من هم الاطفال الذين تكلموا فى المهد

0 3 دقائق

يتساءل عدد كبير من الناس حول من هم الاطفال الذين تكلموا فى المهد، ويوجد تباين في آراء العلماء بشأن تحديد عددهم، لكن القول الأكثر صواباً والذي لا يُختلف عليه هو أن الأطفال الذين تحدثوا وهم في المهد يُعدون ثلاثة بحسب الرواية الصحيحة المُنقولة عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذا المقال سنوضح لكم الأطفال الذين قاموا بالكلام من المهد مستشهدين بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، تابعونا لمزيد من التفاصيل.

من هم الاطفال الذين تكلموا فى المهد

عيسي ابن مريم

مما لا شك فيه أن عيسى ابن مريم تكلم بالمهد في قوله تعالى:

“فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَٰلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34)”

الطفل الرضيع من بني إسرائيل

الذي نراه راجحا في أخبار الذين تكلموا في المهد يتمثل في الحديث الذي رواه البخاري (3436) ومسلم (2550) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي المَهْدِ إِلَّا ثَلاَثَةٌ : عِيسَى، والثاني كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ جُرَيْجٌ ، كَانَ يُصَلِّي ، جَاءَتْهُ أُمُّهُ فَدَعَتْهُ ، فَقَالَ : أُجِيبُهَا أَوْ أُصَلِّي ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ لاَ تُمِتْهُ حَتَّى تُرِيَهُ وُجُوهَ المُومِسَاتِ ، وَكَانَ جُرَيْجٌ فِي صَوْمَعَتِهِ ، فَتَعَرَّضَتْ لَهُ امْرَأَةٌ وَكَلَّمَتْهُ فَأَبَى ، فَأَتَتْ رَاعِيًا فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا ، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا ، فَقَالَتْ : مِنْ جُرَيْجٍ ، فَأَتَوْهُ فَكَسَرُوا صَوْمَعَتَهُ وَأَنْزَلُوهُ وَسَبُّوهُ ، فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى ثُمَّ أَتَى الغُلاَمَ ، فَقَالَ : مَنْ أَبُوكَ يَا غُلاَمُ ؟ قَالَ الرَّاعِي . قَالُوا : نَبْنِي صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ ؟ قَالَ : لاَ إِلَّا مِنْ طِينٍ .

والثالث كَانَتِ امْرَأَةٌ تُرْضِعُ ابْنًا لَهَا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلٌ رَاكِبٌ ذُو شَارَةٍ فَقَالَتْ:

اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا وَأَقْبَلَ عَلَى الرَّاكِبِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهَا يَمَصُّهُ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمَصُّ إِصْبَعَهُ ، ثُمَّ مُرَّ بِأَمَةٍ ، فَقَالَتْ : اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذِهِ ، فَتَرَكَ ثَدْيَهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَقَالَتْ : لِمَ ذَاكَ ؟ فَقَالَ : الرَّاكِبُ جَبَّارٌ مِنَ الجَبَابِرَةِ ، وَهَذِهِ الأَمَةُ يَقُولُونَ : سَرَقْتِ ، زَنَيْتِ ، وَلَمْ تَفْعَلْ )

قد يمكنك التعرف علي: طرق التعامل مع الاطفال

اختلاف آراء أهل العلم في عدد الأطفال الذين تكلموا في المهد

تناقلت الروايات بعض الأقوال حول الصبي الصغير الذي ظهر في حكاية أهل الأخدود، حيث تلمح تلك الأقوال إلى أنه تحدث إلى والدته وهو في مهده عندما ألقى بها الكفار في لهيب الأخدود الهائل.

لقد وقع اختلاف في تفاصيل قصة هذا الصبي بين العلماء القرطبي والنووي، حيث يؤكد النووي رحمه الله، أن هذا الصبي لم يكن من بين الرضع،

وإنما كانوا ثلاثة أطفال فقط كما ورد في الحديث الشريف الصحيح المروي عن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما يزعم النووي أنه لو كان هناك طفل تكلم في المهد، لأشار إليه النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في حديثه.

أما عن الحديث الذي رواه ابنُ كَثير في “البداية والنهاية” بعد ذِكْره لقصة جُرَيْج الراهب ما مختصره:

“فهؤلاء ثلاثة تكلَّموا في المهد: عيسى ابن مريم، وصاحب جُرَيْج الراهب ابن البغي من الراعي كما سمعت و اسمه: “يابوس”،

كما ورَد مُصَرَّحًا به في صحيح البخاري، والثالث ابن المرأة التي كانتْ تُرْضعه، وقد ورَدَ فيمَن تكلَّم في المهد أيضًا شاهدُ يوسفَ كما تقدَّم، وابن ماشطة آل فرعون، والله أعلم”

كما هو موضح توافق علماء الدين على وجود ثلاثة رُضع تحدثوا وهم في مرحلة المهد، وذلك بناءً على أدلة موثوقة تشهد على صحة ذلك،

في حين أن الروايات الأخرى التي وردت عن رُضع تحدثوا من المهد تعد ضعيفة وليست ثابتة من تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وقد بحث الشيخ الألباني رحمه الله في مجموعة الأحاديث الضعيفة والموضوعة هذه القضية، حيث أشار إلى أن الأطفال الذين تحدثوا من المهد هم ثلاثة فقط،

ومن الغريب أن تفاصيل الحديث في رواية ابن كثير عن هؤلاء الأطفال ذكرت أربعة أطفال، مما يؤكد أن الحديث غير صحيح وسنده ضعيف للغاية.

قد يهمك معرف: 10 طرق عقاب الاطفال بدون ضرب أو الصراخ عليهم

التأكيد على عدد الأطفال الذين تكلموا في المهد

نختتم حوارنا بالتأكيد على أن هناك ثلاثة أطفال تحدثوا وهم في المهد، كما هو موثق من خلال أحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا متفق عليه في الصحيحين.

حيث أن الإشكال يكمن في قصة صبي الاخدود، حيث إن الرأي المعتمد والأقرب للدقة بحسب ما أورد الإمام النووي رحمه الله، يشير إلى أن صبي الخدّ كان في حدود السبعة أشهر وليس في المهد، والله أعلى وأعلم.