قصيدة الاصمعي – قصة قصيدة صفير البلبل

0 4 دقائق

قصيدة الاصمعي، هو الشاعر عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع الباهلي، ولد في مدينة البصرة في العراق عام 121 هـ، وهو من أهم الشعراء في العصر العباسي، كا على علم بأصول الشعر العربي وأتقنه ببراعة حتى أطلق عليه الخليفة هارون الرشيد لقب شيطان الشعر، كانت لها العديد من الأشعار الهامة، كما كان له دورًا هامًا في ذلك الوقت في العديد من المجالات، وترك لنا الأصمعي إرثًا عظيمًا من الأدب والشعر العربي.

قصيدة صفير البلبل

تعد قصيدة صوت صفير البلبل من أشهر القصائد التي كتبها الأصمعي في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور، قد كتبها ليكشف فبها حيله الخليفة في إدعائه معرفه القصائد التي يكتبها الشعراء في ذلك الوقت ويلقونه عليه فلا يدفع لهم مقابل ذلك أجرًا.

وفي السطور القادمة سوف نوضح قصة قصيدة الأصمعي، أمّا في النقاط التالية سوف نوضع أبيات قصيدة صوت صفير البلبل:

صَوتُ صَفِيرِ البُلبُلِ
هَيَّجَ قَلبِي التَمِلِ الماءُ
وَالزَهرُ مَعاً مَع زَهرِ
لَحظِ المُقَلِ وَأَنتَ يا سَيِّدَ لِي
وَسَيِّدِي وَمَولى لِي فَكَم
فَكَم تَيَمَّنِي غُزَيِّلٌ عَقَيقَلي
قَطَّفتَهُ مِن وَجنَةٍ مِن لَثمِ
وَردِ الخَجَل فـــــــ قال
لا لا لا لا لا و قــــــــد غدا
مهرولي والخُـــــوذ مالت
طربا من فعل هـــذا الرجلي
فــــــــ فولولت وولولت ولـــــي
ولي يا ويللي فقلت لا تولولي ـــــــــي
وبيني اللؤلؤ لــــــــــي قالت
له حين كـــــــذا انهض وجــــــد
بالنقلي وفتية سقــــــــــــونني
قـــــــــهوة كالعسل لي شممـــــــــــتها
بأنا في أبكـــــــى من القرنفلي
في وســط بستان حلي بالزهر
والســـــرور لي والعـــود دندن
دنا لي والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب طب
طبطب طبطب طب لي
والسقف سق سق سق لي والرقص
قد طاب لي شـوي شـوي
وشاهش على ورق سفرجلي
وغرد القمري يصـــــيح ملل
فـــــــــــي مللي ولــــــــــــو
تراني راكبا علــــى حمار
اهزلي يمشي علــــــــــــى ثلاثة
كمـــــشية العرنجلي والناس
ترجــــــــم جملي في الســوق
بالقلقللي والكـــــــــل كعكع
كعِكَع خلفي ومـــن حويللي
لكـــــــــــن مشيت هاربا من
خشـــية العقنقلي إلى لقاء
مــــــــــــــــلك مــــــــــ عظم
مبجلي يأمر لي بخـــــــــــــلعة
حمـــراء كالدم دملي اجــــــــــــر
فيها ماشيا مبغــــــــــددا للذيلي
انا الأديب الألمعي من حي ارض
الموصلي نظمت قطــــعا زخرفت
يعجز عنها الأدب لي أقول في
مطلعــــــــــها صوت صفير البلبل

اقرأ أيضًا: أجمل قصيدة حب وكلمات عن العشق

قصة قصيدة الاصمعي

يُقال إن في عهد الخليفة الخليفةَ العباسي أبا جعفر المنصور إنّه كان يدفع مبلغًا من المال لكل شاعر كتب قصيدة ولم يسمعها، وكان يقدر وزن ما كُتبت عليه القصيدة بالذهب، وكان دائمًا ما يؤكد للشعراء أنّه يعرف قصة كل قصيدة يكتبونها.

