ما هو حكم العقيقة وشروطها في الإسلام
حكم العقيقة وشروطها والأركان الخاصة بها كل تلك الأشياء وأكثر سوف نتناولها معًا على مدار مقالنا اليوم لإرضاء كل من تُقبل زوجته على وضع مولود جديد له، وفيما يلي عبر موقع محيط سوف نزودكم بأهم المعلومات حول العقيقة وشروطها وحكم الاحتفال بها في جميع المذاهب.
حكم العقيقة وشروطها
من أولى شروط ذبح العقيقة أو النسيكة كما يسميها البعض هو أن يتم ذبحها في اليوم السابع من ولادة المولود، كما أن البعض الأخر يُطلق عليها لقب التميمة؛ ومن أهم شروطها:
يُذبح في ولادة الطفل الذكر إثنين من الماعز، أما في ولادة البنت ماعزٌ واحد تُذبح في اليوم السابع من الولادة، ويمكن تأخيرها ولكن يُفضل أن يتم في السابع.
وهذا حيث جاء الحديث الشريف عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: ” إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاةُ”.
البعض أجمع على ضرورة ذبحها في الشهر الأول فإن لم تسمح الظروف بذبحها عل اليوم السابع، تؤجل إلى الخامس عشر، أو تؤجل إلى اليوم الواحد والعشرون من وضع المولود.
يعامل الطفل الذي أُجهض بعد إتمامه للشهر الرابع في رحم أمه على أنه مولود وتصح العقيقة له.
أكد العلماء على أن العقيقة يجب أن تكون سليمة كما أُمر أن تكون في الأضحية، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أربع لا تجوز في الأضاحي فقال العوراء بين عورها والمريضة بين مرضها والعرجاء بين ظلعُها والكسير التي لا تنقى”.
السن الشرعي لذبح البقرة بعد أن تتم العامين وتدخل في العام الثالث؛ وفي حالة الإبل يجب أن تتم الذبيحة عامها الخامس وتشرع في السادس.
أما الجذع من الضأن فيجب أن يتم ستة أشهر على الأقل لكي يتم ذبحه.
ما حكم تأخير العقيقة
من الأقوال التي اتفق عليها عدد كبير من علماء اللدين الإسلامي والتي أكد عليها أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية حول تأخير ذبح العقيقة.
هو أنه في حالة تأخر الشخص عن ذبح عقيقة ابنه أو ابنته عن اليوم السابع بسبب ضيق الحالة المادية، فيمكنه أن يؤخرها لبعد عام أو إثنين أو حتى لأربعة أعوام أو أكثر.
ومما قيل أيضًا هو أن للمرء الحق في ذبح العقيقة عن نفسه في حالة علمه أن والده لم يقم بذبحها عند ولادته لضيق الحال؛ وكلها تسهيلات من الله تعالى لعباده الصالحين.
قد يهمك أيضًا: حكم صلاة التراويح عند جميع المذاهب الدينية
ما حكم من لم يذبح العقيقة
يتساءل الكثير من الأشخاص عن حكم من لم تتيح لها الظروف المادية أن يذبح العقيقة، وهل هي واجبة وعدم ذبحها وذر أم إنها تقرب إلى الله تعالى فقط؟
وفي ذلك أجمع العلماء على أنها تقرب إلى الله تعالى فقط وأن من لا يذبحها لا يذر عليها؛ كما أُتيح لهم ذبحها في وقت لاحق إذا سمحت حالتهم المادية.
ومن الجدير بالذكر أن عدد من العلماء قالوا إنه من المستحب أن يتم ذبح العقيقة قبل أن يبلغ المولود مُنيه.
ننصحك بقراءة: ما هو حكم قراءة الابراج في الإسلام
حكم العقيقة في المذاهب الأربعة
تناولت الأربع مذاهب في الشريعة الإسلامية بعض الأحكام التي تخص حكم العقيقة وشروطها كالتالي:
المذهب الشافعي
- يرون أن العقيقة من السنن المؤكدة.
- يُذبع عن المولود الذكر شاتين وعن الأنثى شاة واحدة، بالإضافة إلى أن من يقوم بذبحها هو الملزوم بنفقة المولود.
- يجب ألا تُذبح من أموال اليتيم.
- يمكن أن يشترك عدد من الأشخاص في ثمن العقيقة إذا كانت بدينة، على ألا يزيد عددهم عن سبع أشخاص من الأقارب.
لا يفوتك معرفة: ما هو حكم الاغاني في الإسلام
المالكية
- يتبنون المالكية فكرة أن العقيقة مندوبة وليست من السنن الأكيدة.
