ما هي أدوات الربط في اللغة العربية وما هو الربط لغة وإصطلاحاً

تعرف على أدوات الربط وعلى ما هي أدوات الربط في اللغة العربية وما هو الربط لغة وإصطلاحاً عبر موقع محيط، حيث يتواجد في اللغة العربية الكثير من الطرق المتنوعة للربط بين الجمل المختلفة، أو للربط بين مجموعة من الفقرات أو حتى للربط بين عدة كلمات، هذا وتتعدد وتتنوع هذه الروابط اللغوية تنوعا كبيراً جداً، وذلك من حيث وظائفها المختلفة وكيفية القيام بإستخدامها للتمكن من توصيل المعنى المراد بشكل صحيح، وتتمثل هذه الروابط اللغوية في كل من أدوات التواصل وأدوات العطف وأدوات التعليل والسببية، وغيرها العديد والكثير من الأدوات الأخرى التي سنتعرف عليها بالتفصيل في هذا المقال.

ما هو تعريف الربط

يمكن القيام بتعريف الربط في اللغة العربية من حيث اللغة والإصطلاح، كما يمكن تعريفه عند القدماء المحدثين، وفيما يلي بيان شامل بكل ذلك:

تعريف الربط لغة وإصطلاحاً

لقد تعدّدت وتنوعت المعاني اللغوية لكلمة الربط في قواميس ومعاجم اللغة العربية، حيث إنّ هذه الكلمة تختلف بشكل كبير بإختلاف كلا من التعدد والسياق في الحقل المعرفي.

إذ تأتي كلمة ربط في لسان العرب على النحو التالي، (رَبَطَ): أي رَبَط الشيء يَرْبِطُه ويَرْبُطُه رَبْطاً فهو بذلك الأمر مربوط وربيط، أيّ شدّه.

أمّا بالنسبة إلى ورود الفعل (ربط) في معجم الوسيط؛ فإنه يأتي بمعنى (ربط) جأشه رباطة، وهو ما يعني: إشتدّ وقوي قلبه، فلم يقوم بالفرار عند الفزع والخوف.

وقد جاء هذا الفعل في معجم تاج العروس كالآتي: يربِطه (بكسر الباء) ويربُطه (بضم الباء) ربطاً؛ وهو الأمر الذي يعني شدّه وأحكمه فهو مربوط وربيط.

هذا ويُشير معجم مقاييس اللغة العربية الكبير إلى أنّ كل من الراء، والباء، والطاء المتواجدين في كلمة (رَبَطَ)؛ هم في الأساس أصلٌ واحدٌ يشير إلى شدٍّ وثبات.

كما يُشير مفهوم ومعنى الربط في الإصطلاح إلى العلاقة الشديدة بين معنيين تقوم واسطة لفظية بربطهما مع بعضهما البعض؛ وهذه الواسطة اللفظية تكون عبارة عن علاقة نحوية قوية تقوم على أداة.

وغالباً يُطلق على هذه الوسيلة أو الأداة التي يكون ويحدث بها الرَّبط مصطلح (الرابط) وجمعها في اللغة العربية روابط.

حيث تُستخدم هذه الروابط التي تعرف بأنها عبارة عن وسائل التماسك والإتحاد بين جميع أجزاء الجمل في اللغة العربية للتمكن من الوصول إلى ما يعرف بإسم الترابط النصّي، وهو الأمر الذي يجب تواجده حتى نحصل على نصّ متماسك.

وفي الحقيقة يعود هذا المصطلح اللغوي إلى كافة اللغويين والنحاة المُحدّثين الذين قاموا بتقسيم طرق الربط والإرتباط اللغوي إلى قسمين أساسيين؛ وهما كالآتي:

الترابط بوساطة وهو ما يعرف بإسم (الرابط اللفظي)، والترابط بالإلصاق وهو ما يطلق عليه إسم (الرابط المعنوي).

