ما هو التضلع بماء زمزم

يمثل التضلع بماء زمزم واحدة من السنن المهجورة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بالتضلع بهذا الماء بعد الطواف وقبل ذهابه للسعي، كما أن ماء زمزم هو خير ماءٍ على وجه الأرض، وهو يستخدم بنية الاستشفاء بعد التوكل على الله والإيمان بقدرته على الشفاء، ولذا يحرص كثيرٌ من حجاج بيت الله على جلبه معهم وتوزيعه على أقربائهم وأحبابهم، خاصةً المرضى منهم، تعرف على أهم المعلومات من خلال موقع مُحيط.

ما هو التضلع بماء زمزم

يشير مفهوم التضلع إلى شرب ماء زمزم على الريق، وعلى معدةٍ خاوية قبل تناول أي طعام، كما يذكر أهل العلم والفقه أن التضلع يعني الشبع والارتواء بماء زمزم، وحتى يصل إلى الأضلاع ويتغلغل بداخلها.

وهو إحدى السنن المأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كانت مهجورة وغير شائعة، ومما يثبت ذلك؛ ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “آيةُ ما بيننا وبينَ المنافقينَ أنَّهم لا يتضلَّعونَ مِن زَمزَمَ”.

كما ما وردَ في إحدى الأحاديث التي رواها المقداد بن الأسود -رضي الله عنه-  عن رسول الله، والذي وصفَ  فيه الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن شرب من ماء زمزم.

أنه قال: “إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شربَ حتى تضلَّع”، ويُفضل لمن ينوي التضلع أن يكون صائمًا من الأساس.

اقرأ أيضاً المزيد عن: ماء زمزم للرضع فوائد وأضرار وطرق التضلع

قصة ماء زمزم

كما ذكرنا؛ فإن ماء زمزم هو ماء خيرٍ وبركة، حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم”.

وقبل توضيح كيفية وفائدة التضلع بماء زمزم؛ لا بد من الإشارة إلى قصة هذا الماء ومصدره، أما عن مصدره، فيرجع ذلك إلى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام الشهيرة، عندما أمره الله تعالى أن يترك زوجته هاجر وابنهما في صحراء قاحلة تخلو من الزرع والماء.

وقد أشار القرآن إلى تلك القصة؛ وذلك في الآية الكريمة: “رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ”، كما أجمع علماء المسلمين على أن المكان الذي خرج منه سيدنا إبراهيم هو الشام، ليتجه إلى مكة المكرمة.

وعندما ترك سيدنا إبراهيم زوجته وابنه هناك، تعجبن السيدة هاجر قائلةً: أتتركنا بهذا الوادي الذي لا أنيس فيه ولا شيء، فصمت نبي الله إبراهيم حزنًا، وعندما لاحظت السيدة هاجر حزنه، سألته: الله أمرك بهذا؟ فأجابها: نعم، فقالت جملتها الشهيرة: إذًا لن يضيعنا الله.

وبعد فترة نفذ طعام وشراب سيدنا إسماعيل، لتبدأ السيدة هاجر بالسعي بين الصفا والمروة باحثةً عن الماء، فقام جبريل عليه السلام بتفجير نبع ماء تحت الطفل، فغرفة منها السيدة هاجر وشربت وسقت طفلها، بعد ذلك، توافدت القبائل على ذلك المكان، وأقامت هناك، وكثر الناس والزرع.

التضلع بماء زمزم
التضلع بماء زمزم

موقع وتاريخ بئر زمزم

أما عن موقع البئر؛ فهو يبعد مسافة 20 كيلومتر في اتجاه الشرق عن الكعبة المشرفة، وتتم تغذيته من ثلاث جهاتٍ رئيسية؛ واحدة منها من جهة الشرق، والثانية من جهة الجنوب، والثالثة من الجهة الشمالية الغربية.

ويمثل هذا الموقع واحدًا من المعجزات الإلهية، كونه يجاور البيت المحرم، كما أنه يمثل أخفض نقطة بمنطقة الحرم المكي الشريف، ومنذ أن أذَّن إبراهيم عليه السلام في الناس بالحج، والحجاج يشربون من ماء زمزم المباركة.

