اتقوا دعوة المظلوم فإن ليس بينها وبين الله حجاب
اتقوا دعوة المظلوم عبر موقع محيط، وهبنا الله عز وجل نعمة كبيرة من نعمة وهي الدعاء، وله آداب كثيرة أعطاها الله عز وجل لنا وبين لنا أوقات نتحرى فيها قبول الدعوة، إلا أنه عز وجل لم يشترط للمظلوم وقت مُعين لتحري استجابة الدعاء، أو آداب، بل إن دعوة المظلوم ليس لها وقت، وليس لها شروط لأنها ليس بينها وبين الله حجاب.
اتقوا دعوة المظلوم
الناظر في بحور السنة النبوية وآيات القرآن العظيم يجد الكثير من النصوص التي تُبين مدى عظمة دعوة المظلوم، وكيف أنها ذات شأن عظيم عند الله عز وجل وأن الله يستجيب لها ولو بعد وقت طويل بدون شروط، أو موانع تمنع استجابتها حتى وإن كان هذا الدعاء من عاص، أو آكل حرام فليس لها أي شروط سوى أنها تكون من المظلوم، سواء أكان هذا المظلوم فاسق أو فاجر أو كافر.
تابع أيضاً: اثر الكلمة الطيبة في النفوس وعلى حياة الفرد والمجتمع
آيات الله عز وجل عن الظلم
جاء ف القرآن الكريم الكثير من الآيات التي نفرت من الظلم والظالمين، وعظم شأن الظالم وحقارته عند الله عز وجل.
- ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾ الشورى: 40
- ﴿أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ الروم: 9
- ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾ الروم: 57
أحاديث نبوية وردت عن اتقوا دعوة المظلوم
- مما جاء في الحث على أن اتقوا دعوة المظلوم: – قوله صلى الله عليه وسلم: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» (متفق عليه) أي الخوف من أن تكون ظالم وتصاب بدعوة مظلوم عليك سوف تجاب من الله لانها ليس بينها وبين الله مانع.
- قال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على الغمام يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» (رواه الطبراني وصححه الألباني) أقسم الله عز وجل على نصرة دعوة المظلوم ولو بعد وقت طويل.
- وقال صلى الله عليه وسلم: « «ثلاث دعوات يستجاب لهن لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده» (رواه ابن ماجه وحسنه الألباني) دل هذا الحديث على عظم الدعوة عند الله وساوى بين استجابته دعاء الوالد على ولده وكذلك المسافر.
- قال صلى الله عليه وسلم: «دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه» (رواه الطيالسي وحسنه الألباني) دل هذا الحديث على عدم تقييد الدعوة بشخص بعينه، بل تقبل وإن كانت من فاجر.
- وقال صلى الله عليه وسلم: «اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب» (رواه أحمد وحسنه الألباني) هذا إن دل على شيء فيدل على عظم هذه الدعوة وعظم بغض الله للظلم حتى وإن كان المظلوم كافر.
للمزيد من المعلومات حول دعاء المظلوم يُمكنك قراءة الآتي: دعاء المظلوم المقهور على الظالم من القرآن
وقت استجابة دعوة المظلوم
دلت الكثير من الأحاديث النبوية على أن اتقوا دعوه المظلوم لأنها لا ترد، إلا أنه لم يحدد الوقت المعين لقبولها، فإن وقت قبولها ليست أمر محدد لك، بل أمر قبولها موكل لله عز وجل الذي يملك كل شيء فهو سبحانه القادر العالم بعباده الذي يمهل ولا يهمل ويعطي العبد حقه ولو بعد حين.
- قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود:102].
- قال تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا} [الكهف:59].
- قال تعالى: {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا} [النمل:52]
الوعيد في هذه الآيات للظالمين شديد وتُرشد إلى أن النجاة في اتقوا دعوة المظلوم فهذا هو المنجى، دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب وان كانت من كافر.
