ما هو التعليم المدمج ومزاياه
ما هو التعليم المدمج سؤال يطرحه الكثيرون، خصوصًا بعد تفشي الكورونا واتجاه كثير من البلدان لتغيير أنظمة التعليم المُتبعة فيها بما يلائم الظروف الصحية والاجتماعية الجديدة التي فرضتها الجائحة، وقد كان نظام التعليم المدمج أحد الأنظمة الجديدة التي اعتمدتها كثير من الدول خلال تلك الفترة فما هو هذا النظام وما أهم سماته؟ عبر موقع مُحيط.
ما هو التعليم المدمج
التعليم المدمج هو نظام تعليمي يجمع ما بين التعليم من خلال الإلقاء والتواصل المباشر داخل قاعات الدرس أو المحاضرات (أي التعليم التقليدي) من جهة، وبين التعليم الإلكتروني غير المباشر وغير المتزامن من جهة أخرى.
أي أن التعليم المدمج هو نمط جديد لبرامج التعلم والتدريب يقوم على توظيف الكثير من الأدوات والمستحدثات التكنولوجية، وبما يسمح بالدمج بين المحتوى المطلوب تدريسه والأهداف التعليمية المراد الوصول إليها،
وبين أنشطة التعلم وأساليب توصيل المعلومات المختلفة، سواءً في الدروس النظرية أو العملية، بجانب التواجد الفعلي للمعلم مع طلابه.
اقرأ أيضاً المزيد من الآتي: مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم
معاني مختلفة للتعليم المدمج
رغم أن الأمر قد يبدو واضحًا، إلا أنه لا يوجد اتفاق حقيقي حول مفهوم التعليم المدمج ومعانيه، ويرجع ذلك لكون كافة التعريفات المتوفرة قاصرة أو غير مكتملة،
كما أن كثيرًا من تلك التعريفات تُحدث نوعًا من الخلط بينه وبين التعليم الإلكتروني والتعليم الهجين، ولا توضح مواصفات وسمات خاصة به دون غيره، ومن بين تعريفاته المتعددة ما يلي:
- التعليم المدمج يشير إلى الدمج بين أشكال وادوات تكنولوجية مختلفة معتمدة على شبكة الإنترنت من أجل تحقيق الأهداف التعليمية.
- المزج بين نظريات وطرق التدريس المختلفة، مثل النظرية المعرفية السلوكية والبنائية.
- دمج أحد أشكال التقنية مع التواجد الحقيقي للمعلم في قاعات الدرس والتقائه وجهًا لوجه مع طلابه.
- مزج التقنيات الإلكترونية المستخدمة في التدريس مع بعض الأنشطة ومهام العمل الحقيقية، بما يساعد على إنتاج إبداعات فعلية تحقق نوعًا من الارتباط والانسجام بين ما هو نظري وما هو عملي في مجال التعلم.
قد يهمك الاطلاع على المزيد من المعلومات من خلال ما يلي: ما هو التعليم الفني العالي والمهني والصناعي
الفرق بين التعليم المدمج والتعليم الهجين
وغالبًا ما يحدث خلط بين هذا المفهوم السابق للتعليم المدمج وبين التعليم الهجين، ويرجع ذلك للتشابه الكبير بينهما وصعوبة التفريق بين النظامين،
لكن جوهر الاختلاف بينهما يتمثل في كون التعليم الهجين طريقة تجمع ما بين التعليم عن بعد والتعليم المباشر المتزامن من خلال فصول التعلم الافتراضية.
يُمكنك إثراء معلوماتك من خلال الآتي: فوائد الأجهزة الذكية للأطفال وفي التعليم| أشهر 7 أنواع الأجهزة الذكية
مزايا التعليم المدمج
لا يمكن الإجابة على سؤال ما هو التعليم المدمج بدون الإشارة لأهم المزايا التي يتمتع بها هذا النمط التعليمي، وهي:
- الجمع بين مميزات نظام التعليم التقليدي والإلكتروني.
- تدريب الطلاب على التوظيف والاستخدام الصحيح لتكنولوجيات التعليم الإلكتروني.