وأنّه قد سمعها من قبل، فبعد أن ينتهي الشاعر من إلقاء قصيدته يُخبره أنّه يعرف أبياتها قصدتها كذلك وحتى الجواري عنده يحفظون هذه القصيدة أيضًا.

فيصاب الشعراء بخيبة الأمل والإحباط ولا يحصلون على مبالغ مادية لقصائدهم، فعندما علم الأصمعي بهذا الأمر فقال إنّه هناك شيء في هذا الأمر،

فكتب قصيدته التي سوف يُلقيها على الخليفة ولكنه تنكر في لبس الأعراب وتلثم لأنّه كان من الشعراء المعروفين عند الخليفة، ثم ذهب للخليفة حتى يُسمعه قصيدته وقال له أنّه لم يُسمعها من قبل، فكان الخليفة يحفظ ما يلقيه الشعراء وكذلك أحد جواريه حتى يدعي أنّه يعرف القصيدة ويعرف قصتها.

ولكن قصيدة الاصمعي هذه المرة كانت كلماتها متنوعة فلم يستطيع الخليفة وله الجارية على حفظها، فقال الخليفة للأصمعي أحضر ما كتبته عليها حتى نزنه ونعطتك قدره ذهبًا.

فقال الأصمعي أنّه كتبها على عمود من الرخام ورثه عن أبيه ويحتاج إلى نحو 10 من الجنود حتى يقدرون على حمله ونقله، وبالفعل احضره الجنود ووزن هذا العمود صندوق من الذهب.

ولكن الخليفة انتبه الشك أنّ هذا الشاعر هو الأصمعي وطلب منه أنّه يرفع عن وجه اللثام ليكتب الخليفة أنّه الأصمعي فقال له: أتفعل هذا بخليفة المسلمين؟

فقال له الأصمعي قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا، فطلب منه الخليفة إعادة المال، فاشترط الأصمعي مقابل إعادة المال أن يعطي الخليفة للشعراء مقابل ما كتبوه، فقال له: لك ما تريد.

قد يهمك معرفة: قصيدة حب قصيرة اشعار حب قصيرة رومانسية

قصيدة الأصمعي والفتى العاشق

للأصمعي مجموعة من القصص الشعرية الشهيرة منها قصة الأصمعي والشاعرات الثلاثة، وقصة الأصمعي والملك، والأصمعي والأمير وقصة الأصمعي والفتى العاشق.

وتدور أحداث القصة حول فتى عشق فتاة وكانوا يتبادلون الحديث وكلمات الهوى، وبعد مدة فقرة من الزمان انقطعت أخبارها عن حبيبها، فساءت حالة الفتى، وذات يوم عندما كان يتجول في الصحراء، فوجد حجر فكتب عليه:

“ألا يا معشر العشاق بالله خبروا إذا حل عشق بالفتى ماذا يصنع”، كتب الفتي هذا البيت ليطلب من أهل الهوى والعشق تقدم النصيحة له، وعندما مر الأصمعي على الحجر وقراء هذا البيت فكتب ردًا عليه هذا البيت:

“يداري هواه ويكتــم سره ثم يصبر في الأمور ويخشع “..

جاء الفتي في اليوم الذي يليه وقرأ الرد على استفساره فكتب

“كيف يداري والهوى قاتل الفتي وفي كل يوم قلبه يتقطع”.

جاء الأصمعي فقرأ ما كتبه الفتي فرد عليه

“إذا لم يجد بد لكتمان سره فليس له شيء سوى الموت أنفع”

جاء الفتي في اليوم الذي يليه فقرأ رد الأصمعي فكتب هو أيضا

“سمعنا وأطعنا فمتنا فبلغوا سلامي إلي من كان للوصل يمنع”.

وبعد أن كتب الفتي هذا البيت قتل نفسه، فرد الأصمعي عليه بهذا البيت:

“نعيما النعيم نعيمهم لأرباب وللعاشق المسكين ما يتجرع”.

