فعل الأمر | ما هي حالات وعلامات بناء فعل الأمر وما هي صيغه بالتفصيل
تعرف على فعل الأمر وعلى ما هي حالات وعلامات بناء فعل الأمر وما هي صيغه بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث أن قاعدة فعل الأمر أحد أهم القواعد النحوية في اللغة العربية، ويستخدم فعل الأمر في حياتنا اليومية بشكل كبير بين الأشخاص وبعضهم البعض، ولفعل الأمر حالات وعلامات بناء يتميز بها عن غيره من الأفعال الأخرى، كما تتواجد بعض الصيغ المعينة لفعل الأمر، وهي صيغ خاصة به دونا عن غيره، وفيما يلي بيان شامل بكل ذلك.
ما هو تعريف فعل الأمر
يعرف فعل الأمر بأنه كل فعل يستخدم بين شخصين أو مجموعة من الأشخاص ويراد به طلب القيام بمهمة أو فعل ما، ويمكن أن يستخدم فعل الأمر لطلب القيام بشيء في زمن المستقبل.
وتتواجد عدة علامات تميز فعل الأمر عن كلا من الفعلي الماضي والمضارع، حيث أن فعل الأمر يقبل نون التوكيد بنوعيها الخفيفة والثقيلة، وذلك مع الدلالة على الأمر من خلال صيغته، مثل أن نقول: اضربنّ واكتبَنْ.
وفيما يلي بعض الأمثلة على فعل الأمر:
- أطعم القطة.
- إلعب بالكرة.
- نظف الطاولة.
- نم قليلا.
- أسرع في الجري.
- إمضخ الطعام جيدا.
- أشعل المصباح الكهربائي.
- أزل الغبار.
- إستيقط مبكرا.
حالات وعلامات بناء فعل الأمر
من المعروف أن الأصل في فعل الأمر هو البناء، حيث أن فعل الأمر لا يكون معربا بأي حال من الأحوال، وتتواجد عدة حالات وعلامات لبناء فعل الأمر، وفيما يلي بيان شامل بتلك الحالات والعلامات:
السكون
يعتبر السكون هو العلامة الأصلية لبناء فعل الأمر، ويتم بناء فعل الأمر على السكون في حالتين، وهما كالآتي:
إذا كان فعل الأمر صحيح الآخر ولم يتّصل بضمير: كأن نقول (إذهب إلى البيت)، فبُني فعل الأمر (إذهب) في هذا المثال على السكون، وذلك لأنه فعل صحيح الآخر ولم يتصل بضمير،
ويتم إعرابه في هذا المثال على أنه فعل أمر مبني على السكون، والفاعل في هذا المثال ضمير مستتر وجوبا تقديره (أنت).
إذا اتّصل فعل الأمر بنون النّسوة: وذلك كأن نقول (يا فتياتُ اسمعْنَ)، فيُبني فعل الأمر (اسمعْ) في تلك الحالة على السكون،
وذلك لأن فعل الأمر في هذا المثال إتصل بنون النسوة، ويتم إعراب فعل الأمر في هذا المثال على أنه فعل أمر مبني على السكون، وتعرف نون النسوة على أنها ضمير متّصل مبنيّ في محل رفع فاعل.
لا تفوت فرصة التعرف على: النحو والصرف | أهميتهما في اللغة العربية والفرق بينهما 2025
الفتح
يتم بناء فعل الأمر على الفتح إذا كان متصلا بنون التوكيد الثقيلة (نَّ) أو الخفيفة (نْ)، كقولنا (يا محمّد ادرسَنْ الكتابَ)، ففعل الأمر في هذا المثال قد بني على الفتح، وذلك لأنه قد إتصل بنون التوكيد الخفيفة (نْ).
ويتم إعراب الفعل (ادرسَنْ) على أنه فعل أمر مبني على الفتح لأنه متصل بنون التوكيد الخفيفة، وتعرب نون التوكيد الخفيفة على أنها حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل في هذا المثال هو ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
أما لو قولنا في مثال آخر (احفظَنَّ الدرس)، ففي تلك الحالة يكون فعل الأمر (إحفظَ) مبني على الفتح، وذلك لأنه قد إتصل بنون التوكيد الثقيلة (نَّ).
