فوائد البنوك ورأي الأزهر في فوائد البنوك
فوائد البنوك حلال أم حرام؟ عبر محيط بالتفصيل، يقوم العديد من الأشخاص بإيداع ممتلكاتهم في البنوك، وبعد فترة يحصلون على فوائد بنكية على هذه الأموال، وهذه الفوائد يختلف حولها العلماء فمنهم من يعتبرها ربا وحرام شرعًا، وهناك من يرى أنها حلال وبعيدة كل البعد عن الربا.
نسبة فوائد البنوك
في الفترة الأخيرة قامت البنوك المصرية بتقسيم وتحويل حساب التوفير إلى شرائح أو طبقات، والتي تختلف عن بعضها اختلافًا كبيرًا حسب نسبة الفائدة.
الهدف من ذلك هو خفض وتقليل أعباء الفائدة، حيث يتم حساب نسبة الفائدة بالاعتماد على حجم الشريحة الخاصة بحساب التوفير.
بالتالي إذا قام المستثمر بإيداع جزء إضافي من المال إلى حسابه، فإن الشريحة الخاصة به ستتغير، حيث يصعد إلى الشريحة التي تعلوها.
ويتم عندها تحديد نسبة الفائدة طبقًا للشريحة الجديدة، وبالاعتماد أيضًا على صرف العائد، هل هو صرف سنوي أو شهري أو ربع سنوي.
يتيح البنك الأهلي المصري فرصة إنشاء حساب توفير الحد الأدنى له ألف جنية مصري، ولكن إذا تم إيداع مبلغ أقل من ثلاثة آلاف جنية، فإنه لن يكون هناك أي فوائد بنكية.
تبدأ الشريحة الأولى في دفتر الحساب إذا كان المبلغ الذي تم إيداعه يتراوح بين ٣٠٠١ إلى ٥٠٠٠ جنية مصري، وتكون الفائدة البنكية في هذه الحالة 8,6٪ شهريًا، أو 9٪ سنويًا، أو 8,8٪ نصف سنويًا، أو 8,7٪ ربع سنويًا.
أما الشريحة الثانية تبدأ في دفتر الحساب إذا كان المبلغ الذي تم إيداعه يتراوح بين ٥٠٠١ إلى ١٠٠ ألف جنية مصري، وتكون الفائدة البنكية في هذه الحالة ٪ شهريًا، أو ٩,٧٥٪ سنويًا، أو ٩,٥٪ نصف سنويًا، أو ٩,٤٪ ربع سنويًا.
أما الشريحة الثالثة تبدأ في دفتر الحساب إذا كان المبلغ الذي تم إيداعه يتراوح بين ١٠٠ ألف إلى ٥٠٠ جنية مصري، وتكون الفائدة البنكية في هذه الحالة ١٠٪ شهريًا، أو ١٠,١٪ سنويًا، أو ١٠,٢٥٪ نصف سنويًا، أو ١٠,٥٪ ربع سنويًا.
شاهد أيضًا: مفهوم التنمية الاقتصادية وأهميتها وعناصرها
حكم فوائد البنوك للشيخ الشعراوي
للشيخ الشعراوي رحمه الله رأيه الخاص حول فوائد البنوك، حيث يقول بأنه يتعجب من الأشخاص الذين على قدر كبير من العلم أن يقوموا بتحليل الأشياء التي حرمها الله عز وجل، ويفسر ذلك بأنهم قد تأثروا بثقافة الغرب والتي دائمًا ما تسعى إلى عدم تنفيذ منهج الله والابتعاد عنه.
كما يستنكر قول الأشخاص الذين يفسرون أن الربا هي الأضعاف المضاعفة، ويصفهم بأنهم لهم يفهموا قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة (فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) سورة البقرة.
كما يستنكر فضيلة الشيخ متولي الشعراوي موقف البلاد التي ساعدت في انتشار الربا في بلادنا إلى هبوط نسبة الفائدة ببنوكها إلى صفر.
يقول الشيخ متولي الشعراوي أن علماء المسلمين انقسموا في هذا الموضوع إلى قسمين، منهم من حلله ومنهم من حرمه.
يستكمل الشيخ حديثه بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نصحنا بأن نتقي الشبهات، وبالتالي إذا حكم المسلم عقله، وأنصف نفسه سيكون على يقين أن هذا المال حرام وليس حلال.