قد يمكنك الاطلاع أيضًا على: قصيدة الام أبيات خالدة في حق نبع الحنان

أجمل قصائد الأصمعي

قصيدة يا فاطر الخلق

يَا فَاطِرَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ وَكَافِلاً … رِزْقَ الْجَمِيعِ سِحَابُ جُودِكَ هَاطِلُ
يَا مُسْبِغَ الْبَرِّ الْجَزِيلِ وَمُسْبِلَ السِّـ … ـتْرِ الْجَمِيلِ عَمِيمُ طَوْلِكَ طَائِلُ
يَا عَالِمَ السِّرِّ الْخَفِيّ وَمُنْجِزَ الْـ … وَعْدِ الْوَفِيِّ قَضَاءُ حُكْمِكَ عَادِلُ
عَظُمَتْ صِفَاتُكَ يَا عَظِيمُ فَجَلَّ إِنَّ … يُحْصِي الثَّنَاءَ عَلَيْكَ فِيهَا قَائِلُ
الذَّنْبُ أَنْتَ لَهُ بِمَنِّكَ غَافِرٌ … وَلِتَوْبَةِ الْعَاصِي بِحِلْمِكَ قَابِلُ
رَبٌّ يُرَبِي الْعَالَمِينَ بِبِرِّهِ … وَنَوَالُهُ أَبَدًا إِلَيْهِمْ وَاصِلُ
تَعْصِيهِ وَهُوَ يَسُوقُ نَحْوَكَ دَائِمًا … مَا لا تَكُونُ لِبَعْضِهِ تَسْتَاهِلُ
مُتَفَضِّلٌ أَبَدًا وَأَنْتَ لِجُودِهِ … بِقَبَائِح الْعِصْيَانِ مِنْكَ تُقَابِلُ
وَإِذَا دَجَى لَيْلُ الْخُطُوبِ وَأَظْلَمَتْ … سُبْلُ الْخَلاصِ وَخَابَ فِيهَا الآمِلُ
وَآيَسَتْ مِنْ وَجْهِ النَّجَاةِ فَمَا لَهَا … سَبَبٌ وَلا يَدْنُو لَهَا مُتَناوَلُ
يَأْتِيك مِنْ أَلْطَافِهِ الْفَرَجُ الَّذِي … لَمْ تَحْتَسِبْهُ وَأَنْتَ عَنْهُ غَافِلُ
يَا مُوجِدُ الأَشْيَاءِ مِنَ أَلْقَى إِلَى … أَبْوَابِ غَيْرِكَ فَهُوَ غِرٌّ جَاهِلُ
وَمَنْ اسْتَرَاحَ بِغَيْرِ ذِكْرِكَ أَوْ رَجَا … أَحَدًا سِوَاكَ فَذَاكَ ظِلٌّ زَائِلُ
عَمَلٌ أُرِيدَ بِهِ سِوَاكَ فَإِنَّهُ … عَمَلُ وَإِنْ زَعَمَ الْمُرَائي بَاطِلُ
وَإَذَا رَضِيتَ فَكُلُّ شَيْءٍ هَيِّنٌ … وَإِذَا حَصَلْتَ فَكُلُّ شَيْءٍ حَاصِلُ
أَنَا عَبْدُ سُوءٍ آبِقٌ كُلٌّ عَلَى … مَوْلاهُ أَوْزَارُ الْكَبَائِرِ حَامِلُ
قَدْ أَثَقَلَتْ ظَهْرِي الذُّنُوبُ وَسَوَّدَتْ … صُحُفِي الْعُيوُبُ وَسِتْرُ غَفْوِكَ شَامِلُ
هَا قَدْ أَتَيْتَ وَحُسْنُ ظَنِّي شَافِعِي … وَوَسَائِلِي نَدَمٌ وَدَمَعٌ سَائِلُ
فَاغْفِرْ لِعَبْدِكَ مَا مَضَى وَارْزُقْهُ تَوْ … فِيقًا لِمَا تَرْضَى فَفَضْلُكَ كَامْلُ
وَافْعَلْ بِهِ مَا أَنْتَ أَهْلُ جَمِيلِهِ … وَالظَّنُّ كُلَّ الظَّنِّ أَنَّكَ فَاعِلُ