وتضخ مياه زمزم بكمياتٍ ومعدلات مختلفة، وفقًا لمعدلات الأمطار، وأيضًا طريقة استخراج المياه من البئر، أما عن بعض المحطات التاريخية التي مرَّ بها البئر؛ فبعد مضيّ سنواتٍ على هجرة سيدنا إبراهيم إلى هذا المكان، رُدم البئر.

وقد وقع هذا الحدث قبل عهد عبد المطلب، جد النبي صلى الله عليه وسلم، ليقوم عبدالمطلب بعد ذلك بحفره من جديد واستخدامه في سقي الحجاج، وبهذه الطريقة ظلت السقاية في آل عبد المطلب، ليرثها من بعده ولده العباس.

وفي عام 1377هـ؛ وفي إطار تنفيذ مشاريع لتوسعة المطاف، تمت إزالة مبنى زمزم، ليصبح مدخل البئر أسفل صحن المطاف، تتم إزالة هذا المدخل بشكلٍ كامل في مرحلةٍ تالية.

كما أمر الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز آل سعود، عام 1400هـ، بتنظيف البئر، وفي عام 2025م، أطلق الملك عبدالله بن عبدالعزيز مشروعًا لتعبئة ماء زمزم وتنقيته آليًا.

قد يهمك الاطلاع على المزيد حول: متى فرض الحج عند الشيعة وقبل الإسلام

ما هي طريقة التضلع بماء زمزم

  • أما عن طريقة التضلع، فتكون عبر شرب الماء بعددٍ فرديٍّ من الأكواب؛ ثلاثة أو خمسة أو سبعة ..إلخ، وحتى الشبع، وامتلاء المعدة به، وأيضًا الشعور بدخوله بين الأضلاع.
  • ويفضل أن يكون الشخص متوجهًا ناحية القبلة عند شربه، وأن يذكر اسم الله قبل البدء بتناوله، ويتنفس بعمق ثلاث مرات.
  • وبعد الانتهاء من شرب الماء وإتمام التضلع؛ لا بد أن يقوم الشخص بحمد الله عزَّ وجل.
  • ومن ثم الجلوس والبدء بصبّ الماء وسكبه على الرأس والوجه وكذلك، وكل أجزاء الجسم.
  • ثم يدعو الشخص المتضلع بما يستحب؛ ومن أفضل الأدعية في هذا الموقف؛ هو ما كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يشرب ماء زمزم.
  • فقد روى بن عباس عن النّبي صلى الله عليه وسلم أنّه كان إذا شرب من ماء زمزم قال: اللهم إنّي أسألك علمًا نافعًا ورزقًا واسعًا وشفاءً من كل داء”.

يُمكنك إثراء معلوماتك من خلال: أهم 6 قصص عن الرسول صلى الله عليه وسلم

التضلع بماء زمزم
التضلع بماء زمزم

فوائد التضلع بماء زمزم

  • تساهم هذه الطريقة في التضلع بماء زمزم فى شفاء الجسم من العديد من الأمراض.
  • كما أنه يمثل واحدًا من أهم آداب شرب ماء زمزم.
  • بالإضافة لوجود بعض التغيرات التي قد تحدث للجسم بعد الانتهاء من عملية التضلع.
  • ومن ذلك؛ تغير لون البول، والاستفراغ أو التقيء لإخراج أي سموم قد تكون متراكمة في الجسم.
  • كما أن التضلع يقي من الحسد، ويساعد في علاجه.
  • هذا بالإضافة لوجود العديد من الأمراض التي يعالجها التضلع.
  • ومن بينها؛ العقم، ومشاكل القولون، وتضخم المرارة، وأيضًا أمراض القلب والعيون والسكري وضغط الدم.
  • كما يساعد التضلع بماء زمزم في التخلص من الوزن الزائد وهشاشة العظام.

تابع قراءة المزيد عن: ابناء اسماعيل عليه السلام

التضلع بماء زمزم
التضلع بماء زمزم

ويحرص كثير من الأشخاص، قبل التضلع بماء زمزم على قراءة بعض آيات القرآن عليه، وإن كان هذا الفعل لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يرشد إليه أحدًا.

وإنما أوضح عليه الصلاة والسلام في أحد احاديثه أن ماء زمزم لما شُرب له؛ فمن شربه بنية الشفاء شفاه الله، ومن شربه بنية الاستعاذة أعاذه الله مما يخاف.. وهكذا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق