متى أحتاج إلى تحليل الكالسيوم؟
تحليل الكالسيوم تعرف عَليه بشكل مُفصل من خلال موقع مُحيط، تكمن أهمية العناصر الكيميائية لدخولها في العديد من التفاعلات داخل جسم الإنسان، كما تسهم في نقل وتحريك السيالات العصبية، التي تُمكننا من الإحساس بالوخز والتلامس والألم وغيره، كما أنها تدخل في بناء الجسم البشري منذ بدء الحمل وحتى البلوغ، ولا ننسى أهميتها الكبرى في صحة القلب والأوعية الدموية، ولعله من أهم تلك العناصر الكيميائية عنصر الكالسيوم، والذي نلجأ في الكثير من الأحيان إلى معرفة تركيزه في الدم من خلال تحليل الكالسيوم.
ما هو تحليل الكالسيوم
هو تحليل دم يتم إجراؤه بصفة روتينية للأشخاص للإطمئنان على مستوى الكالسيوم في الدم لتقييم الصحة بشكل عام، وذلك للتعرف على مدى الإضطراب الحادث أو المتوقع في مستوى الكالسيوم بالدم.
كما يستخدم للتحقق من العلاجات ومدى استجابة الجسم لها، وبوجهٍ خاص يتم إجراء تحليل الكالسيوم في حالات الاشتباه بوجود زيادة في مستوى الكالسيوم بالدم (Hypercalcemia).
أو في حالات النقص (Hypocalcemia)، وذلك تبعًا لشكوى المريض، كما يتم إجراؤه لدى المرضى المشتبه إصابتهم بالتهاب البنكرياس، أو مرضى إضطرابات تخطيط الكهربية القلبية، كما يسهم في تحديد أسباب مشاكل العظام بشكل عام.
تعرف على: اعراض نقص الكالسيوم عند الاطفال واهمية الكالسيوم
الحالات التي تستوجب تحليل الكالسيوم
ظهور أعراض تدل على زيادة مستوى الكالسيوم في الجسم مثل:
- التبول المتكرر والعطش الشديد الناتج من ترشح الكالسيوم الزائد عبر الكلى، والذي يُؤثر بشكل أخطر على عملها ويُسبب تكوّن الحصاوي داخلها.
- الغثيان والقيء وفقدان الشهية والإمساك الناجم من اضطرابات المعدة، نتيجة لزيادة الكالسيوم في الدم مما يُؤدي إلى الشعور بآلام شديدة في المعدة.
- الإرهاق والتعب المستمر والخمول نتيجة تأثيره الزائد على عمل المخ، والذي يتسبب بالارتباك والاكتئاب.
- اضطرابات القلب التي قد تُسبب الوفاة عند الزيادة المفرطة في مستواه بالدم، ويكون الإغماء مُؤشرًا لذلك.
- الضعف العضلي والشعور بآلام المفاصل والعظام والعضلات.
ظهور الأعراض الدالة على نقص الكالسيوم مثل:
- التشنج العضلي خاصةً في العضلات اللا إرادية.
- الشعور بتنميل الأطراف (اليدين والقدمين) ووخز في الشفتين واللسان.
- اضطراب في ضربات القلب وعدم انتظامها.
- الإصابة بالنوبات العصبية (Seizures).
أهمية عنصر الكالسيوم
يُعد من العناصر الكيميائية ذات الأهمية القصوى في الجسم البشري، لما له من دور هام في أعضاء الجسم المختلفة كالمخ والقلب والعضلات.
- يقع في الترتيب الخامس ما بين العناصر الكيميائية الأكثر توفرًا في جسم الإنسان.
- لذلك يبقى الحفاظ على الحد الطبيعي فقط هو العامل الأساسي الذي يمنع الضرر الواقع من زيادته في الدم.
- له دور أساسي في الحفاظ على صحة الأسنان والعظام وحمايتها من الهشاشة.
- يُختزن الكالسيوم في جسم الإنسان داخل العظام، ويتم استهلاكه بحسب الحاجة والتحكم في مستواه من خلال الهرمونات، خاصة هرمون الغدة الجاردرقية الأربعة (Parathyroid Hormone) والتي تقع على جانبي الدرقية.
