تعريف النظام الرأسمالي وأسباب ظهوره ومميزاته ومساوئه
تعرف على النظام الرأسمالي وعلى تعريف النظام الرأسمالي وأسباب ظهوره ومميزاته ومساوئه بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث يعد النظام الرأسمالي أحد أدوات الإقتصاد الحديث، لذلك نجد بعض الدول تعتمد على هذا النظام في وقتنا الحالي، كما يبحث البعض الآخر منها عن نظام جديد، خاصة بعد فشل النظام الإشتراكي، وفيما يلي سنتعرف على مفهوم النظام الرأسمالي وعلى أسباب ظهوره ونشأته وعلى إيجابياته وسلبياته والفرق بينه وبين النظام الإشتراكي بالتفصيل.
تعريف النظام الرأسمالي ومفهومه
تتواجد عدة أنظمة إقتصادية في العالم، ويعد أشهر نظامان إقتصاديان في العالم أجمع هما النظام الرأسمالي والنظام الإشتراكي.
ويعرف عن هذان النظامان إنهما نقيضان لبعضهما البعض، أي أنهما يختلفان عن بعضهما البعض من حيث الأسس والإسلوب وغيرهما.
وقد قامت بعض الدول بتطبيق كل منهما، إذ طبقت كل من روسيا والصين النظام الإشتراكي، بينما قامت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بتطبيق النظام الرأسمالي.
ويعرف النظام الرأسمالي بأنه نظام مالي وإقتصادي ظهر بعد الإنهيار التام للنظام الإقطاعي، ويعتبر النظام الرأسمالي هو النظام الإقتصادي المهيمن على العالم الغربي حتى وقتنا الحالي.
وتكون معظم وسائل الإنتاج في النظام الرأسمالي مملوكة ملكية خاصة، ويتم توزيع الدخل في هذا النظام من خلال القيام بتشغيل الأسواق والإنتاج بشكل كبير.
كما يطلق على النظام الرأسمالي إسم إقتصاد السوق الحرة أو الإقتصاد الحر، وقد تطور النظام الرأسمالي في القرون السادس والسابع والثامن عشر مع النمو الكبير لصناعة الأقمشة الإنجليزية.
ويعد الأمر الذي ميز النظام الرأسمالي عن غيره من الأنظمة الإقتصادية هو القيام بإستخدام رأس المال المتراكم لتوسيع وتكبير القدرة الإنتاجية.
وذلك بدلا من الإستثمار في كافة المؤسسات غير المنتجة إقتصاديا، وتعد الكاتدرائيات أحد أشهر تلك المؤسسات الغير قادرة على زيادة الإنتاج الإقتصادي.
كما يعرف النظام الرأسمالي بأنه نظام إقصادي مالي، يقوم بشكل رئيسي على أساس الرفع من شأن المادة لكي تكون في طليعة الأولويات على الصعيد الإقتصادي في المجتمع.
ويعد أهم مبادئه على الإطلاق هو فصل الدين عن الحياة، كما يركز النظام الرأسمالي على الملكية الفردية الشخصية وضرورة تنمية رؤوس الأموال وزيادتها بكافة الأساليب والطرق المختلفة.
وذلك كي يتمكن من تلبية جميع إحتياجات الإنسان بشقيها الأساسية والكمالية، ويقوم هذا النظام بالتركيز على زيادة ثروات الإنسان وممتلكاته بشكلٍ بعيدٍ عن تدخلات الدولة ونظامها السياسي في ذلك.
حيث إنه يستند ويقوم على كل من التملك والبيع والشراء والإستيراد والتصدير وغيرها الكثير من الأنشطة الإقتصادية المتنوعة والمختلفة.
بالإضافة إلى أنه يقوم بإلغاء حرية الآخرين إن تطلب الأمر إلى ذلك، وذلك من خلال سن القوانين التي تقوم بحماية الأموال والممتلكات دون مراعاة الغير.