ويتم إعراب الفعل (احفظَنَّ) على أنه فعل أمرٍ مبنيّ على الفتح وذلك لإتصاله بنون التوكيد الثقيلة، بينما تعرب نون التوكيد الثقيلة على أنها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، ويكون الفاعل في هذا المثال ضمير مستتر وجوبًا تقديره أنت.
حذف حرف العلة
يتم بناء فعل الأمر على حذف حرف العلة من آخره إذا كان الفعل معتل الآخر، وتتمثل حروف العلة في الألف والواو والياء، ويكون البناء في تلك الحالة على النحو الآتي:
معتلّ الآخر بالألف
يبنى فعل الأمر المعتل الآخر بالألف على حذف حرف الألف من آخره، كأن نقول (إسعَ إلى فعل الخير)، حيث تم بناء فعل الأمر في هذا المثال على حذف حرف العلة (الألف).
إذ أن الأصل في الفعل هو (إسعى)، والمضارع منه هو (يسعى)، وقد بقيت الفتحة في (إسعَ) للدلالة على الألف المحذوفة.
ويعرب فعل الأمر (إسعَ) في هذا المثال على أنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة (وهو الألف) من آخره، والفاعل في ذلك المثال عبارة عن ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
لا تفوت فرصة التعرف على: كان وأخواتها | كان وأخواتها وطرق إعراب تلك القاعدة النحوية
معتلّ الآخر بالياء
يتم بناء فعل الأمر على حذف حرف العلة (الياء) إذا كان متعلا به في آخره، مثل أن نقول (إسقِ الأشجارَ)، حيث تم بناء فعل الأمر (إسقِ) في هذا المثال على حذف حرف العلة الياء.
إذ أن الأصل في هذا الفعل هو (إسقي) والفعل المضارع منه هو (يسقي)، وقد بقيت الكسرة في نهاية فعل الأمر للدلالة على الياء المحذوفة.
ويتم إعراب فعل الأمر (إسقِ) في هذا المثال على أنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة (الياء) من آخره، والفاعل في هذا المثال عبارة عن ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
معتلّ الآخر بالواو
يبنى فعل الأمر بحذف حرف الواو إذا كان متعلا به في آخره، مثل قولنا (إدعُ إلى الله بالخلق الحسن)، حيث تم بناء فعل الأمر في هذا المثال على حذف حرف العلة وهو الواو.
إذ أن الأصل من هذا الفعل (إدعو) والفعل المضارع منه هو (يدعو)، وقد بقيت الضمة في نهاية الفعل (إدعُ) للدلالة على حرف العلة (الواو) المحذوف.
ويتم إعراب فعل الأمر (إدعُ) المتواجد في هذا المثال على أنه فعل أمر مبني على حذف حرف العلة (الواو) من آخره، والفاعل في تلك الجملة هو ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت.
لا تفوت فرصة التعرف على: ادوات نصب وجزم الفعل المضارع مع الامثلة
حذف النون
يبنى فعل الأمر على حذف النون إذا وجد في آخره، وذلك لأنه من الأفعال الخمسة على النحو الذي قرر في أصل إشتقاقه، حيث أن فعل الأمر قد أشتق من الفعل المضارع.
ويتم إلحاق واو الجماعة بالألف الفارقة، وذلك للقيام بالتفريق بين واو الجمع اللاحقة للأسماء وواو الجماعة اللاحقة للأفعال، وتكون للفرق بين الأفعال معتلة الواو، وكذلك الأفعال المسندة إلى واو الجماعة.