ننصحك بقراءة: معلومات عن بنك الإمارات الإسلامي
رأي هيئة كبار العلماء في فوائد البنوك
تختلف آراء كبار العلماء حول فوائد البنوك، فمنهم من يرى أنها ربا، ومنهم من يرى أنها حلال، واليكم أقوال بعض كبار العلماء حول الفوائد البنكية: –
يرى الدكتور عبد الفتاح إدريس أن الفوائد البنكية ليست ربا، وأن كلمة ربا يتم إطلاقها فقط على الذهب والفضة، أما راي المجامع الفقهية حول هذا الموضوع، هو أن الفوائد البنكية حرام ويتم اعتبارها ربا.
يرى البعض الآخر من العلماء أن الفوائد البنكية تختلف عن القروض، وبالتالي فهي حلال، أما عن رأي الدكتور أحمد كريمة فيرى أن الإبداع أمر جائز سواء الإيداع في دفتر التوفير أو في البنك.
رأي الشيخ أحمد الطيب في فوائد البنوك
الشيخ احمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من الشخصيات الهامة والتي يجب معرفة رأيها حول هذا الموضوع، حيث يرى فضيلة الشيخ أن: –
لا يوجد إثبات حتى الوقت الحاضر أن الفوائد البنكية حلال أو حرام.
قام فضيلة الشيخ مع دار الإفتاء المصرية بالنقاش حول هذا الأمر، وانتهى النقاش على أن هذه الأموال إذا قام الشخص بإيداعها في البنك على هيئة قرض، فإن العائد يكون حرام ويعتبر ربا.
أما إذا كان الشخص لا يستطيع أن يقوم بإنشاء مشروع خاص به بهدف الربح وليس قادر على استثمار هذا المال، وقرر إيداعه في البنك كشريك معه للاستثمار، فإن الفوائد تكون حلالًا وليست ربا.
قد يهمك أيضًا: الفرق بين المصرف والبنك
رأي الأزهر في فوائد البنوك
اختلفت آراء علماء الأزهر الشريف حول هذه الأمر، حيث انقسمت آرائهم إلى التالي:
منهم من يرى أن الفوائد ليست ربا أو حرام، لأن التعامل في البنوك يكون بالأموال وليس بالذهب والفضة.
منهم من يرى أن الفوائد البنكية حرامًا وتعتبر ربا ويستندون في ذلك إلى قول الله سبحانه وتعالى (أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) آل عمران.
أما الرأي الآخر وهو الرأي المتفق عليه في الوقت الحالي فيرى أنها حلالًا في حالة استثمار هذه الأموال، أما في حالة القرض فهي حرام.
لا يفوتك معرفة: أفضل طرق الاستثمار
رأي مفتي السعودية في فوائد البنوك
صرح مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل شيخ أنه ليس حرامًا الحصول على الفوائد البنكية ولكن بشرط واحد فقط، وهو أن الشخص الذي يقوم أمواله في البنك يكون لديه وظيفة، كما يجب أن يكون لا يمتلك دخل ثابت.
وبالتالي يجب أن يكون الشخص في أشد الحاجة إلى هذه الأموال، كما يقول فضيلة الشيخ أن هذه الأموال من الجائز إقامة المشروعات التنموية والخيرية بها، ولكن لا يجوز إنفاقها على شراء المصاحف أو بناء المساجد.
رأي الأئمة الأربعة في فوائد البنوك
يرى الأئمة الأربعة حسب أقوال العلماء بأن هذه الفائدة حلال، ويستند قولهم على الآراء التالية: –
يقول الأئمة الأربعة أن الربا هي التعامل بالذهب أو الفضة وليس بالأموال، وبما أن البنوك جميع تعاملاتها ورقية فإن هذا ليس ربا.
يرى بعض العلماء أن هذا القول من الأقوال القديمة، حيث أن الناس في السابق كانوا يتعاملون بالذهب والفضة وليس بالعملات الورقية.
والدليل على ذلك هو حديث النبي صلى الله عليه وسلم (بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والملح بالملح إلا إذا كان بنفس الوزن).
يصدق بعض العلماء على قول الأئمة الأربعة ويفسر ذلك بأن الذهب والفضة في السابق مثله مثل الأموال في الوقت الحالي، ويرى أن الفوائد البنكية ليست ربا، وذلك لأنها ناتجة عن عقد واتفاق يتحقق من خلاله مصالح مشتركة.
تعرف على: قرض الزواج بنك التسليف 60 ألف
إلى هنا نكون قد أنهينا حديثنا عن فوائد البنوك، حيث تحدثنا عن نسبة فوائد البنوك، كما عرضنا لكم مختلف آراء الشيوخ والعلماء.
والتي ينص معظمهما على إنها حرام شرعًا، حيث أن الحلال بين والحرام بين كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي يجب على المسلم أن يبتعد عن مواطن الشبهات.