فنون الرد على الكلام الجارح
فنون الرد على الكلام الجارح
تعددت ثقافات المجتمعية وأصبح اختلاط الأفراد من الأشياء التي تخلق نقاشات ومشكلات وأصبح هناك تقدم في فنون الرد على الكلام الجارح، حتى يمكن للإنسان الدفاع عن رأيه في مختلف التجمعات.
وكان من الطبيعي على كل فرد أن يحافظ عل مستوى ثقافته وتربيته، ولا يجوز أن يعلي سقف الحوار إل أن قد نخسر بعض الأصدقاء وبالتالي تقل دائرة معارفك الجيدة، لذا التحلي بحسن الرد من الأشياء الجيدة.
آيات من القرآن لكف الأذى اللفظي عن المسلمين
الدين الإسلامي دائمًا ما يدعو المسلمين إلى حفظ اللسان وكف الأذى عن الناس، والتحلي بالصبر، ووعد المسلمين الصابرين بالجنة، حيث أن للصابرين أعلى أجر في الجنة ويوم القيامة، وفيما يلي الآيات التي تحث المسلمين على ذلك والتي تعتبر من فنون الرد على الكلام الجارح ومنها
- قال الله تعالى: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين” سورة النحل
- قال الله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمتلغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون” سورة الحشر 18
- كما حث الإسلام على نشر الحب بين المسلمين والأخوة بينهم وقد ذكر ذلك في سورة الحجرات في قوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون” سورة الحجرات10.
- اعتبر الإسلام إهانة المسلم لأخيه المسلم من الظلم العظيم والذي يستلزم التوبة ولذا قال الله تعالى: “والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا” سورة الأحزاب 57
أحاديث عن حفظ اللسان وكف أذاه عن الآخرين
قد حرص الله تعالى في كتابه الكريم أن يعلمنا أن نكف أذى اللسان عن غيرنا وكذلك سُنة الرسول الكريم، وقدموا لنا أفضل فنون الرد على الكلام الجارح وذلك من خلال موقع محيط فمن هذه الأحاديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليسكت”.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب”.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أي الأعمال أفضل؟ قال: “الصلاة على وقتها” قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: “أن يسلم الناس من لسانك”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يحل للرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما” رواه الترمذي.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه” متفق عليه واللفظ لمسلم.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون أو يفرون منه، صب في أذنه الآنك يوم القيامة” رواه البخاري.
أجمل أقوال السلف في فنون الرد على الكلام الجارح
ولعل من اجمل ما قد نستدل به على حسن فنون الرد على الكلام الجارح، كلام السلف الصالحين، الذي كانوا مقتدين بالرسول عليه الصلاة والسلام بالعلماء ونذكر منها
- قال على رضي الله عنه: أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب وشر الندامة ندامة يوم القيامة “الإمام علي”.
- وقال عبد الله بن مسعود: والله الذي لا إله إلا هو ما شيء أحوج إلى طول سجن من لسان “ابن مسعود”.
- قال بعض العلماء: أعجب أن اللسان ليس له عظام؛ كيف يكسر بعض القلوب، وعجبا كيف يجبر بعض القلوب، وعجبا كيف يقتل بعض القلوب، وعجبا كيف ينير الله به الدروب “أحد العلماء”.
- وقال بلال بن سعد:إذا رأيت الرجل لجوجاً ممارياً معجباً برأيه فقد تمت خسارته، “بلال ابن سعد”.
- قال مسلم بن يسار:إياكم والمراء فإنه ساعة جهل العالم وعندها يبتغي الشيطان زلته “مسلم ابن يسار”.
- وقال وهب بن منبه: في حكمة آل داود حق على العاقل أن يكون عارفاً بزمانه حافظاً للسانه مقبلاً على شأنه “وهب ابن منبه”.
فنون الرد على الكلام الجارح
مع اختلاف الثقافات، واختلاف المجتمعات وشعبها، أدى ذلك إلى حدوث بعض المنازعات بين الأفراد، ومن ثم بدأ لكل فرد ثقافته، ورده الذي يدل على دينه وأخلاقه، وهذا يشكل مدى دائرة المعارف حول الفرد.
وقد برع العرب في فنون الرد على الكلام الجارح، حيث أن العرب هم أصل اللغة ومهد الحوارات، وأفضل من لهم الخبرة في إدارة الحوار بين الأشخاص، ولا يمكن لأي فرد من أي ثقافة أخرى أن يتميز عليهم.
- فعل أي شيء يمكنك من خلاله إعطاء نفسك مهلة للتفكير، لتفكر جيدًا في رد مناسب أو رد فعل مناسب.
- حاول أن تقنع الشخص الذي أمامك أنك لا تسمعه أو تفهمه حتى يعيد الكلام مرة أخر وبالتالي تفكر وقت أطول.
- يمكنك أن تحول مسار الحوار إلى حوار فكاهي مرح، وبالتالي تكسب ود من يحادثك دون أن تكسب خصومته.
- الرد الهادئ يجعل المتحدث يقل خطأه، وبالتالي فإنه يجعل من يسمع يفكر جيدًا قبل أن يهينك بالكلام.
إقرأ أيضًا: كيف تعرف شخصيتك من اسمك ؟
نصائح حول فنون الرد على الكلام الجارح
هناك كثير من الأساليب المتبعة التي تمكنك من اتباع فنون الرد على الكلام الجارح، والتي تجعل قيمة المتحدث أمام من يتكلم أمامه في مكانة عالية ولكن هذا يتوقف على حسن الحديث.
التريث: عليك أن تتريث في الكلام والرد على من يحادثك، كلما كنت أكثر تريثًا كلما كان الرد جيدًا، قليل الأخطاء، بدون مشاكل فيه، وهذا يجعل المتحدث أمامك يتحدث كثيرًا مما يجعل فرصة حدوث الخطأ في كلامه أكبر بكثير، وهنا يمكن أن تفوز في جولة المناقشة.
حسن الثقافة: الإنسان المثقف جيدًا يستطيع أن يدير الحوار بشكل جيد، ولا توجد أخطاء فيه، بمعنى أنه يستطيع أن يبدأ الحوار وينهيه دون أن تحدث خصومة مع أحد.
حسن الاستماع: إلى الشخص الذي يدير الحوار معك، يجعله أهدأ منذ بدء الحوار، كما أنه قد يتحسن نفسياً يتمكن من سماعك لآخر الحوار كما أنه يمكن أن يقتنع بوجهة نظرك.
يجب أن تطلب منه أن يقوم بإعادة الأجزاء التي لم تفهمها جيدًا حيث أن ذلك الأمر سيعمل على مضاعفة شعوره بالاهتمام، ويعتبر ذلك أول طريق للرد الحاسم.
التواضع: الشخص المتواضع يمكن أن يكسب قلب المحيطين به في دائرة الحوار، بل أيضًا يجعلهم أقرب للاقتناع بوجهة نظره، ويمكن أن يسيطر على دائرة الحوار.
العند في الحوار يزيد من فرصتك في الخطأ، فإذا كان ليس لديك الدلائل الكافية أثناء الحوار لإثبات وجهة نظرك عليك إنهاء الحوار في هذا الوقت وتأجيل الكلام لوقت آخر تستطيع فيه أن تكسب جولة الكلام.
يمكن أن تستغل نقط الضعف في حديث الشخص الذي يحاورك، وتضغط على أخطائه، حتى تتمكن من كسب جولة الحوار لصالحك، وخاصة إذا كان كثير الكلام، وبالتالي فإن الشخص كثير الكلام يكون كثير الخطأ.