الأمراض الناتجة عن تلوث المياه
إن أقوى ما قد يصيب الإنسان بالضرر ويتسبب له في الإصابة بالعديد من الأمراض على المدى البعيد، هو تراكم أنواع من الملوثات في الجسم، وأبرز ذلك هو الأمراض الناتجة عن تلوث المياه ولعل السبب الرئيسي في تلوث المياه هو دخول عناصر كيميائية سامة من مخلفات المصانع والصرف الصحي والنفايات مثل (الرصاص والزئبق والزرنيخ واليورانيوم)، وكذلك المواد المشعة ومبيدات الحشرات، وبعض أشكال الكائنات المجهرية والطفيليات والبكتيريا وخلافه.
الأمراض الناتجة عن تلوث المياه
1- أمراض الكبد و داء الأميبا
- لعل أكثر الفيروسات المسببة للأمراض الخطيرة التي تصيب الكبد وتتلفه وتعيق أداء وظائفه، وكذلك تتسبب في التهابات الكبد هي فيروس A وكذلك فيروس شلل الأطفال وفيروس E والأميبا.
- ومن أعراض التهاب الكبد هو البول الداكن وفقدان الوزن واصفرار الجلد والعين وإسهال وألم المفاصل والشعور بالحكة.
2- التسمم بالنحاس
وجود نسبة معينة من النحاس بجسم الإنسان تصله من الطعام والشراب والتنفس يعد ضرورة للصحة بشكل عام، ولكن عند زيادته نتيجة تآكل مواسير المياه قد يسبب الأمراض الناتجة عن تلوث المياه، ويؤدي لمشاكل الصحية في المعدة والجهاز الهضمي والأمعاء من إسهال وقيء وخلافه، بجانب تحسس الأنف والعينين والحلق والفم.
3- الأورام السرطانية
- ولا شك أن زيادة نسبة الكيماويات في مياه الشرب قد يؤدي بالضرورة إلى نتائج غير محمودة على الصحة، لاسيما أنه يعرض الإنسان لشتى أشكال الأورام السرطانية في أجهزة الجسم.
4- تضخمات الغدة الدرقية
- وعلاوة على التسممات التي تحدثها المياه الملوثة فإنها تسبب خلل في عمل الغدة الدرقية وتضخمها، ويرجع ذلك إلى نقص كمية اليود في مياه الشرب.
5- مشاكل الأسنان
- كما نعلم تعتمد صحة الأسنان بشكل كبير على عنصر الفلور(الفلورايد)، ولكن بالنسبة والكم الصحيح، حيث إن زيادة نسبة الفلور مضرة بوجه عام لشكل الأسنان ولونها الطبيعي، وكذلك نقص هذا العنصر يضر بصحة الأسنان ويتسبب في التسوس مع الوقت.
6- مرض البلهارسيا
- البلهارسيا من أخطر الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وأقوى أنواع البلهارسيا المنتشرة في الماء الملوث وتخترق جلد الإنسان دون أن يشعر، أثناء السباحة في المياه المحملة بهذه الطفيلة.
- بالنسبة لطريقة إصابتها للإنسان وتكاثرها داخل الجسم، فيتم ذلك عند اختراقها للجلد ووصولها لمجرى الدم .
- تبدأ أعراض المرض على الإنسان حيث الآلام مبرحة في البطن، بجانب الإرهاق وربما ارتفاع حرارة الجسم، وصولاً إلى البراز المختلط بالدم.
- يظل الإنسان يعاني طوال حياته من هذا المرض اللعين الذي ربما يقضي عليه، إن لم يستطع التخلص منه والسيطرة عليه بشكل سريع ونهائي.
7- الإسهال
بدون شك أن تلوث مياه الشرب بأي نوع من الملوثات والبكتيريا والفيروسات، يتسبب في الضرر البالغ لصحة الإنسان وتعرضه لأمراض المعدة مثل الاسهال، وبالأخص الأطفال فهم الأكثر عرضة للأمراض الخاصة بالتلوث لضعف أجهزة الجسم لديهم، ومن المسببات الرئيسية للإسهال هي الكوليرا والزحار والتيفوئيد وأشكال أخرى من المرض سوف نذكرها.