وتكون حالات بناء فعل الأمر على حذف النون كما يلي:
إذا اتّصل فعل الأمر بواو الجماعة: مثل أن نقول (أتقنوا أعمالكم)، ففي تلك الحالة يتم بناء فعل الأمر على حذف النون، وذلك لأنه قد إتصل في هذا المثال بواو الجماعة،
وتعرف الألف التي لحقت واو الجماعة بأنها الألف الفارقة، ويعرب فعل الأمر في هذا المثال على أنه فعل أمر مبني على حذف النون، وذلك لأنه من الأفعال الخمسة، وتعرب واو الجماعة على أنها ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
إذا اتّصل فعل الأمر بياء المخاطَبة: كأن نقول (إقرأي كتب الرافعيّ)، فيتم بناء فعل الأمر في ذلك المثال على حذف النون وذلك لأنه قد إتصل بياء المخاطبة،
ويعرب فعل الأمر في هذه الجملة على أنه فعل أمر مبني على حذف النون وذلك لأنه من الأفعال الخمسة، وتعرب ياء المخاطبة على أنها ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
إذا اتّصل بألف الإثنين: مثل أن نقول (إسبحا نحوَ القارب)، فيتم بناء فعل الأمر في تلك الحالة على حذف النون، وذلك لإتصاله بألف الإثنين،
ويتم إعراب فعل الأمر (إسبح) الوارد في المثال السابق على أنه فعل أمر مبني على حذف النون وذلك لأنه من الأفعال الخمسة، ويعرب ألف الإثنين على أنه ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
وقد إتفق بعض علماء النحو واللغة العربية على قاعدة تقوم بجمع الحالات الأربعة لإعراب فعل الأمر، حيث تنص تلك القاعدة على (يبنى فعل الأمر على ما يجزم به مضارعه).
وفي الحقيقة هذه القاعدة ليست مطردة كما يظهر، وذلك لأن الفعل المضارع لا يصح القيام بجزمه إذا كان متصلا بشكل مباشر بأحد النونات الثلاثة، وهم (نون التوكيد الخفيفة، نون التوكيد الثقيلة، نون النسوة).
وفيما يلي بعض الأمثلة على تلك القاعدة:
إدرس الدرس: يتم التعبير عنه في حالة الجزم بقولنا (لم يدرس)، فحينها يكون الفعل مجزوما على السكون، وهو كذلك في حالة فعل الأمر،
فيتم إعراب فعل الأمر على أنه فعل أمر مبني على السكون، والفاعل في هذه الجملة ضمير مستتر جوازا تقديره هو.
ارجعا إلى المنزل: يعبر عنه في حالة الجزم بأن نقول (لم يرجعا)، فيكون الفعل مجزوما على حذف حرف النون لأنه من الأفعال الخمسة،
ويكون على هذا النحو في حالة فعل الأمر، فيتم إعرابه على أنه فعل أمر مبني على حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، ويعرب ألف الإثنين على أنه ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
لا تفوت فرصة التعرف على: اقسام الكلام في اللغة العربية وتعريف الاسم والفعل والحرف
ما هي صيغ فعل الأمر
تتواجد عدة صيغ لفعل الأمر، ومن أهم وأبرز تلك الصيغ ما يلي ذكره:
- صيغة (إفعل)، وهي صيغة فعل الأمر الأصلية، مثل أن نقول (إرمِ الكرة)، فتكون (إرم) فعل أمر مبني على حذف حرف العلة (وهو الياء) من آخره.
- صيغة الفعل المضارع المجزوم بلام الأمر، مثل أن نقول (المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يُخالل)، وتعرف اللام في كلمة (فلينظر) على أنها لام الأمر وهي حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وفعل (ينظر) يعرب على أنه فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه السكون الظاهرة على آخره.
- صيغة إسم فعل الأمر، ويكون عبارة عن كلمة مبنية تدل على معنى فعل الأمر، كأن نقول (دونك الكتاب)، فيتم إعراب (دونك) في تلك الحالة على أنه إسم فعل أمر (بمعنى خذ) مبني على الفتح، والفاعل في هذه الجملة ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت، والكاف هنا للخطاب.
- صيغة المصدر النائب عن فعله، وهو عبارة عن مصدر يقوم بالإنابة عن فعله ويؤدي معناه، مثل ما جاء في قول الله تعالى:
{فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُم}
حيث يتم إعراب كلمة (ضرب) الواردة في الآية الكريمة على أنها مفعول مطلق لفعل محذوف وقد ناب المصدر عن فعله بالأمر (حتّى).
بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو فعل الأمر وعلى حالات وعلامات بنائه بالتفصيل، كما تعرفنا على صيغه المتعددة.