هذا ويتّضح لنا ممّا سبق ذكره أنّ مفهوم ومعنى الربط لغةً لا يختلف عنه إطلاقاً في الإصطلاح، حيث أن كلاهما يُعبّر عن وسيلة أو أداة يتم إستعمالها للتمكن من الربط بين جملتين أو أكثر.

فتقوم بإخضاعها إلى الإشتراك؛ وذلك للتمكن من إيجاد نصّ متماسك ومترابط ومتلاحم بين جميع جمله وفقراته؛ ويكون ذلك بهدف تحقيق وإنشاء بنية نصية منسجمة ومترابطة.

وهو الأمر الذي يساهم في أن يُصبح النصّ كأنّه عبارة عن جملة واحدة، حيث أن هذه العلاقة النحوية تتواجد وتنشأ للتمكن من ربط آخر النص بأوّله.

تعريف الربط عند القدماء المحدثين
تعريف الربط عند القدماء المحدثين

لا تفوت فرصة التعرف على: فعل الأمر | ما هي حالات وعلامات بناء فعل الأمر وما هي صيغه بالتفصيل

تعريف الربط عند القدماء المحدثين

لقد ذكر علماء النحو القدماء مفهوم الربط في العديد من مؤلفاتهم بعدة أسماء تتضمّن معنى ومفهوم الربط، مثل كل من المفاهيم والمعاني الآتية: التعليق والعائد والوصلة.

إذ أن هؤلاء العلماء الكبار قد أدركوا تماماً أهمية الربط وأدواته في التراكيب اللغوية، كما أنهم أدركوا ما لهذه القرائن اللفظية التي تقوم بإيصال كلا المترابطين ببعضهم البعض، وذلك من أجل إيضاح جميع العلاقات المتواجدة بين مفردات الجملة.

حيث عبر هؤلاء النحاة عن الربط بعدة مواضع مختلفة ومتنوعة في اللغة، ومن أشهر هؤلاء النحاة العالم الجليل سيبويه.

وهو العالم الذي كان يعي تماماً دور وأهمية الربط في التركيب اللغوي في اللغة العربية، لكنّه لم يقوم بالتعبير عن الربط بشكل صريح، بل قام بوصفه على أنه تعلق الكلام ببعضه البعض.

وذلك على عكس ما قام به العالم الشهير ابن السراج، وهو العالم الجليل الذي قام بذكر مصطلح الربط بصورة صريحة أثناء حديثه الشهير عن أقسام وفروع الحروف لأول مرّة، وكان ذلك في القرن الرابع الهجري.

حيث أنه صرّح في هذا الحديث أنّ الأحرف ما هي إلا وسيلة لربط الإسم بالإسم، أو ربط الفعل بالفعل، أو للتمكن من ربط الإسم بالفعل، أو حتى ربط الجملة بالجملة.

هذا وقد ظهر معنى ومفهوم الربط صراحةً في شرح العالم الكبير ابن جني، حيث تمحور شرح هذا العالم العظيم حول القيام بإستعمال حرف الفاء الواقع في جواب الشرط كأحد أدوات الربط.

كما قام العالم جليل الزمخشري بإستعمال حرف الفاء بشكل واضح وصريح في القيام بإظهار دور وأهمية الخبر في التمكن من إتمام الجملة الإسمية، وذلك من خلال إرتباطه بالمبتدأ.

أمّا بالنسبة إلى العالم الشهير ابن هشام الأنصاري؛ فقد كان أول عالم يقوم بإخراج الربط من دائرة الآراء التي كانت تدور حوله إلى حقل المباحث المستقلة.

حيث تناول ابن هشام الأنصاري في المبحث الأول من كتابه الشهير (مغني اللبيب عن كتب الأعاريب) جميع روابط الجملة بما في ذلك ما هي خبر عنه، وقد حدّد في المبحث الثاني من كتابه جميع مواضيع الربط المتواجدة في تراكيب اللغة العربية.

هذا ويعتبر الربط عند جميع العلماء المحدّثين عنصراً رئيسياً وأساسياً للتمكن من تحقيق التلاحم والتماسك بين كافة المكونات المختلفة للجملة الواحدة.