8- الكوليرا
عبارة عن التهابات بكتيرية تسبب الإسهال الشديد والإعياء بشكل كبير، وكما نعلم أن الإسهال يفقد الجسم الكثير من السوائل التي تعرضه للجفاف مع زيادة الأمر سوء، ولهذا يعتمد العلاج في المركز الأول على إيقاف انتشار البكتيريا بالعلاج المناسب له والمضادات اللازمة، وتعويض الجسم افتقاده للسوائل نتيجة الإسهال.
9- الزُحار(الديزنطاريا)
- شكل آخر من أشكال إصابة الأمعاء نتيجة تلوث الماء، والزحار يتسبب بالإسهال الشديد ويصيب القولون ليعيق وظيفته، فيسبب الآلام في منطقة البطن بشكل كبير، وإذا تفاقم الأمر ربما يسبب الوفاة.
- وينصح في علاج الزحار بتناول المشروبات كثيرًا لتفادي الجفاف نتيجة نقص المياه في الجسم بسبب الإسهال، مع أخذ مضاد حيوي لمعالجة البكتيريا والتخلص منها.
10- التيفوئيد
- مرض التيفوئيد هو شكل من أشكال الالتهاب الناتج عن البكتيريا نتيجة تلوث المياه، وينتشر في دم الإنسان و الأمعاء فيعيق عملها الطبيعي ويسبب الإسهال والقيء مما ينتج عنه فقد الإنسان الكثير من السوائل الطبيعية.
- يتوقف علاج التيفوئيد على إيقاف عمل هذه البكتيريا المسببة له بالمضاد الحيوي المناسب لها، مع شرب الماء النظيف والعصائر بكثرة لتعويض نقص السوائل بالجسم.
11- التراخوما
- والتراخوما هو مرض يصيب العين بشكل أساسي نتيجة عدوى منقولة من الماء الملوث إلى الإنسان، ويتمثل شكل الإصابة بداية في انتفاخ العين ثم خروج الإفرازات منها.
- إذا تطورت حالة المرض ربما يؤدي للعمى، لهذا يجب الإسراع في أخذ العلاج اللازم أو المضاد الحيوي الموصوف للحالة أو العملية الجراحية إذا لزم الأمر. وربما نستطيع إيقاف المرض من البداية بالغسل المستمر للوجه والعينين بالماء النظيف المعقم.
12- جيارديا لامبليا
كما تعرف بإسم (الجيارديا المعوية أو الجيارديا الأثنى عشر) وهي من أمراض الجهاز الهضمي التي تصيب بالتحديد الأمعاء الدقيقة، وتحدث كنتيجة مباشرة لتلوث المياه السطحية العذبة بهذا النوع من العدوى الذي يخرج من الجسم مع البراز، ويعيش في أكياس تستطيع النمو مجددًا في الأمعاء بعد أن تلتصق بجدارها.
وتبدأ العدوى حين يبتلع الإنسان هذه الأكياس بعدد عشر أكياس أو أكثر، وبعد مرور أسبوع تظهر الأعراض من ارتفاع في درجة الحرارة والإسهال وكذلك أوجاع في البطن وانتفاخات وغازات، تشنجات المعدة مع تغير رائحة البراز.
13- داء العطائف
- تنتقل هذه البكتيريا بشكل رئيسي من الحيوان إلى الإنسان من خلال الحيوانات التي تستخدم في الطعام مثل (الدواجن والأغنام والبقر) إذا لم يتم طهيها جيدًا فتنقل المرض، وبعض الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب.
- كما أنها أحد الأمراض الناتجة عن تلوث المياه وتشكل العدوى بالمرض خطورة أكبر على المسنين وحديثي الولادة ومن هم ذو المناعة الضعيفة.