لا تفوت فرصة التعرف على: العلاقة بين النظام الاقتصادي المختلط والإسلامي
أسباب ظهور النظام الرأسمالي ونشأته
لقد بدأ النظام الرأسمالي في الظهور على كافة الأشياء التي تبقت من مخلفات الإقطاعية، وذلك عقب النظام البرجوازي.
وقد ساهمت كلا من الثورات والحروب على إنتشار النظام الرأسمالي بشكل كبير جدا في ذلك الوقت، وهو الأمر الذي أدى إلى تراكم الثروات والكثير من الأموال.
وقد بدأت ملامح النظام الرأسمالي الأولى بالظهور من خلال المناداة بعزل تدخل البابا في النظام الإقتصادي وتقليل دوره المتعارف عليه.
ثم قام الكثيرون بالمناداة بضرورة وضع وسن كافة القوانين التي تخص الإقتصاد في المجتمع، كما أشار هؤلاء الأشخاص بأنه لا يجوز لأي أحد مهما كان أن يقوم بحد قوة الإقتصاد أو تأثيره.
وهو الأمر الذي يعني منع الدولة من التدخل في مجال الإقتصاد بأي شكل من الأشكال، وتحديد صلاحياتها ومسؤولياتها في توفير الأمن والحماية لأفراد المجتمع وممتلكاتهم.
وقد ساهمت كافة الأخلاقيات التي رعاها الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر الميلادي في ظهور ونشأة النظام الرأسمالي، حيث قامت تلك الأخلاقيات بنفي الإزدراء التقليدي لكلا من الجهد والعمل الجاد.
كما تواجدت بعض العوامل الأخرى التي ساعدت على ظهور النظام الرأسمالي كالتضخّم الناتج في الأسعار وزيادة البضائع الكثيرة المعروضة من المعادن النفيسة في أوروبا.
وقد إستفاد أصحاب رؤوس الأموال في هذا الوقت، حيث أن الأجور لم ترتفع في الوقت الذي إرتفعت فيه الأسعار.
لا تفوت فرصة التعرف على: مفهوم التنمية الاقتصادية وأهميتها وعناصرها
فوائد النظام الرأسمالي ومميزاته
تتواجد بعض الفوائد والمميزات للنظام الرأسمالي، ومن أهم تلك الفوائد والمميزات ما يلي:
- تمكن النظام الرأسمالي من تحقيق أفضل المنتجات بأفضل الأسعار، حيث أن المستهلكين يدفعون أكثر مقابل المنتجات ذات الجودة العالية.
- أصبحت الشركات المتنوعة تتنافس مع بعضها البعض للقيام بإنتاج أفضل السلع بأقل سعر ممكن، وذلك لزيادة أرباحها، وقد ساهم هذا الطابع التنافسي في زيادة الإنتاج بشقيه النوعي والكمي.
- شجّع النظام الرأسمالي على الإبتكار، حيث ساهم في القيام بالإبتكار في أساليب إنتاج أكثر كفاءةً، كما أنه ساعد على إبتكار منتجات جديدة أيضا.
- يقوم النظام الرأسمالي على الملكية الفردية لكافة عناصر الإنتاج، والتي تعني الحرية الكاملة لتصرف الأشخاص بثرواتهم وممتلكاتهم، حيث يتوجب على المجتمع القيام بحماية كافة حقوق كلا من المنتجين وأصحاب رؤوس المال.
- تعد رغبات المستهلك في النظام الرأسمالي هي أساس الإنتاج، فالذي يقوم بتحديد الكميات التي يزودها المنتجون والتجار للأسواق هي حاجات المستهلك.
- يعد دافع الربح هو الحافز الأول والأخير لزيادة الإنتاج في النظام الرأسمالي.
مساوئ النظام الرأسمالي وسلبياته
تواجدت بعض المساوئ والسلبيات في النظام الرأسمالي، وتمثلت تلك العيوب والسلبيات في النقاط الآتية:
- لقد إتسم النظام الرأسمالي بالأنانية، حيث تركز رؤوس الأموال في يد فئةٍ معينةٍ من التجار وأصحاب الأموال.