حيث يقوم العالم الكبير تمام حسان بتعريف الربط على أنّه جزء لا يتجزّأ من القرائن الثمانية، وهي القرائن التي تقوم عليها وتتأسس أيّة جملة تتواجد في اللغة العربية مهما إختلفت أدواتها.

وقد أوضح هذا العالم أن الربط قد يكون بإستعمال إسم الإشارة أو الحرف أو التكرار، أو غير ذلك من أدوات الربط المتنوعة والمتعددة.

هذا ويرى بعض علماء النحو الآخرون أنّ الربط عبارة عن إيجاد علاقة نحوية قوية بين جمل النص الواحد، أو حتى بين أجزاء ومكونات الجملة الواحدة، ويكون ذلك عن طريق إستخدام بعض الأدوات والوسائط اللفظية أو غير اللفظية.

ما هي أدوات الربط في اللغة العربية
ما هي أدوات الربط في اللغة العربية

لا تفوت فرصة التعرف على: اللام الشمسية واللام القمرية | الفرق بين كل منهما وطريقة تدريسهما للأطفال بالتفصيل

ما هي أدوات الربط في اللغة العربية

لقد تعرفنا على أن الربط يُعتبر وسيلةً مهمّةً جداً لتماسك جميع الجمل المتواجدة في النص، وبالتالي تماسك وتلاحم النص ككلّ.

إذ أنه لا تخلو أيّة لغة متواجدة في العالم من أدوات الربط، كما تتعدّد وتتنوع أدوات الربط ووسائله وصوره لتشمل كل من؛ الربط اللفظي، والربط السياقي، والربط المعنوي.

ويكون الربط إمّا على هيئة جملة كاملة أو كلمة مفردة، فمن المهم جداً إحتواء الجمل على بعض الروابط اللفظية أو المعنوية حتى تكون جمل مفيدةً وتُحقّق كلا من المعنى النحوي والدلالي لها.

أدوات الربط اللفظي

تتنوع مواضع الربط اللفظي، حيث إنّ الربط اللفظي يتحقّق في اللغة العربية بمجموعة أدوات ووسائل تشمل ما يلي:

الربط بالضمير:

لقد ظهر في اللسانيات الحديثة ما يُعرف نحوياً بالربط بالإحالة؛ وهو عبارة عن الربط بإستخدام جميع الضمائر على إختلاف وتنوع أنواعها.

حيث أن الضمائر هي الأصل لربط المعنى اللغوي بشيء قد سبق ذكره، ويتمّ الربط بالضمائر بالضمير نفسه بشكل مباشر دون وجود وساطة.

كأن نقول: (زيد قام)، بمعنى قام هو؛ فالضمير المستتر في هذه الحالة عائد بشكل مباشر على زيد، أو يكون الربط بالضمائر عن طريق الضمير غير المباشر (الوساطة).

مثل أن نقول: زيد قام أبوه، ويعد أسلوب التأكيد المعنوي من أهم وأبرز مواضع الربط بالضمير.

الربط في جملة الصلة:

تشتمل جميع الأسماء الموصولة على بعض الدلالات التي لا يظهر معناها إلّا عن طريق القيام بربطها بما يليها من جملة تعرف بإسم صلة الموصول.

إذ تتنوع أنواع الأسماء الموصولة؛ فمنها المشترك ومنها المختص، وليتم تحقّق معنى الإسم الموصول فإنه يجب أن تحتوي جملة صلة الموصول على أحد أدوات الربط لكي تربطها بالإسم الموصول.

ويكون ذلك عن طريق ضمير ظاهر، مثل قول الله سبحانه وتعالى:

“وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ”

أو يكون من خلال ضمير مُقدّر، مثل قول الله عز وجل:

“أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا”

حروف العطف:

وتشتمل حروف العطف على (الواو، وأم، والفاء، وبل، وثمّ، وحتىّ، ولا، ولكن)، ولكلّ حرف من هذه الحروف وظيفته النحوية الخاصة لربط فعلين أو إسمين في الجملة، فهي عبارة عن حروف لا تدل على أيّ معنى بحدّ ذاتها.

