نماذج من كرم الصحابة
كرم الصحابة جاء في مواضع كثيرة وفي عدة تعاملات مع أقوامهم وعلى رأس هؤلاء الصحابة أبي بكر الصديق- رضي الله عنه- وأرضاه، وكذلك كرم عثمان بن عفان سيدنا عمر رضي الله عنه، كلهم كانوا يقتدون بالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ويقتضي بعضهم ببعض ويتسابقون في الفضل والكرم والعطاء جعلنا الله ممن يتسابقون في الخير اللهم آمين، تعرف على المزيد عبر موقع مُحيط.
نماذج من كرم الصحابة
كرم أبو بكر الصديق رضي الله عنه
كان الصحابي الفضيل أبو بكر الصديق رضي الله عنه من أكثر الصحابة الحريصين على الصدقة وإعطاء الفقراء من بيت مال المسلمين،
حتى من كثرة تصدق أبي بكر الصديق رضي الله عنه جاء الصحابي عمر رضي الله عنه وأرضاه إلى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام حتى يتبرع بأمواله حتى يسبق سيدنا أبو بكر الصديق وهذه من أهم المواقف التي تدل على كرم الصحابة أجمعين.
لم يبق الصحابي عمر بن الخطاب أي أموال في بيته فكان يتصدق بجميع أمواله ويعطيها إلى الفقراء والمحتاجين، ووردت عدة أحاديث نبوية شريفة تدل على كرم أبي بكر الصديق
قالَ فجاء بنِصفِ ماله فقالَ رسولُ اَللَّه- صَلَّى اَللَّه عليهِ وَسُلَّم-: ما أبقيتَ لأَهْلِكَ؟ قلتُ: مثلَهُ، وأتَى أبو بَكرٍ بِكُلّ ما عندَهُ فقالَ: يا أبي بَكرٍ ما أبقَيتَ لأَهْلِكَ؟ فقالَ: أبقيتُ لَهُمُ اَللَّه ورسولَهُ، قلتُ: لا أسبقُهُ إلى شيءٍ أَبَدًا.
جميع الأحاديث النبوية الشريفة والأحاديث التي كانت متداولة أن الصحابي أبي بكر الصديق كان دائمًا يتصدق بكل ما عنده من أموال وطعام ولا يبقى في بيته إلا القليل وكان واثقًا أن الله- سبحانه وتعالى- سوف يعوضه بكل خير.
اقرأ أيضاً: من هو آخر من مات من الصحابة
كرم الصحابي أبو طلحة رضي الله عنه
في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام كان هناك شخص من الأنصار يدعى أبا طلحة وكان يمتلك أموالًا ومزارع كبيرة، وفي يوم من الأيام دخل النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يشرب من البستان التابع لهذا الصحابي الجليل
وكان يحب أن يشرب منه ويدخله ليرى المزروعات الجميلة المزروعة فيه.
وللعلم كان أبا طلحة يمتلك أموالًا كثيرة ومزارع وعندما نزلت الآية الكريمة” لَن تنالون اَلْبِرّ حَتَّىٰ تنفقون مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تنفقون مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اَللَّه بِهِ عَلِيمٌ”.
ذهب النبي عليه أفضل الصلاة والسلام إلى “أبو طلحة” وأخبره بها وقرأها عليه، فقال له أبو طلحة إن هذا البستان من الأموال والممتلكات المقربة إليه فقال له إنه سوف يتركه للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام حتى يفعل به ما يشاء.
قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إلى رَسولِ اللهِ- صَلَّى اَللَّه عليه وَسُلَّم- فَقالَ: إِنَّ اَللَّه يقولُ في كِتَابِهِ: “لَنْ تَنَالُوا اَلْبِرّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ”، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بِرَحَى، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ، أَرْجُو بَرَّهَا وَذَخَرَهَا عِنْدَ اللهِ).
بعدها أخبره الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام أن الله- سبحانه وتعالى- سوف يضاعف له هذه الأموال أضعافًا مضاعفة فما عند الله باقٍ.
اطلع على: اسماء الصحابة ونبذة عن العشرة المبشرين بالجنة
كرم الصحابي الجليل عثمان بن عفان
عدد كبير من الصحابة كانت لهم مواقف تدل على الكرم وحب مساعدة الفقراء والمحتاجين حتى نجد أن أكثر الصحابة توددًا وتقربًا إلى الله من خلال إعطاء الأموال للفقراء هو الصحابي عثمان بن عفان
فكان من الصحابة التي تمتلك أموالًا كثيرة وكان يحرص طول الوقت على التصدق بها ومساعدة المحتاجين، وبالأخص كان يعطي أموالًا لتجهيز الجيش وإعداده.
