كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات

كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات حيث أن المسلم دائما ما يبحث عن الطرق التي تغضب الله تعالى عليه حتى يتجنبها لكي يرضى الله تعالى عنه في الدنيا والآخرة ولعل من أهم هذه الطرق هو البعد عن حب الشهوات.

كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات

هناك الكثير من الأعمال والصفات التي لابد أن يقوم بها المسلم حتى لا يقع في حب الشهوات ومنها ما يلي:

العفة

الإنسان العفيف هو الانسان الذي يبتعد عن الاشياء التي حرمها الله سبحانه وتعالى ولا يطمع في أي أمر من أمور الدنيا، وكان من أهم الأدعية التي يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم هو الدعاء بالعفة

حيث كان يقول اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فأعفو عنا، ولقد وعد الله تعالى عباده الذين يبتعدون عن هوى أنفسهم بالجنة حيث قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).

تقوى الله

يجب على كل مسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى سواء في العلن أو السر، فالتقوى تجعل الإنسان المسلم الموحد لربه ينهى نفسه عن الشهوات ولا يقع بها،

ولعل من أهم الأمثلة على التقوى هو موقف النبي يوسف عليه السلام حينما فضل أن يسجن على أن يرتكب اي حرام وحتى بالرغم من تهديد زوجة عزيز مصر له، ولقد ذكر الله تعالى العديد من الآيات في القران الكريم والتي تحقق على التقوى مثل قوله تعالى

( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ تَقْوَىٰ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىٰ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)﴿١٠٩ التوبة﴾

كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات
كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات

غض البصر

يعد النظر إلى ما حرم الله هو الطريق إلى الوقوع في حب الشهوات، وبالتالي يجب على المسلم عدم النظر إلى ما حرم الله،

ولقد نصحنا الله بغض النظر في سورة النور حيث قال (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30).

قد يمكنك التعرف علي: ما هو الفرق بين الحياء والخجل

مجاهدة النفس

  • يعتبر جهاد النفس هو أصعب أنواع الجهاد، ومعنى جهاد النفس أن يبقى المسلم قلبه صافيا لا يحمل حقد أو غل ولا يأذي غيره وأن يبتعد عن كل ما حرم الله وذلك لأن النفس أمارة بالسوء.

التفكير في أضرار اتباع الشهوات

  • من أهم الأسباب التي تجعل الإنسان المسلم يبتعد عن ارتكاب الشهوات هي أن يفكر في أن ارتكابها سوء يجعل الله سبحانه وتعالى يغضب عليه ولا يجد أي توفيق في حياته، وبالتالي فهو يكون قد خسر الدنيا والآخرة معا.

الصبر والصلاة

تعتبر الصلاة من الفروض التي فرضها الله تعالى على كل مسلم، وبالتالي يجب على المسلم أن يحافظ على صلاة الفروض والسنن ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن لا يجعله يقع في حب الشهوات،

ولعل من أهم صور الصبر التي يعلمها الله تعالى للمسلمين هو فريضة الصيام حيث لا يصوم فيه المسلم عن الطعام فقط ولكنه يصوم أيضًا عن ارتكاب المعاصي والبعد عن الشهوات،

ولقد قال الله تعالى عن ذلك في القرآن ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) سورة البقرة.

التوبة والاستغفار

يحب الله العبد التائب العائد إليه حيث قال التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وبالتالي يجب على المسلم أن يستغفر الله ويحافظ على قراءة الأذكار في الصباح والمساء حتى يساعده الله في عدم الوقوع في حب الشهوات،

كما أنه يجب عليه الرجوع الى الله عند ارتكاب الذنوب، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء.

شاهد أيضا: قصيدة البردة للإمام البصيري في مدح الرسول مكتوبة كاملة

الدعاء

يجب على المسلم أن يدعو الله طوال حياته أن يرزقه العفة والتقوى والبعد عن حب الشهوات، فعندما تعرض النبي يوسف عليه السلام إلى أحد المواقف الصعبة

وهو تهديد زوجة عزيز مصر فيه فضل أن يمكث في السجن عن الوقوع فيما حرم الله، وعندها دعا الله تعالى أن يرزقه العفة قال عليه السلام (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ).

ثمرات تجنب حب الشهوات

كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات
كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات

توجد الكثير من الثمرات والفوائد التي ينالها المسلم عندما يتجنب الوقوع في الشهوات وارتكاب المعاصي، ومن أهم هذه الثمرات ما يلي:

الفلاح والتوفيق في الدنيا والآخرة

إن اتباع الطريق القويم الذي حثنا الله على اتباعه واقامة الصلاة وايتاء الذكاة والقيام بجميع الفروض التي أمرنا الله تعالى بها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم النميمة

وحفظ الفرج يجعل الله سبحانه وتعالى يوفق المسلم في الدنيا والآخرة ويرضى عنه حيث قال تعالى:

( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ۝ وَالَّذِينَ هُم ْعَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ۝ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُروجِهِمْ حَافِظُون)

نيل مغفرة الله تعالى

  • يعتبر من أهم الأسباب التي تجعل الله سبحانه وتعالى يغفر له ويتوب عليه هو حفظ المسلم لفرجه، حيث قال تعالى (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35).

الفوز بالجنة والنجاة من النار

  • وعد الله المسلم بالجنة إذا ابتعد عن حب الشهوات وإذا سار على الطريق المستقيم، حيث قال تعالى (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).

عدم فساد المجتمع

  • يعتبر ابتعاد الإنسان عن حب الشهوات وتميزه بالعفة والتقوى من الأسباب التي تجعل المجتمع خالي من الفاحشة والرذيلة.

وقد يهمك معرفة: ما هي أعراض المس العاشق

تسهيل أمور العبد المسلم

  • أن ابتعاد المسلم عن ارتكاب المعاصي والوقوع في حب الشهوات من أسباب فلاح المسلم في الدنيا والاخرة حيث يرزقه الله الجنة في الاخرة، ويوفقه في الدنيا ويسدد أمره ويكون في عونه دائمًا في كل أمور حياته.

إلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال كيف نعالج نفسنا من حب الشهوات، كما تعرفنا على ثمرات البعد عن حب الشهوات، حيث يجب عليك أخي المسلم ألا تستسلم لوساوس الشيطان للوقوع فيما حرم الله وحرصك على البعد عن حب الشهوات حتى تنال رضى الرحمن عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق