اجر الصدقة بالتفصيل من الشريعة الإسلامية
اجر الصدقة لا يُعد ولا يُحصى، فهي من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، والعبد المؤمن يعلم أنها حق الفقراء والمساكين والمحتاجين لتحقيق التكافل الاجتماعي، وأن الله الرزاق يمن على عباده بأضعاف ما تم إخراجه، ولكن هناك من يتغافل عن إخراج الصدقة ويسعى لتجميع المال فقط، وسُمي المال بذلك لأنه يجعل الناس تميل عن رؤية الخير وجزائه، ويحجب صاحبه عن رؤية النعم التي أعطاها الله له، ويجب أن يشكر الله عليها بإخراج صدقة من ماله.
تقرير متكامل عن اجر الصدقة
الصدقة لها أجر كبير وفوائد عظيمة، وسوف نقوم بذكرها بشكل أكثر تفصيلاً في النقاط التالية:
- تطفئ غضب الرب، وبالأخص الصدقة التي تخرج سراً
- تُمسح الخطيئة بالصدقة، وتطفئ نارها مثلما يطفئ الماء النار.
- تحمينا من عذاب النار، كما قال الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة).
- هي مصدر الظل لمكان صاحبها يوم القيامة.
- من أسباب الشفاء من جميع الأمراض التي تصيب الجسم سواء كانت هذه الأمراض قلبية أم بدنية.
- يصل المسلم إلى درجات البر بإخراجه للصدقة.
- يفوز المتصدق بدعاء الملائكة له، بعكس المُمسك على الإنفاق والصدقة.
- تعمل الصدقة على زيادة البركة في المال والرزق والأبناء.
- تبقى الصدقة في مال المتصدق يوم الحساب، ويضاعفها الله.
- من إحدى أسباب دخول الجنة، فالمتصدق يأتي يوم القيامة ويدخل من باب الصدقة.
- تعمل على إحساس الشخص بالطمأنينة وراحة البال، وسلامة الصدر.
- تزرع في نفوس المسلمين الإسراع إلى الصدقة والمبادرة إليها فقال الله تعالى: (وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
- من أهم الدلائل على صدق إيمان المسلم ووحدانيته حيث قال صلى الله عليه وسلم (الصدقة برهان).
- تزكية الأموال وتطهيرها من أي شئ حرام مثل ما يحدث مع التجار وما يتعرضون إليه من كذب أو سرقة في الميزان.
لمزيد من المعلومات حول اجر الصدقة يمكنك قراءة التالي: اثر الصدقة في دفع البلاء
الفرق ما بين الصدقة والرياء
هناك من يلتمس عليه الأمر ويريد أن يعلم كيف تكون الصدقة كي لا تتحول إلى رياء وهي:
- الصدقة هي التي تكون خالصة لوجه الله تعالى، فالإسلام أمرنا بجميع أعمال البر، والخير، وبذل الأموال في سبيل الله والدليل على ذلك قوله تعالى: (آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ).
- الرياء يذهب أجر الصدقة، فمن الناس من يتصدق لكي يتحدث عنه الناس بأنه شخص معطاء، فهنا لا يخرج صدقة ابتغاء مرضات الله.
الحكمة من إخراج الصدقة
شرع الله الصدقة ما بين المسلمين وبعضهم البعض لعدة أسباب متمثلة فيما يأتي:
- تعمل الصدقة على زيادة الألفة والحب والمودة بين المسلمين، كما أنها تزيل الحقد من قلوب الفقراء.
- تنشر الرحمة وتعمل على زيادة الترابط بين المسلمين.
- قلة انتشار الفقر والأسر الفقيرة في المجتمعات الإسلامية.
- تدل على وجود تعاضد وتماسك بين المجتمع الإسلامي فالمسلم أخو المسلم.
لمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على: اجر الصابرين في الدنيا والآخرة
آداب إخراج الصدقة
يجب اتباع بعض الآداب عند إخراج الصدقة حتى تحصل على اجر الصدقة بشكل كامل مثل:
- أن تكون الصدقة من مال الإنسان الحلال.
- توزع الصدقة على من يستحقها من الأقارب أولاً ثم للفقراء والمحتاجين.
- لا يستصغر المؤمن قيمة الصدقة التي يتم إخراجها حتى لو كان يتصدق بشق تمرة.
- أن لا يتظاهر ويتجمل بها أمام الناس، ويخفيها حتى لا تعلم شماله ماذا أخرج بيمينه.
- الصدقة تقع في يد الله قبل وقوعها في الفقير فيجب الحرص على أن تكون مخلصة لوجه الله تعالى.
أنواع الصدقة
لا يقتصر إخراج الصدقة على نوع واحد، أو تختص بها فئة معينة دون الأخرى، ولكن هناك أنواع مختلفة للصدقة ومنها:
صدقة النافلة
- هي التي تشمل جميع أوجه الإحسان من المسلمين إلى الفقراء، وليس لها صلة بأموال الزكاة.
- ولقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية التي تحث المسلمين على البذل والعطاء والإخراج من أموالهم.
- قد ورد عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة الرسول).
صدقة التطوع
- هي التي تشتمل على جميع أنواع الخير تقرباً إلى الله سبحانه وتعالى.
- قد روي عن ابن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال (كل معروف صدقة وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك).
الصدقة الواجبة
- هي الزكاة المفروضة شرعاً على جميع المسلمين ولها شروط خاصة مثل العقل، والإسلام، والبلوغ، والحرية، الملك، والنماء، والحول.
- كما قال الله تعالى في كتابه العزيز (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ).
- وقد فرضت الزكاة على جميع المسلمين في العام الثاني من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
- الصدقة الواجبة لها أدلة كثيرة من كتاب الله وسنة رسوله حيث قال تعالى (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، وعندما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى أهل اليمن قال له ( أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم).
الصدقة الجارية
- هي كل عمل يقوم به الإنسان في حياته ويستمر ثوابه حتى بعد مماته، وهنا أجر الصدقة لا يتوقف بنوت الإنسان.
- تُعد بمثابة باب مفتوح بين العبد وربه لتكفير ذنوبه.
- فهي تعمل على زيادة الأعمال الصالحة في ميزان الإنسان، ومن كرم الله على المسلمين أنعم الله عليهم بأجر الصدقة الجارية.
اجر الصدقة الجارية وفضلها
نجد اجر الصدقة زيادة في الحسنات، حيث يكتسب منها المؤمن الخير لما بعد موته، وتمنعه من عذاب القبر، وتجعله ينعم في الجنة ببلوغه لأعلى الدرجات، وتبرأ ذمته أمام الله من أي دين أو تقصير مسبق في العبادة، ينال بها العبد رضا الله ورحمته وغفرانه.
الصدقة للميت
- أجمع علماء المسلمين على أجر الصدقة عن الميت، فهي تنجيه وتخفف عنه عذاب القبر وهناك أدلة من السنة النبوية على الثواب الذي يصل للميت بالصدقة.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رجلاً قال للنبي صلي الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال نعم).
- عن عائشة رضي الله عنها (أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت فلي أجر أن أتصدق عنها؟ قال نعم)
- فهذا يدل على أهمية الصدقة للميت، فهو دائما يكون في حاجة إليها، ويُفضل أن تكون الصدقة من مال الميت، أو من مال أبناءه سواء كانوا ذكوراً أو إناثاً، ويجوز أن يتصدق أيضاً أصدقاء الميت، وأحد أقاربه.
يمكنك التصدق للميت بالدعاء له لأخذ اجر الصدقة عبر متابعة قراءة: دعاء الميت كامل مكتوب
أفضل الصدقات التي يمكن إيصالها للميت
هناك مجموعة من الصدقات التي تصل للميت في قبره ومنها:
- الدعاء له بأن يغفر الله له، وصح النبي صلى الله عليه وسلم أن دعاء الولد الصالح يصل للميت بعد وفاته.
- التصدق بالمال فيصل أجر الصدقة للميت سواء كانت هذه الصدقة طعاماً أو شراب او كسوة.
الصدقات من أقرب الأعمال الصالحة إلى الله، واجر الصدقة ينتفع بها العبد سواء في حياته أو بعد وفاته، لذلك يجب علينا جميعاً أن لا نتمسك بالمال وننفق ابتغاء مرضات الله، وسوف يرزقنا أضعاف ما أخرجنا من صدقات.