- تدعيم أساليب التعليم التقليدية بأساليب أخرى إلكترونية تزيد من فرص استيعاب الطلاب للموضوعات المدروسة وتفاعلهم معها.
- استغلال كامل لكل الإمكانات التعليمية المتوفرة، سواءً قاعات الدرس أو الأجهزة المختلفة.
- تسهيل ودعم التفاعل بين الطلاب مع بعضهم من ناحية، وبينهم وبين المعلم من ناحية أخرى.
تابع قراءة المزيد حول: بحث عن التربية والتعليم | أهمية كلا منهما والفرق بينهما 2025
أسباب الاهتمام بالتعليم المدمج
أشارت كثير من الدراسات إلى أهمية نظام التعليم المدمج وفاعليته، سواءً بالنسبة للمعلمين أو الطلاب، كما أثبتت العديد من الدراسات أيضًا زيادة التحصيل الدراسي،
ودرجة الاستيعاب لدى الطلبة الذي تعلموا باستخدام النظام المدمج مقارنةً بأقرانهم الذي تلقوا دروسهم بالطريقة التقليدية وكذلك الطلبة الذي تعلموا باستخدام النظام الإلكتروني الكامل.
كما أن هذا النظام وفر ما يٌقدَّر بحوالي نصف الوقت والتكلفة اللذين تحتاجهما العملية التعليمية التقليدية، هذا بجانب زيادة رغبة الطلاب ودافعيتهم للتعلم،
وتطوُّر مستويات المعرفة والأداء لديهم، وإتاحة الفرصة لكل طالب بأن يتعلم وفق سرعته الذاتية، وهو ما أدى إلى شعور الطلبة بالمساواة.
عيوب التعليم المدمج
برغم كل هذه الميزات التي عرضناها في ضوء إجابتنا على سؤال ما هو التعليم المدمج، إلا أنه هناك مجموعة من العيوب الخاصة بهذا النظام التعليمي، وهي:
مشكلات البنية التحتية
إذ تحتاج الدول التي تتبنى هذا النظام التعليمي إلى تطوير بنيتها التحتية التكنولوجية بما يسمح لها بتوظيف هذا النظام، ومن ذلك توفير القوى العاملة المختصة بمجال تكنولوجيا المعلومات داخل المؤسسات التعليمية،
وذلك من اجل التصدي السريع لأي أعطال قد تتعرض لها الأجهزة أثناء العملية التعليمية، وكذلك توفير الميزانية المناسبة لشراء هذه المعدات التكنولوجية.
عدم القدرة على استخدام التكنولوجيا
لا بد أن تكون الأجهزة والأدوات المستخدمة في عملية التعليم المدمج سهلة الاستخدام وغير معقدة، وفي حال كان هناك أمية تكنولوجية يعاني منها المعلمون أو الطلبة؛
فإن المؤسسة التعليمية تحتاج إلى محوها عبر بعض البرامج التدريبية، وهنا تبرز أهمية توفير الدعم الفني والمدربين المحترفين.
عدم الانضباط
عادةً ما يلجأ الطلاب إلى عدم الانتظام في دروسهم الإلكترونية، إذ يفضلون تجميع عدد من المحاضرات أو الدروس معًا والاستماع إليها مرةً واحدة بدلًا من حضور كل درس على حدة،
وهو ما يزيد من نسب الغياب عند الطلبة، وبالطبع فإن هذا يقلل من درجة تفاعلهم مع المقرر وفرصهم في طرح الاسئلة التي تؤدي لمزيد من الفهم.
وحتى نكون قد أوضحنا ما هو التعليم المدمج بالشكل الكافي، بقي أن نشير إلى أنه يمثل حالة من التكامل بين الطرق التقليدية والإلكترونية تسير وفق خطة موضوعة تخدم أهداف العملية التعليمية، ورغم ميزاته المتعددة؛ إلا أنه لا زال يمثل أداةً تعليمية حديثة نسبيًا لا يفضل كل المعلمين استخدامها.