- أعراض المرض تتمثل في الإسهال، وداء العطائف من أقوى مسببات الإسهال بالعالم، بجانب القيء والغثيان والصداع وارتفاع حرارة الجسم وألم البطن.
- وقد يتزايد حجم الإصابة من التهاب المعدة والأمعاء إلى التهاب كبدي والتهاب البنكرياس والتهاب المفاصل وربما الإجهاض إذا كانت المصابة حامل.
14- نوروفيروس
- (حشرة القيء الشتوية) وأطلق عليه هذا الاسم لأنه من الفيروسات الشتوية وقد ينتشر في أوقات أخرى من السنة.
- ينتمي للفيروسات الكأسية المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء.
- مثله مثل أغلب أنواع فيروسات المعدة ينتقل للإنسان وينتشر من القيء والبراز، ولمس الأسطح المفيرسة وتناول الأطعمة والمياه حاملة المرض أو التعامل مع المرضى.
- تظهر أعراض المرض في ثلاث أيام أو أكثر وهي عبارة عن قيء وإسهال وإعياء وحمى وألم البطن والجسم والقشعريرة.
- من الضروري الانتباه الى أن انتقال العدوى من الإنسان قد ينتقل لمدة أسبوعين من بعد الشفاء، وربما يصاب به الإنسان أكثر من مرة في حياته.
15- شلل الأطفال
وهو مرض ناتج بشكل أساسي عن التلوث بصفة عامة وتلوث المياه بصفة خاصة ويصيب حديثي الولادة.
16- داء الفيل(الخريطيات الليمفاوية)
- مرض يصيب الجهاز الليمفاوي في الجسم، وسبب المرض الأساسي هي المواد العضوية الملوثة للمياه، ونجده في شكل من أشكال البعوض الحامل بالعدوى الذي يقوم بلدغ الإنسان ونقل العدوى للدم.
- وعلى هذا تبدأ الأعراض بالتدريج في مراحل المرض المختلفة وبالأخص للأطفال، ومن تلك الأعراض الانتفاخات بالجسم والآلام في الحركة وربما العجز، أما العلاج فهو كيميائي لمنع تفاقم المرض والقضاء عليه.
17- داء الفيالقة
- وهو نوع من البكتيريا التي تسبب الالتهاب الرئوي وتأتي من استنشاق رذاذ ماء محمل بالعدوى البكتيرية؛ فيسبب الالتهاب والصداع وارتفاع حرارة الجسم والأوجاع المختلفة، كذلك السعال والإسهال وضيق التنفس.
18- الملاريا
- الملاريا من أخطر الأمراض الناتجة عن تلوث المياه ؛ فهذه العدوى البكتيرية الفتاكة تبدأ بأعراض القيء والغثيان والإعياء والحمى والصداع.
- تزيد اعراضها تَدْرِيجِيًّا لتصل لحالات من الفشل الكلوي والكبدي، وتجمع السوائل بالجسم والرئتين وحدوث انتفاخ في أوعية الجسم الدموية.
- لذا فإن المرض قد يصل لحالات مميته، وينتقل المرض من لدغات بعض أنواع البعوض الذي يُدخِل الطفيلة لجسم الإنسان ومنها إلى مجرى الدم والاستقرار في الكبد والتكاثر بخلايا الدم الحمراء.
19- عدوى الكريبتوسبوريديوم
تصيب العدوى الأمعاء وتستقر بها بعد الانتقال من الماء الملوث للإنسان وتسبب إسهال شديد وقيء وبالتالي جفاف وغثيان وفقدان الوزن والشهية، وتقلصات البطن.
20- السالمونيلا
- تنتقل هذه البكتيريا للإنسان من خلال الطعام من دواجن ولحوم وبيض وكذلك ملامسة براز الحيوانات.
- وأخطر المعرضين لهذا النوع من البكتيريا هم الحوامل والأطفال وكبار السن وضعاف المناعة.