- منع الاشتراك في عقيقة واحدة لأكثر من مولود.
- يُذبح شاة واحدة في كلتا الحالتين إن كان المولود ذكر أو أنثى.
- يُدفع ثمنها من مال الأب أو من مال المولود نفسه.
- أباح الإمام أحمد اقتراض الأب لمال العقيقة في حالة كانت متعسر ماديًا.
المذهب الحنيفي
- يرى الأحناف أن العقيقة أمر مباح.
- يعق للمولود الذكر شاة واحدة، وكذلك الحال مع الأنثى.
- يمكن الجمع بين نية ذبح الأضحية وذبح العقيقة، وذلك لأن المقصد من الإثنين واحد، ألا وهو التقرب من الله -عز وجل-.
ابن حزم
- كالمذهب الشافعي والحنبلي تكون عقيقة الذكر بذبح شاتين والأنثى بشاةٍ واحدة، في حالة كان للمولود مال يخصه فيتم ذبح العقيقة منها، أما إن لم يكن له أموال فتكون العقيقة من مال الأب أو الأم.
الحنابلة
يروا أن العقيقة من السنن المؤكدة، ويُذبح عن الذكر شاتين، وعن الأنثى شاة واحدة، وكذلك الحال فإنهم يُبيحون اقتراض مال العقيقة في حالة عدم الاستطاعة المادية.
لا يمكن الاشتراك في ذبح العقيقة، ولا يعق المولود أحدًا غير أبيه، إلا في حالة وفاته فقط.
هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات
أجمع الكثير من العلماء على إمكانية تأخير العقيقة لعدة سنوات، كما أن الشخص يمكن أن يذبح العقيقة عن نفسه؛ ومن الأقوال التي قالها الشيوخ في ذلك:
- من الأفضل أن تتم العقيقة في اليوم السابع وإن لم يكن ففي اليوم الخامس عشر، أو في اليوم الواحد والعشرين من ولادته.
- في حالة تعسر الآباء ماديًا يمكن تأخير العقيقة لسنة أو سنتين أو أكثر من ذلك.
- بالرغم من إجماع العلماء على استحسان ذبح العقيقة قبل سن البلوغ، ولكنهم أباحوا إمكانية ذبحها عن الشخص بعد بلوغه، بالإضافة إلى إمكانية ذبح المرء للعقيقة نيابة عن نفسه.
تعرف على: كيفية أداء صلاة الجنازة وحكمها في الإسلام
حكم العقيقة ابن عثيمين
اشترك الإمام ابن عثيمين في الكثير من الأمور التي تخص حكم العقيقة، حيث أن رأيه فيها يتمثل في:
- يرى ابن عثيمين أن العقيقة واحدة من السنن المؤكدة.
- يتم ذبح شاتان في حالة المولود الذكر، وفي حالة الأنثى تُذبح شاةٌ واحدة.
- تُذبح العقيقة في اليوم السابع من الولادة.
- توزع لحم العقيقة على الأغنياء والفقراء، لتكون على الأغنية بنية الهدية والود، وللفقراء بنية الصدقات.
- يمكن أن يتم إعطاء لحوم العقيقة لغير المسلمين الذين لا يتسببون في أذى المسلمين.
- تقرب لله عز وجل فقط وليست للبشر.
- لا توزع العقيقة على من تحمل في قلبك كره لهم.
- في حالة إجهاض الجنين قبل أن يتم شهره الرابع من الحمل فتسقط العقيقة عنه، أما إذا أُجهِض بعد الشهر الرابع فكما يتم معاملته كالمواليد في الغسل أو الدفن فتجوز العقيقة عليه مثلهم تمامًا.
- إذا لم يكن الأب يعلم أنه سنة نبوية فتسقط من عليه حتى يعلم بها فعليه سدادها إن كان ميسور الحال.
شاهد أيضًا: حكم الزواج بنية الطلاق في المذاهب الأربعة
حكم العقيقة والأمور التي تتعلق بها من المواضيع التي اختلف عدد كبير من العلماء في أحكامها وشروطها، فكما سبق القول يمكن للمرء أن يعمل بها وممكن ألا يعل ذلك.
ولكن من يبحثون عن وسائل التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- يتخذون العقيقة على أنه أحد الوسائل التي يسألون الله بها أن يحفظ لهم مولودهم ويرزقه التقوى والصراط المستقيم وأن يجعله ابن أو ابنة بارين بآبائهم.