- قال صلى الله عليه وسلم: (اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرًا فإنه ليس دونها حجاب)،
- بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث معنى من أعظم المعاني التي قد يختلف فيها الكثير وهو أن اتقو دعوة المظلوم، لأن الظلم عند الله واحد يعطي فيه حقه للعبد، وذلك دليل على قوة الظلم على المظلوم وكيف أن الظلم من أعظم الحرمات عند الله عز وجل، وأثره السيء على الفرد والمجتمع.
يُمكنك إثراء معلوماتك عبر: اجر الصابرين في الدنيا والآخرة
جزاء الظلم عند الله عز وجل
بين الله عز وجل أن الظلم ظُلمات يوم القيامة فإن الظالم له عقاب من الله في الحياة الدنيا، وله العذاب الأكبر في الآخرة، يقتص الله عز وجل للمظلوم من الظالم حقه في الدنيا، ويقتص له حقه في الآخرة.
- التقليل من عظمة الظلم يؤدي إلى هلاك الظالم، والظلم عند الله عز وجل كبير سواء أكان شيء بسيط أو عظيم لأنه وإن كان شيء بسيط إلا أنه فيه العديد من الظلمات.
- الظلم لا يقتصر على العباد فقط بل عندما يظلم الانسان غيره يكون قد ظلم نفسه ومن حوله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجلٌ: يا رسولَ اللهِ، أنصرُه إذا كان مظلومًا، أفرأيتَ إذا كان ظالمًا كيف أنصرُه ؟ قال: تحجِزُه، أو تمنعُه من الظلمِ فإنَّ ذلك نصرُه.
الظلم هو السبب في سقوط الأمم
عندما دعانا الرسول بأن اتقوا دعوة المظلوم كان هذا هو الخير للأمه فإن نهضة أي أمة تعتمد على العدل أما الظلم فهو السبب الأعظم في سقوط هذه الأمه، لانشغال العباد المظلومين لغلبتهم من الظلم، وطغيانه وتماديه في هذا الظلم، مما يجعله لا يرى أحد غيره فتهلك الأمم ويسقط العدل.
- وعد الله عز وجل المظلوم باستجابة دعوته، لأن الله سبحانه وتعالى عدل حق لا يقبل إلا العدل، فكل هلاك كان بسبب دعوة دعاها مظلوم وكل نجاة كانت بأن اتقوا دعوة المظلوم.
- ومن أمثلة إهلاك الظالمين بدعوة المظلوم أهل مدين وشهرتهم بتطفيف الكيل، وبخس الناس أشيائهم، وقد دعاهم نبي الله عز وجل شُعيب عليه السلام إلى البعد عن الظلم ولكنهم لم يسمعوا له، وسخروا منه.
- فلجأ نبي الله عز وجل إلى الدعاء عليهم وما كان من الله إلا أن قبل دعوته، وأرسل عليهم حر شديداً وأهلكهم أشد الهلاك، وهذا كان عقابهم في الدنيا ولهم العذاب الشديد في الآخرة.
حكم توبة الظالم
إن الله عز وجل يقبل التوبة من عباده جميعًا، ولكن هناك شروط للتوبة ومن شروط توبة الظالم هي:
- الاعتراف بظلمه، ورد الحقوق إلى أهلها، وأن يكون صادقًا في توبته.
- نادم على فعلته لا يرجع إلى ظلمه مره أخرى.
- بعد تحقق هذه الشروط فإن مرده إلى الله عز وجل إن شاء قبل وإن شاء عذب إلا أن الله غفور رحيم.
اتقو دعوة المظلوم هذه الجملة هي مفتاح كل الخير، وتحمل من الفضائل الكثير فيها يسقط الظلم ويعلو الحق والعدل، وتحيا الأمم ويرضى الرحمن، وهي جملة عظيمة شاملة لكل معاني الرحمة إذ أنها تشمل المسلم والعاصي.