اتفاقية بريتون وودز للعلاقات المالية والتجارية
اتفاقية بريتون وودز هي عبارة عن نظام وضع قواعد للعلاقات المالية والتجارية الكبرى والعالمية، ويعتبر هذا الموضوع هو واحد من أهم وأبرز الموضوعات السياسية التي تمس جميع دول العالم، ولذلك سوف يكون حديثنا اليوم عن هذه الاتفاقية وكل ما يحيط بها من معلومات وتفاصيل من أهداف ومؤسسات ودوافع وصولًا إلى مرحلة انهيار هذا النظام بالكامل، كل ذلك وأكثر سوف نعرضه لكم من خلال هذا المقال.
تعريف اتفاقية بريتون وودز
اتفاقية بريتون وودز أو مؤتمر بريتون وودز وهو بالإنجليزية يعني Bretton Woods Conference وهي عبارة عن اتفاقية تم عقدها لأول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية،
وتحديدًا في منطقة بريتون داخل ولاية نيوهامبشير، وكان ذلك في الأول من شهر يوليو من عام 1944 وهو بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
وكانت هذه الاتفاقية تضم أربع وأربعين دولة أو حكومة كان على رأسها دولة روسيا أو الإتحاد السوفيتي سابقًا، واستمر عقد الاتفاقية حتى الثاني والعشرين من شهر يوليو وبدأت تضع الاتفاقية نظام أساسي يعمل في الأساس في تنظيم جميع الإجراءات المالية بعد انقضاء الحرب.
كما استهدف المؤتمر وضع مجموعة من الخطط وذلك من أجل استقرار النظام المالي في جميع دول العالم وتشجيع الاقتصاد العالمي خاصًة بعد ما خلفته الحرب العالمية الثانية.
دوافع اتفاقية بريتون وودز
كانت الدوافع وراء اتفاقية بريتون وودز هو ما حدث في البلاد أثناء الحرب العالمية الثانية من خراب ودمار، وكانت دولة بريطانيا العظمى هي أكثر الدول التي كانت بحاجة إلى عمل مثل هذه الاتفاقية وذلك بسبب غرقها في الديون للولايات المتحدة الأمريكية.
أما أمريكا فكانت تعتمد على التجارة الدولية كسياسة لتعاملاتها، ولذلك بسبب الديون المستحقة للولايات المتحدة من قبل المملكة المتحدة كان لابد من انعقاد هذه الاتفاقية.
شاهد أيضًا: معلومات تفصيلية عن بنود اتفاقية لاهاي
المؤسسات التي أنشئت بموجب اتفاقية بريتون وودز
تعتبر اتفاقية بريتون وودز أو مؤتمر بريتون وودز هي المسؤولة عن إنشاء منظمتين دوليتين كبار وهما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، وبعد ذلك تم إنشاء منظمة التجارة العالمية كإحدى هذه المؤسسات والتي شهدت مزيد من التطور في السنوات الماضية.
لعبت كل منظمة من هذه المنظمات أدوارًا كبرى وفعالة، كما تقرر من خلال هذه الاتفاقية جعل الدولار الأمريكي هو العملة الدولية الرئيسية، ويعد بزوغ هذه الاتفاقية في هذا التوقيت هو أبرز وأهم معالم التطور الاقتصادي الدولي.
هذا وقد عبرت الاتفاقية عن المصالح الاقتصادية والطموحات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية من الدرجة الأولى، وذلك من أجل السيطرة على العالم وعلى ثروات الشعوب ويتم ذلك من خلال المنظمات المالية والدولية وذلك بهدف مصالحها على المستوى السياسي والاقتصادي والأيدولوجي.
تعد هاتين المنظمتين هما الأقدم على المستوى الاقتصادي العالمي، أما المنظمة الثالثة فقد ظهرت مؤخرًا، كان لهذه المؤسسات الدور في ترسيخ مبادئ العولمة والتي هدفت إلى إسقاط نظام السيادة الوطنية، هذا وقد انعكست سياسات صندوق النقد الدولي على الدول النامية بينما أثر البنك العالمي على سيادة الدول النامية أيضًا.