- جعل النظام الرأسمالي العالم أشبه بغابةٍ كبيرة، يقوم القوي بإستغلال الضعيف فيها، وهو الأمر الذي أدى إلى إنتشار العداوات والبغضاء والحروب بين أفراد المجتمع وبعضهم البعض.
- لقد إنتشر الفقر الزائد بين شريحة متلقي الخدمات أو المستهلكين، وذلك بسبب طمع التجار الكبير وإبتزازهم للأيدي العاملة بشكلٍ لا يتناسب إلا مع مصالحهم.
- يقوم النظام الرأسمالي على أساس مادي بحت، حيث أنه يقوم بمطالبة المستهلكين بفوائد عالية جدا.
- لا يوفر النظام الرأسمالي فرص متكافئة ومنافسة متساوية بين جميع أفراد المجتمع الواحد، مما يعني أنه لا يستطيع الجميع المنافسة في النظام الرأسمالي، فلا يتمكن كل من المعاقين والذين يفتقرون إلى الدعم والتعليم وأيضا كبار السن من المشاركة في النظام الرأسمالي.
- يقوم النظام الرأسمالي بتجاهل كافة العواقب الجانبية التي تنتج عن إنتاجه، وتتمثل تلك العواقب الجانبية في التغير المناخي والتلوث، وهو الأمر الذي يعمل على توفر البضائع وإتاحتها بأرخص الأسعار.
- ساهم النظام الرأسمالي في إستنفاذ الكثير من الموارد الطبيعية، بالإضافة إلى التقليل من جودة الحياة في جميع المناطق المتضررة.
لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو الاقتصاد الجزئي والكلي وما هي انواع الاقتصاد الاخري
الفرق بين الرأسمالية والإشتراكية
يعد الفرق الأساسي والرئيسي بين النظامين الإقتصاديين الرأسمالي والإشتراكي هو ملكية كافة وسائل الإنتاج والقدرة على التحكّم بها.
ففي النظام الرأسمالي يمتلك أفراد المجتمع كلا من العقارات والشركات، بينما تقوم الحكومة بإمتلاك كافة وسائل الإنتاج الرئيسية والقدرة على السيطرة عليها في النظام الإشتراكي.
وفيما يلي بيان شامل لتوضيح كافة الإختلافات بين النظامين الرأسمالي والإشتراكي:
الإنصاف
يهتم النظام الإشتراكي بإعادة توزيع كلا من الموارد والثروة من الأغنياء للفقراء في المجتمع الواحد، حتي يتم بذلك تحقيق الإنصاف والتساوي فيما بينهم،
بينما لا يهتم النظام الرأسمالي بتلك المساواة والعدالة، وذلك بحجة أن القيام بعدم المساواة بين أفراد المجتمع هو ما يدعو إلى الإبتكار والتميز وزيادة الإنتاج.
الكفاءة
في النظام الرأسمالي يقوم حافز الربح بدفع الشركات إلى التطور المستمر وإبتكار الكثير من المنتجات الجديدة وطرحها في الأسواق،
بينما تنتقص الكفاءة اللازمة في الإنتاج في النظام الإشتراكي، حيث أن بدون الدافع القوي لكسب مزيد من الأموال لا تتواجد الحاجة إلى القيام بجهد إضافي للتطوير والإبتكار.
العمالة
يتميز النظام الإشتراكي بالعمالة المتكاملة، حيث أن الدولة هي من تقوم بتوظيف الأيدي العاملة فيه، بينما يختلف الحال في النظام الرأسمالي من حيث التوظيف،
فيكون التوظيف أحد مسؤوليات أصحاب رؤوس الأموال، وهو الأمر الذي يؤدّي إلى إنتشار البطالة خلال فترات الكساد والركود الإقتصادي.
بذلك نكون قد تعرفنا على مفهوم النظام الرأسمالي وتعريفه وعلى كافة أسباب ظهوره ونشأته، كما تعرفنا على فوائد هذا النظام ومميزاته وعلى عيوبه وسلبياته المتعددة، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على الفرق بين النظام الرأسمالي والنظام الإشتراكي بالتفصيل.