- يحتاج الكالسيوم وامتصاصه بشكل صحيح إلى فيتامين (د)، الذي يتم إنتاجه من خلال الجلد في حال التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس.
- أو يتم التحصل عليه من الأطعمة المختلفة أو الأدوية المخصصة على هيئة (كوليكالسيفيرول)، وفي نهاية المطاف يتم إخراج الجزء الزائد منه عن طريق الجهاز البولي.
اقرأ حول: أهمية حبوب نقص الكالسيوم للجسم
كيف يجرى تحليل الكالسيوم؟
لإجراء هذا التحليل يجب على الطبيب القيام بما يلي:
- وضع الرباط المطاطي حول الذراع لتضخم الوريد ويُمكنه من سحب عينة الدم.
- قبل الوخز بالإبرة يجب تطهير المكان وتعقيمه بالكحول، ومن ثم إدخالها وفك الرباط المطاطي، ليتدفق الدم بشكل سريع لسحب العينة سواءًا من أسفل اليد أو من منطقة أمام الكوع.
- إخراج الإبرة ولصق البلاستر الطبي لإيقاف تدفق الدم.
- وضع كمية الدم المُجمعة داخل العبوة المخصصة إخضاعها إلى تحليل الكالسيوم .
نتائج تحليل الكالسيوم
طبيًا يُوجد نوعان من الكالسيوم في الدم، أولهما الإجمالي (Total Calcium) وثانيهما المتأين (Ionized Calcium)، وتسليط الضوء على الفعال منهما في جسم الإنسان نجد أن الكالسيوم المتأين هو الأكثر أهمية.
لذا عند إجراء تحليل الكالسيوم وإيجاد مستواه بنسبة الإجمالي في الدم مضطرب، سواءًا بالارتفاع أو الانخفاض نلجأ في ذلك الحين إلى إجراء فحص لمستوى المتأين منه في الدم، وبحسب القيم الطبيعية لمستوى الكالسيوم الإجمالي في الدم، والتي تتراوح ما بين:
- 6 – 10.3 mg/dl عند البالغين أكبر من 59 عام.
- 9 – 10.5 mg/dl أو 62 – 2.25 mmol/L عند البالغين من 18 عام وحتى 59 عام.
- 8 – 10.8 mg/dl أو 2.2 – 2.7 mmol/L عند الأطفال.
- 6 – 10.4 mg/dl أو 2.3 – 2.65 mmol/L عند الرضع من سن 10 أيام وحتى عمر السنتين.
أو 1.12 – 1.32 mmol/L.
كما أن الطبيب يلجأ في بعض الأحيان إلى طلب تحليل مستوى الألبيومين، وهرمون الغدة الجار درقية، وفيتامين (د)، والفوسفور والماغنيسيوم، ومستوى إنزيم الفوسفاتيز القاعدي (ALP Alkaline Phosphatase)، إذا ما وجد خللاً في نسب الكالسيوم في الدم بحسب الحالة المراد تشخيصها وأعراضها.
الكالسيوم والألبيومين
نظرًا لوجود 50% من إجمالي الكالسيوم في الدم مرتبطاً بالألبومين (زلال الدم)، فإن أي ارتفاع أو انخفاض في نسبة الأخير ينعكس بالطبع على مستوى الكالسيوم في الدم، أما المتبقي منها يُوجد حرًا غير مرتبطًا بالزلال وهو ما يُطلق عليه المتأين.
قد يهمك أيضاً القراءة حول: افضل فيتامين الكالسيوم للاطفال وما هو وقت تناوله الصحيح
أسباب ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم
هناك العديد من الأسباب التي تُؤدي لحدوث هذا الأمر، والتي من أهمها وأكثرها شيوعًا ما يلي:
- فرط إفراز هرمون الغدة الجاردرقية (Hyperparathyroidism).
- زيادة إفراز الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).
- الأورام النخامية المتعددة (Multiple Myeloma).
- أورام العقد الليمفاوية الخاصة بالخلايا التائيّة (T-cell Lymphoma).