كما حدث في غزوة تبوك والتي كانت تحتاج إلى عده وتجهيزات كثيرة لأنها كان من المتوقع أن تستمر لمده شهر كامل،
ولذلك حرص الناس في هذا الوقت على إعطاء أموالهم لمد الجيش وتزويده بجميع المؤن اللازمة ومن أكثر الصحابة تصدقًا في هذا الوقت هو الصحابي عثمان بن عفان.
تبرع في هذا الوقت بثلث ماله وكان في هذا الوقت جيش المسلمين حوالي عشرة آلاف مقاتل، وبالفعل استطاع أن يساعد هذا العدد الكبير ويمده بجميع المعدات الازمه من طعام وشراب وملابس لتسليح الجيش، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.
وقد تحدث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عن كرم عثمان بن عفان في الأحاديث الشريفة في قوله صلى الله عليه وسلم: (جاءَ عثمانُ إلى اَلنَّبِيّ- صَلَّى اَللَّه علَيهِ وَسُلَّم- بألفِ دينارٍ.
قالَ الحسَنُ بنُ واقعٍ: وفي موضعٍ آخرَ من كتابي، في كُمّه حينَ جَهَّزَ جيشَ العُسرةِ فينثرَها في حجرِهِ. قالَ عبدُ اَلرَّحْمَن: فرأيتُ اَلنَّبِيّ- صَلَّى اَللَّه علَيهِ وَسُلَّم- يَقْلِبهَا في حجرِهِ، ويقولُ: ما ضَرَّ عثمانَ ما عَمِلَ بعدَ اليومِ مَرَّتَيْنِ).
تابع قراءة: أهم المعلومات عن الصحابي سراقة بن مالك
كرم الصحابي عبد الله بن عمرو
من أكثر المحبين للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام من الصحابة هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- وأرضاه ومن كثرة حبه للرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يحب أن يشبهه في الكثير من المواقف التي كان يقوم بها عليه أفضل الصلاة والسلام.
وكذلك الاقتداء بأبوه عمر بن الخطاب، ولا تخفى علينا مواقف سيدنا عمر بن الخطاب وكرمه وحبه في مساعدة الفقراء والمساكين وكان لا يخاف من الفقر.
كان سيدنا عمر بن الخطاب يعطي أمواله للفقراء والمساكين حتى آخر أموال معه ولا يخاف من الفقر أو الحاجة لأنه يعلم أن الله- سبحانه وتعالى- سوف يعوضه أضعافًا مضاعفة وكان يقتدي بقول الله سبحانه وتعالى:
لَن تَنَالُوا اَلْبِرّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تنفقون مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اَللَّه بِهِ عَلِيمٌ).
كان يذهب في الأسواق ويرى الأشخاص المحتاجين والمتضررين في هذا الوقت ومن هم أكثر بحاجة إلى الأموال والمساعدة وكان لا يبقى معه أي أموال فعندما تأتيه الأموال في أي وقت كان يوزعها على الفقراء والمساكين،
حتى ذكرت رواية أنه في مجلس من المجالس أعطاه الله سبحانه وتعالى ورزقه ب 22 ألف دينار قام بتوزيعهم في الحال.
كان عبد الله بن عمر- رضي الله عنه- دائم الإنفاق في سبيل الله مثل والده حتى أنه في يوم من الأيام أعتق رقبة من رقاب العبيد في سبيل ودفع مبلغ 100,000 دينار في هذا الوقت وتذكر رواية أخرى أنه اعتق 1000 عبد أو ما يزيد عن ذلك.
كما ذكر عدة روايات أخرى أن الصحابي الجليل ابن سيدنا عمر بن الخطاب في يوم من الأيام كان عنده خادم شديد المهارة وكان معروفًا عنه الإخلاص فجاء رجل من أهل المدينة لشرائه
لكنه رفض على الرغم من أنه عرض عليه مبلغا كبيرًا وصل إلى عشرة آلاف درهم فقرر في هذا الوقت أن يعتق رقبة هذا العبد لوجه الله ولم يقبل بيعة.
يُمكنك معرفة الآتي: من هو الصحابي الذي كانت الملائكة تسلم عليه
كرم الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم ظهر في مواقف كثيرة من خلال التسابق في مساعدة الفقراء والمساكين، وكذلك إعداد الجيش
وتزويده بالمؤن اللازمة وشراء العبيد وعتقهم لوجه الله وغيرها من مواقف الكرم الكثيرة التي لا تنتهي ويجب أن نقتدي بها جميعًا.