هذا وتُعدّ حروف العطف من أشهر وأبرز أدوات ووسائل الربط في اللغة العربية؛ وذلك نظراً إلى وضوح معنى الربط وبيان أثره الكبير عند القيام بإستخدامها.

ويُشار إلى تعدّد وتنوع الغرض من الربط بإستخدام حروف العطف، فإمّا يكون الغرض منه ربطاً تخالفياً أو ربطاً توافقياً.

فمثلا؛ كأن نقول: جاء عمر وليث وأحمد، حيث تؤدّي الواو في هذه الجملة وظيفة توافقية تُفيد وتوضح الجمع المطلق بين كلا من المعطوف والمعطوف عليه.

وقد تكون الوضيفة تخالفية؛ كأن نقول: في الحديقة أزهار وأزهار، إذ تؤدّي الواو في هذا المثال وظيفة تخالفية، حيث إنّها قد حالت بين أن تكون كلمة “أزهار” الواردة للمرة الثانية تكراراً للأولى.

كما أنها جعلت منهما كلمتين مختلفتين تماماً، وكلّ منهما يشير إلى أصناف وأنواع مختلفة من الأزهار.

ما هي أدوات الربط في اللغة العربية
ما هي أدوات الربط في اللغة العربية

لا تفوت فرصة التعرف على: كان وأخواتها | كان وأخواتها وطرق إعراب تلك القاعدة النحوية

الربط بين كلا من الشرط والجواب:

يقوم الشرط بالربط بين جملتين مستقلّتين، تكون في تلك الحالة الجملة الأولى هي جملة الشرط والجملة الثانية هي جوابه.

حيث يتعلّق محتوى ومضمون جملة الشرط بمضمون ومحتوى جملة جواب الشرط؛ فلا يتحقق ويتمّ المعنى إلّا بوجود كلتيهما.

لذلك إقتضت الحاجة إلى ربط كلا الجملتين بأحد أدوات الربط ليتحقّق ويتم المعنى، وقد أجمع علماء النحو على أن الفاء هي أنسب أداة لفظية للقيام بالربط بين كلا من الشرط والجواب.

وذلك نظراً إلى ما تقوم الفاء بتحقيقه من معنى لكلا من الجزاء والسببية، فعلى سبيل المثال أن نقول: من وصل رحمه فنعم ما صنع.

الربط بين القسم والجواب:

يجب الإشارة إلى أن معنى جملة القسم يتعلّق بجملة جواب القسم بشكل دائم وكبير؛ وهو الأمر الذي يستدعي ربطهما بإستخدام أحد أدوات الربط أو أحد أدوات الجواب.

كالقيام بإستخدام حرف الباء كحرف قسم، وكإستخدام حرف اللام في كلمة “لَّيُؤْمِنُنَّ” التي وردت في قول الله سبحانه وتعالى، حيث قال:

“وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا”

حرف التفصيل (أمّا):

ويعتبر حرف التفصيل عبارة عن حرف يربط جملتين مع بعضهم البعض لتظهرا كأنهما جملة واحدة، ويأتي هذا الحرف في أول الكلام.

ويتم إستعماله للقيام بربط عدّة جمل في النص الواحد، مثل أن نقول: أمّا خديجة فمجتهدة، أيّ مهما يكن فخديجة مجتهدة.

حروف الإستئناف:

تتمثل حروف الإستئناف في كل من الآتي:

  • (الواو): وتستخدم للقيام بربط الكلام ببعض الكلام السابق له، وذلك بدون أن تُفيد وتوضح ترتيباً للأحداث.
  • (ثمّ) و(إذن): وتستعمل للقيام بالربط بين جملتين متتابعتين؛ مثل جملة: سأزورك إذن أكرمك.
  • (غير أنّ): وتستخدم للربط بين جملتين متتابعتين أيضاً، ولكنها تفيد النفي لوهم قد تولّد عن الكلام السابق.