قد يهمك أيضًا: معلومات تفصيلية عن اتفاقية مونتريال السعودية
أهداف اتفاقية بريتون وودز
كان لاتفاقية بريتون وودز عدة أهداف من أهمها هي محاولة إيجاد حالة من الثبات في أسعار الصرف والسياسات النقدية بين دول العالم،
وذلك عن طريق وضع حجر الأساس الذي تنقل من خلاله الأموال بين دول العالم من أجل تسهيل عمليات التجارة، أما الاتحاد السوفيتي الذي كان ضمن الدول المشاركة في المؤتمر قد شعر بوجود هيمنة للنظام الأمريكي وبالتالي لم ينضم إلى عضوية صندوق النقد الدولي.
أما أهداف الصندوق فكانت عبارة عن تشجيع التعاون الدولي ومن خلال ذلك يتم عمل نظام متعدد الأطراف من أجل التحكم في تغيير أسعار المصرف بين الدول على أساس من التعاون والتفاهم.
مع العمل بالدولار الأمريكي كعملة أساسية وذلك لملء الفراغ الذي ظهر بعد انهيار قاعدة الذهب، هذا وقد عبرت الاتفاقية في الأساس عن المصالح الاقتصادية ومحاولة التعاون بين الدول على أسس عادلة تحقق الاستقرار الاقتصادي العالمي.
شاهد أيضًا: اثار الحرب العالمية الأولى ونتائجها على مصر والشرق الأوسط
مؤسسات بريتون وودز
نتج عن اتفاقية بريتون وودز تأسيس مؤسسات هامة في العالم وهي:
- صندوق النقد الدولي الذي تم إنشائه في 27 من ديسمبر عام 1945.
- البنك الدولي للإنشاء والتعمير.
- منظمة التجارة العالمية في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعرف على: اتفاقية سايكس بيكو | كل ما تريد معرفته عن سايكس بيكو
انهيار اتفاقية بريتون وودز
رغم أن نظام بريتون وودز كان هدفه الأساسي هو دفع الاقتصاد العالمي الرأسمالي للأمام بعد ما خلفته الحرب العالمية الثانية من دمار،
إلا أن هذا النظام قد انهار وذلك كان بسبب ما العيوب التي تضمنها النظام نفسه، وكذلك الشروط التي قام عليها هذا النظام ومن أهم أسباب انهياره هي:
- ثبات العملة واعتبار الدولار الأمريكي هو العملة الأساسية وهو ما لم يتقبله الناس.
- نقص الدولار الأمريكي وزيادة نسبة العجز في الولايات المتحدة الأمريكية وهي أسباب لانهيار النظام.
- الأزمة الاقتصادية التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية والتي أفقدتها القدرة على تحويل الذهب من الدولار الأمريكي إلى الخارج.
- العجز المالي الضخم وارتفاع أسعار النفط وزيادة الإنفاق، كل ذلك كان له تأثير كبير على سعر صرف الدولار.
وقد استمر العمل بهذا النظام حتى أعلن الرئيس الأمريكي نيكسون عدم قابلية تبديل الدولار إلى ذهب والذي يعد أهم أهداف وأساسيات الاتفاقية، وكان ذلك في منتصف شهر أغسطس عام 1971 رغم ما شهده هذا النظام من نجاح إلا أنه لم يستمر.
اقرأ أيضًا: اتفاقية كامب ديفيد | اهم بنودها وحقائقها
في ختام مقالنا، نتمنى أن نكون قد استطعنا تقديم جميع المعلومات والبيانات المطلوبة عن اتفاقية بريتون وودز والتي كان لها مجموعة من الأهداف السامية لكنها لم تستمر طويلًا وانهارت مثلها مثل كثير من الاتفاقيات التي شهدها العالم.