- العدوى البيكتيرية التي تتسبب في التكتلات الحبيبية (Granulomas) كمرض السل، وأنواع مُعينة من العدوى الفطرية.
- أورام العظام التي تُسمى بنقلة العظام أو الورم المهاجر للعظام (Bone Metastasis).
- مرض الساركويد (Sarcoidosis).
- داء باجيت (Paget Disease).
- سرطان الثدي والرقبة والرأس.
- الأورام التي تفرز مواد تشبه في تأثيرها هرمون الغدة الجاردرقية.
- استخدام بعض العقاقير مثل الليثيوم والثيازيدات والتاموكسيفين.
أسباب انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم
هناك الكثير من الأمراض التي تكمن وراء حدوث انخفاض في نسبة الكالسيوم في الدم، وهي كما يلي:
- أمراض قصور الكلى والفشل الكلوي.
- الاضطرابات التي تُؤثر على امتصاص المواد الغذائية داخل الأمعاء.
- قصور في وظيفة الغدد الجاردرقية (Hypoparathyroidism).
- نقص في فيتامين (د).
- أمراض الكبد.
- انخفاض مُستوى زلال الدم (Albumin).
- نقص عنصر الماغنسيوم.
- التهابات البنكرياس.
مضاعفات زيادة الكالسيوم
يمكن تلخيصها في عدة نقاط أهمها ما يلي:
هشاشة العظام
- تنتج من استمرارية سحب الكالسيوم من العظام إلى الدم، مما يُؤدي إلى زيادة احتمالية كسر العظام وانحناء العمود الفقري.
اضطرابات الجهاز العصبي
- يتطور الارتباك إلى نوبات من الخرف، ثم غيبوبة قد تُؤدي إلى الوفاة إذا ما تم تدارك الأمر سريعًا.
اضطرابات كهربية القلب
- تتأثر ضربات القلب، مما قد يُؤدي إلى سرعتها الفائقة، التي تتسبب في الوفاة إذا ما أُسعِفت بشكل سريع.
حصاوي الكلى
- تتكون بلورات كثيرة من الكالسيوم وتتجمع لتُكون حصوات، والتي ينشأ عن حركتها كريزة الكلى الناتجة عن آلام شديدة تفوق احتمال الجهاز العصبي.
الفشل الكلوي
- يحدث في النهاية من كثرة التراكم لبلورات الكالسيوم وحصاويه، مما يدفع بالإنسان إلى الغسيل الكلوي حفاظًا على حياته.
فحص الكالسيوم في الشريان التاجي
- يُسمى فحص القلب باسم فحص الكالسيوم التاجي، وهو بمثابة اختبارًا بالأشعة السينية مُختص بتصوير القلب، والتي تُمكن الطبيب من اكتشاف اللويحة التي تحوي الكالسيوم وتقيسها.
- من الممكن أن تنمو تلك اللويحة داخل الشريان وتحد من الدم المتدفق إلى عضلات القلب اللاإرادية، وذلك يسمح فحص القلب بتحديد حجم الخطورة، بقياس اللويحة المُتكلسة قبل تفاقم الأعراض بل وقبل ظهورها.
تحليل الكالسيوم في البول
اعتمادًا على أن الكالسيوم يتم إخراجه من خلال الجهاز البولي، وبالتالي من الممكن قياسه عن طريق البول، كالتالي:
- يتم إيقاف جميع الأدوية التي تُؤثر على مستوى الكالسيوم الموجود فى الجسم قبل إجراء التحليل بفترة يحددها الطبيب المعالج، والسير على نظام غذائي مُعين يُحدده الطبيب قبل التحليل مباشرةً.
- قياس مستواه في عينة بول مُجمعة خلال يوم كامل 24 ساعة بالكامل دون فقد أي من مرات التبول، بمعنى أن يتبول الشخص بعد أن يستيقظ دون أن يجمعها.
- ثم يبدأ في التجميع من العينة الثانية والاستمرار في ذلك لمدة 24 ساعة.
- تُغلق العبوات بعد كل تعبئة مباشرةً لتقليل نمو البيكتيريا عليها وتُحفظ في الثلاجة لحين إتمام التجميع، وعند الانتهاء نكتب الاسم والتاريخ ويتم تسليمها إلى المعمل.