بعض الروابط اللفظية الأخرى:

وهي عبارة عن روابط لفظية أسلوبية مختلفة ومتنوّعة، وتشتمل هذه الروابط على ما يأتي:

  • الروابط السببية، مثل كل من: وسبب هذا، ويُعزى السبب إلى، ويرجع الأمر إلى…إلخ
  • روابط الجواب، مثل: والجواب على هذا الأمر.
  • روابط الإستنتاج، نحو: ونتيجة لذلك، لهذا، ونستنتج ممّا سبق…إلخ
  • روابط الإستفهام، مثل: والسؤال المطروح هو، ونتساءل…إلخ
  • روابط الإستدراك، والتي تتمثل في: لذلك، على أية حال، مهما يكن من شيء…إلخ
  • روابط التعداد، مثل: أولاً، وثانياً…إلخ
  • روابط الإستطراد، كأن نقول: وبالإضافة إلى هذا، يُضاف إلى ذلك…إلخ
  • روابط التلخيص، مثل أن نقول: وخلاصة القول، بإختصار…إلخ
  • روابط التمثيل، مثل: وعلى سبيل المثال، بالنظر إلى…إلخ
أدوات الربط المعنوي
أدوات الربط المعنوي

لا تفوت فرصة التعرف على: النحو والصرف | أهميتهما في اللغة العربية والفرق بينهما 2025

أدوات الربط المعنوي

تهتم وتختصّ الروابط المعنوية بمعنى ومضمون الجملة، فهي تعمل على تسهيل فهم الجملة على القارئ، حيث إنّها تقوم ببناء علاقةً نحويةً بين جملتين، وذلك بدون إستخدام أحد الأدوات اللفظية أو وساطة.

وتتواجد عدّة أنواع للروابط المعنوية، وتتمثل هذه الأنواع في ما يأتي:

الإسناد بين المبتدأ والخبر والفعل والفاعل:

تكمن الأهمية القصوى لهذا النوع من أنواع الربط في كونه نقطة الإرتكاز الأساسية للجملة في اللغة العربية، وذلك لما يُحقّقه هذا النوع من معنى ومفهوم دلالي كامل.

ويكون الإسناد في تلك الحالة على هيئة شكلين؛ وهما الجملة الفعلية؛ وهي الجملة التي يتحقق فيها الربط عن طريق الفعل نفسه أو من خلال ما يقوم مقامه؛ مثل جملة: جاء علاء.

وعلى هيئة الجملة الإسمية التي يوضّح فيها الخبر معنى ومفهوم الحدث؛ مثل جملة: يحيى كريمٌ.

الإرتباط بطريق علاقة التعدية:

هو عبارة عن إرتباط بياني، يكون الهدف منه هو إيضاح معنى كافة الجمل التي يكون فيها الفعل فعلاً متعدياً، ويكون ذلك عن طريق القيام بإضافة إسمٍ ثانٍ يتضح فيه مفهوم ومعنى الفعل المتعدي؛ مثل: قرأ محمد الكتاب.

أو القيام بإضافة أحد حروف الجر كواسطة للتعدية، وذلك بهدف إتمام المضمون والمعنى؛ كأن نقول: مررت برقية.

الإرتباط بطريق علاقة الإضافة:

حيث أن العلاقة بين كلا من المضاف والمضاف إليه تُشكّل إحدى أقوى الروابط في اللغة العربية بأكملها، وقد تتمّ هذه العلاقة دون القيام بإستخدام أحد الروابط اللفظية؛ مثل: أتيتك ساعة إقفال محال السوق.

الإرتباط بطريق علاقة الملابسة:

تقوم هذه العلاقة بالربط بين الحال الذي كان عليه المرء عند وقوع الفعل عليه والمرء نفسه؛ مثل قول الله سبحانه وتعالى:

“وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا”

حيث أن دلالة النص القرآني السابق لا تكتمل إلّا في حالة ذكر الحال “خالداً فيها” بمعنى ماكثاً في جهنم إلى أبد الآبدين لا يخرج منها أبداً.