- وتتمثل أعراض السالمونيلا في إسهال وصداع وقشعريرة وقيء يصاحبه غثيان ودم في البراز.
شاهد ايضا موضوع عن تلوث البيئة بالتفصيل من خلال هذا المقال: موضوع عن تلوث البيئة
مصادر تلوث المياه
خلق الله تعالى المياه عديمة اللون والطعم والرائحة، صافية شفافة وخلق بها العناصر والمواد الضرورية لصحة الإنسان. ولكن مع تسرب عناصر أخرى من صنع الإنسان وملوثاته يؤدي إلى تغير من طبيعة الماء، وتكون النتيجة الطبيعية لذلك هي العديد من الأمراض الناتجة عن تلوث المياه والتي تصل للإنسان من مصادر مختلفة، ومن ملوثات الماء ما يلي: –
1- الصرف الصحي
لعل مجرد ذكر فكرة تسرب مياه الصرف الصحي للمياه الجوفية والبحار وتخيل الأضرار الناجمة عن ذلك يجعلنا نصاب بالجنون، فيا له من أمر مؤسف أن تصل للإنسان بشكل مباشر أو غير مباشر بكل ما تحمله من مصادر التلوث والأمراض.
2- المُخلفات الصناعيّة
- تسرب المخلفات الصناعية إلى المياه أبرز مشاكل عصرنا الحالي، ويزداد الأمر سوءًا مع مرور الزمان وتطور التكنولوجيا.
- مع التقدم الصناعي الذي نشهده اليوم فقد يخلف ورائه مواد مشعة شديدة الخطورة على حياة الإنسان، علاوة على مخاطر الطاقة النووية.
- بخلاف المخلفات الناتجة من صناعة الأدوية ومستلزمات العلاجات كل ذلك من مصادر تلوث المياه.
3- التلوّث الطبيعي
لا شك أن هناك مصادر طبيعية للتلوث أيضًا لا دخل للإنسان بها، فقد تكون أحد أسباب الأمراض الناتجة عن تلوث المياه ، وهي نقص بعض المواد والعناصر من الماء ووجود مواد عالقة به، وزيادة عناصر أخرى منها الأملاح وخلافه، كلها أشكال تغير من طبيعة الماء وتلوثه، كذلك النقل الجوي للملوثات ووصولها للماء.
المياه في حياة الإنسان
- عند التأمل في الآية الكريمة لقوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلّ شَيْءٍ حَيِّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) فهناك ما يدعونا للتوقف لبرهة؛ لنجد أن المكون الأساسي في كل شيء حولنا هو الماء.
- يشكل الماء أكثر من 70٪ من مساحة سطح الأرض في صورة مسطحات مائية أنهار ومحيطات وبحيرات ومنها مياه جوفية بباطن الأرض.
- جسم الإنسان به حوالي نسبة 75٪ من الماء موزعين على أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة، وهذه النسبة العالية من الماء هي التي تعين الإنسان على أداء جميع وظائفه سواء وظائف الأعضاء الداخلية أو المهام اليومية.
- كما تعطيه الحيوية وتجدد نشاطه، والماء ينقي الجسم من أشكال التلوث المختلفة، وعلى هذا السياق فإن تلوث مصادر المياه التي يستخدمها الإنسان في الشرب والزراعة والصناعة وغيرها.
بعد التعرف على شتى أنواع الأمراض الناتجة عن تلوث المياه بالطفيليات والبكتيريا والسموم والفيروسات، نجد أن هناك حاجة ملحة للانتباه للقول السائد بأن (الوقاية خير من العلاج)، فلابد أن تحسن من تعاملك مع المياه والتدوير السليم لها والتخلص من النفايات وتصريف المياه بالشكل الصحيح الأمن هو وسيلتنا الوحيدة لتفادي جميع مسببات تلك الأمراض والسموم والحصول على مياه نظيفة آمنة خالية من الملوثات.