النتيجة الطبيعية عند تحليل الكالسيوم في البول
- عند الأشخاص الذين يتناولون نظامًا غذائيًا عاديًا تتراوح ما بين 100 إلى 300 ملجم/يوم.
- أما الأشخاص الذين يتناولون نظام غذائي ذو مستوى منخفض من الكالسيوم، تتراوح نتائجهم ما بين 50 إلى 150 ملغ/يوم في البول.
النتائج الغير طبيعية في تحليل الكالسيوم
النتائج المُرتفعة عند تحليل الكالسيوم في البول تنشأ كنتيجة لما يلي:
متلازمة اللبن القلوي
- غالبًا ما تظهر عند النساء في سن كبير لتناولهم مُعوضات الكالسيوم لتفادي هشاشة العظام.
داء الساركويد
- الذي يتسبب في التهاب العقد الليمفاوية والعينين والرئة والكبد والجلد، والأنسجة بشكل عام.
الحمضية الأنبوبية الكلوية
- الناتجة من ارتفاع حموضة الدم لأن الكُلى لم تعد قادرة على جعل البول حمضي بشكل كافي.
- التسمم بفيتامين (د).
- فرط إفراز هرمون الغدة الجاردرقية الذي يسحب الكالسيوم من العظام إلى الدم.
- استعمال عقاقير إدرار البول والتي تُزيد من فقدان الجسم للماء من خلال زيادة التبول.
- كما أنه من الممكن أن ترتفع نسبة الكالسيوم في البول دون أي سبب واضح.
أما بالنسبة للنتائج المنخفضة عند تحليل الكالسيوم في البول، تظهر نتيجة ما يلي:
- قصور في أداء الغدة الدرقية بحيث لا تُنتج الهرمون بشكل كافي، نتيجة سحب الكالسيوم من العظام للدم لإبقائه بنسبته الطبيعية.
- اضطرابات في الامتصاص خاصةً عند حدوث حالات القيء والإسهال، حيث يتم فقد الكثير من العناصر الكيميائية وبالتالي تنخفض نسبته في الدم.
- انخفاض نسبة مُستوى فيتامين (د).
الكالسيوم والحمل
من الأشياء الغير شائعة في فترة الحمل هي انخفاض نسبة الكالسيوم، لكنه من الممكن أن يحدث بشكل نادر في بعض الحالات المصابة بقصور أداء الغدة الدرقية (Hypothyroidism).
- خاصةً لدى الأمهات اللاتي يُعانين نقص وسوء التغذية، مما يتسبب في الإضرار بالأم والجنين معًا.
- حيث يتسبب ذلك في انخفاض مُعدل نمو الجنين العظمي، نظرًا لدخول هذا العنصر كمكون أساسي لتكوين ونمو عظام الجنين، مما يحد من حدوث النمو بشكل طبيعي عند انخفاض نسبته في دم الأم.
- الأعراض التي تُصيب الأم عند نقص مستوى الكالسيوم بعد الولادة هي فقدان حوالى 2-3 % من كتلة العظام، نظرًا لسحبه لإنتاج اللبن لذلك يزداد خطر إصابتها بهشاشة العظام والأسنان.
- يُستوجب عليها تناول حبوب مُكملات الكالسيوم، إلى جانب الاهتمام بالأطعمة التي تحتوي بداخلها على قدر كافي وكبير منه يوميًا.
مع التطور الطبي على مستوى العالم وتقنيات التحليل الجديدة، أصبح من السهل تشخيص الأمراض بل وتفادي حدوثها، والبدء في اتخاذ اللازم قبل تفاقم الأوضاع وخروجها عن نطاق السيطرة.
مما يتحتم على الإنسان إجراء التحاليل الدورية، للاطمئنان على صحته العامة كل عامين على الأقل للتنبؤ بأي خلل في بدايته.
ولعل من أهم التحاليل الطبية هي التي تكشف عن العناصر الكيميائية، ومن أهمها تحليل الكالسيوم الذي يُعد سلاحًا ذو حدين في جسم الإنسان.