الإرتباط بطريقة علاقة الظرفية:

حيث أن لكلّ فعل زمان ومكان معينان يرتبطان به، كما أنهما يدلّان على كلا من توقيته وموقع حدوثه، مثل ما جاء في قول الله عز وجل:

“وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ”

إذ قام ظرف الزمان “عشاءً” بإعطاء دلالةً زمانيةً تدل على زمن وقوع الفعل.

ومثل ما ورد في قوله سبحانه وتعالى، حيث قال:

“وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا”

حيث قام ظرف المكان “فوق” بإعطاء دلالةً مكانيةً واضحةً للفعل.

أدوات الربط المعنوي
أدوات الربط المعنوي

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي أدوات التوكيد في اللغة العربية

الإرتباط بطريق علاقة التحديد:

وتعرف علاقة التحديد بأنها العلاقة التي تقوم بالربط بين كلا من الفعل والمفعول المطلق الذي يُبيّن العدد أو النوع، ففي المثال: جرى طارق جرياً سريعاً، فكلمة “سريعاً” قامت بتحديد كيفية الجري.

أمّا في مثال: طرق الباب طرقةً واحدةً، فقد أعطت كلمة “واحدة” معنى دلالياً يُفيد ويُبيّن العدد، وهو عدد الطرقات.

الإرتباط بطريق العلاقة السببية:

وهي عبارة عن علاقة تظهر بوضوح في الجملة لبيان السبب الأساسي وراء حدوث النص، ومنها على سبيل المثال علاقة إرتباط كلا من الفعل والمفعول لأجله؛ والذي يكون منصوب على السببية.

مثل أن نقول: إجتهدت في عملي رغبةً في التميز.

الإرتباط بطريق علاقة التمييز:

تتواجد بعض الجمل أو المفردات التي تحتمل أكثر من معنى وتفسير في اللغة العربية، فيتمّ في تلك الحالة القيام بربطها بلفظ آخر كأداة، وذلك للتمكن من إيضاح المعنى المراد والمقصود وتجنّب اللّبس بقدر الإمكان.

مثل أن نقول: زرعت فداناً شعيراً، فكلمة “شعيراً” قد أزالت اللبس عن الشيء الذي قد تم زراعته.

الإرتباط بطريقة علاقة الوصفية:

وهي عبارة عن علاقة تقوم بالربط بين كلا من النعت (الصفة) والمنعوت (الموصوف)، وذلك من خلال القيام ببيان معنى ومفهوم المنعوت والتمكن من إزالة الإبهام عنه.

مثل أن نقول: هذا قائد عادلٌ، ففي هذه الحالة تبيّنت صفة القائد وهي العدل.

الإرتباط بطريق علاقة الإبدال:

حيث تعتبر هذه الطريقة إحدى العلاقات المعنوية القوية في اللغة العربية، حيث أنها تقوم بين البدل والمبدل به، فعلاقة كلا منهما كعلاقة الشيء بذاته.

فكلاهما له نفس العلامة الإعرابية، كما أنه لهما نفس المضمون والمعنى الدلالي، لذا فأنهما لا يحتاجان لأداة ربط لفظية، فوجود الربط المعنوي بين كلا منهما يكون لزيادة وضوح وبيان المبدل به فقط، مثل قول الله عز وجل:

“اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ”

فكلمتا “الصراط” في الآيتين الكريمتين السابقتين تُمثّلان كلا من المبدل والمبدل به، وكان السبب وراء وجود المبدل هو زيادة بيان ووضوح المبدل به.

الإرتباط بطريق علاقة التأكيد:

تنشأ هذه العلاقة القوية للربط عن طريق التأكيد اللفظي والمؤكَّد؛ مثل ما ورد في قول الله سبحانه وتعالى:

“فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا”

بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو تعريف الربط في كلا من اللغة والإصطلاح وعلى تعريفه عند القدماء المحدثين، كما تعرفنا على ما هي أدوات الربط بنوعيها اللفظي والمعنوي بالتفصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق