاً وثيقاً؛ فكان مناسبًا جداً إستقبال الكعبة المشرفة في فريضة الصلاة أيضاً.
وقد بيَّن الله عز وجل في كتابه العزيز أنَّ تحويل القبلة كان إختبارًا قوياً حتى يتميز المنافق من المؤمن الحقيقي؛ فقد قال الله سبحانه وتعالى في ما ورد في سورة البقرة ما يدل على ذلك، حيث قال تعالى:
(وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ)
فأمَّا المؤمنون فقالوا ما جاء في سورة آل عمران، حيث قال الله سبحانه وتعالى:
(آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا)
وأما المنافقين الذين في قلوبهم ريب وشك، فقد قالوا إن كانت القِبلة الأولى في الدين الإسلامي هي القبلة الصحيحة فقد تركها، وهو بذلك تاركاً للصواب.
وأمَّا إن كانت القبلة الثانية هي القبلة الصحيحة، فيدلُّ ذلك الأمر على أنَّ القبلة الأولى كانت باطلاً، وذلك فقط للتشكيك في أوامر الله جل وعلا وفي حكمته فيما يُشرِّع.
لا تفوت فرصة التعرف على: اتجاه القبلة بالبوصلة أينما كنت بابسط الخطوات
من هو أول من إكتشف إتجاه القبلة
لم يتمكن العلماء والباحثين من تحديد إسم شخص بعينه في إكتشاف إتجاه القبلة، حيث كان إكتشاف القبلة عبارة عن نتيجة فعلية للعديد من الجهود الجماعية لعلماء المسلمين.
فقد قام العديد من علماء المسلمين بالبحث منذ القدم في الوسيلة والطريقة الدقيقة جداً التي يمكن عن طريقها القيام بتحديد إتجاه القبلة.
حيث إهتموا حينها بدراسة تعامد الأشعة الشمسية على الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى دراسة وفهم بعض الحسابات الرياضية التي تتعلق بمدى بلوغ الشمس لمدار السرطان.
أو من خلال فهم معادلة إنحراف الشمس بشكل معين ومحدد عن خط الإستواء، وفيما يلي بعضاً من علماء المسلمين الذين ساهموا في إكتشاف إتجاه القبلة، وهم كالآتي:
- البيروني.
- إبن الهيثم.
- إبن الشاطر.
- الخوارزمي.
بذلك نكون قد تعرفنا على ما هي أول قبلة للمسلمين وعلى قصة تحويل القبلة وعلى الحكمة السامية من تحويلها، كما تعرفنا على من هو أول من إكتشف إتجاه القبلة.