من هو أبو الأسود الدؤلي وكيف كانت نشأة علم النحو بالتفصيل

تعرف على من هو أبو الأسود الدؤلي وكيف كانت نشأة علم النحو ومن هم تلامذة هذا العالم الجليل بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث يُعدّ أبو الأسود الدُّؤليّ هو أول من وضع عِلم النّحو، وذلك بحسب ما قد ورد في قاموس التّراجم الكبير، هذا ويُعتبر أبو الأسود الدُّؤليّ فقيهاً وشاعراً وأميراً، بالإضافة إلى أنه كان من الأعيان الكبار والفُرسان التّابعين، وفيما يلي سنتعرف على من هو أبو الأسود الدُّؤليّ وعلى نشأة علم النحو وأهم تلامذة هذا العالم الجليل.

التّعريف بأبو الأسود الدُّؤليّ

بغض النظر عن أن أبو الأسود الدُّؤليّ هو من وضع عِلم النّحو، فيجب العلم أيضاً إنه كان قاضيّاً كبيراً في عهد كلا من عُمر بن الخطّاب وعثمان بن عفّان (رضي الله عنهما).

كما أنه إستمر في القضاء في عهد عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه)، وتُجب الإشارة إلى أنّ أبو الأسود الدُّؤليّ كان كاتباً عظيماً في مدينة البصرة، وهي المدينة التي كان يسكن فيها.

وكان أمير مدينة البصرة في ذلك الوقت هو عبد الله بن عبّاس، فقام ابن عبّاس بولاية أبو الأسود الدُّؤليّ للقضاء في هذه المدينة.

وعندما إنتقل أمير البصرة إلى مدينة الحجاز، جعل خلافة الإمارة في مدينة البصرة بيد أبو الأسود الدُّؤليّ، فأقرّ عليّ بن أبي طالب بالإمارة له، وأصبح بذلك أميراً على مدينة البصرة.

إسم أبو الأسود الدُّؤليّ

لقد تعدّدت أقوال العُلماء والمؤرخين في تحديد إسم أبو الأسود الدُّؤليّ، حيث أكّد ابن خلكان هذا الإختلاف الكبير في الرأي بقوله: “يتواجد في كل من إسمه ونسبه ونسبته إختلاف كثير بين العلماء

فمن الأسماء العديدة التي نُسبت إلى أبو الأسود الدُّؤليّ كل من ظالم بن عمرو بن سفيان الدّيليّ، وظالم بن عمرو بن ظالم، وفي رواية أخرى قيل أن إسمه عثمان بن عمرو، وغيرها الكثير من الأسماء.

أمّا أرجح الأقوال المتعددة في مسألة إسمه فتُشير إلى أن إسمه كان ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدؤل بن بكر بن علي بن كنانة بن خزيمة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ ابن خلكان قد ذكر له نسبتين مختلفتين، الأولى منهما تعود للدُّؤليّ، والثّانية تعود للدّيليّ، كما أضاف ابن الجوزيّ بأنّ النّسب الأول منهما يعود لبني حنيفة، والثّاني يعود إلى بني كنانة.

بينما أشار ابن منظور إلى أن نسب أبو الأسود الدُّؤليّ هو الدّئل.

التّعريف بأبو الأسود الدُّؤليّ
التّعريف بأبو الأسود الدُّؤليّ

لا تفوت فرصة التعرف على: النحو والصرف | أهميتهما في اللغة العربية والفرق بينهما 2025

مَولد أبو الأسود الدُّؤليّ

لقد اتّفق العُلماء على أنّ مولد ومِيلاد أبو الأسود الدُّؤليّ كان في حياة الرّسول الكريم (صل الله عليه وسلّم)، إلّا أنّ سنة ميلاده بالتحديد ظلّت مجهولة وغير معروفة بالنسبة لهم.

ومن هؤلاء العُلماء الذين كانوا يبحثون في تاريخ مولد أبو الأسود الدُّؤليّ كل من الذّهبيّ وابن كثير والعسقلانيّ، وقد قال العسقلانيّ أن مقدار ما عاشه أبو الأسود الدُّؤليّ من أيّام النّبوّة هو أكثر من عشرين سنة.

إلّا أنّ ما رجّحه المؤرخون وأهل التّأريخ هو نفس الشيء الذي قد ذكره الشّيخ محمّد منصور حين قال: “لقد وُلد الدؤلي في الجاهليّة، وكان ذلك قبل الهجرة النّبويّة بحوالي ستّة عشر عاماً“.

وفاة أبي الأسود الدُّؤليّ

لقد فارق أبو الأسود الدُّؤليّ الحياة في سنة تسع وستّين للهجرة، وقد توفي عن عُمر يُناهز الخمسة والثّمانين عاماً.

هذا وقد ذكر يحيى بن مَعين أنّ أبو الأسود الدُّؤليّ قد مات قبل إنتشار وباء الطّاعون، وكانت وفاته في عهد أبي خُبَيْب عبد الله بن الزُّبير.

أبو الأسود الدُّؤليّ ونشأة عِلم النّحو
أبو الأسود الدُّؤليّ ونشأة عِلم النّحو

لا تفوت فرصة التعرف على: تعريف علم النحو لغة واصطلاحًا

أبو الأسود الدُّؤليّ ونشأة عِلم النّحو

لقد أجمع جميع المُؤرّخون القُدماء مِثل كل من الزُّبيديّ وأبي سلام الجمحيّ وابن قُتيبة على أنّ الشخص الذي قام بوضع قواعد النّحو العربيّ هو أبو الأسود الدُّؤليّ.

وهذا لم يمنعهم من القيام بذكر بعض الرّوايات الأخرى التي تنسب وضع علم النحو إلى غيره.

أمّا بالنّسبة للمؤرخين المُحدِّثين مِثل كل من شوقي ضيف وأحمد أمين وكارل بوكلمان، فقد إختلفوا بشكل كبير في فضل كلا من أبو الأسود الدُّؤليّ وتلامذته في وضع علم النحو وتوسعه.

وقد كان موضع إختلافهم الكبير فيما جاء به أبو الأسود الدُّؤليّ، وما قد جاء به تلامذته، حتّى أنّهم قاموا بنفي فضله في ما يخص المسائل القرآنيّة.

وأرجعوا هذا الفضل إلى آخرين، في حين أنهم أقرّوا بأنّه قام بتنقيط أواخر الكلمات المتواجدة في القرآن الكريم إثر ما قد حدث من فساد كبير في الّلغة العربيّة الصّحيحة وقواعدها.

إذ أنه قد إختار لهذا الأمر كاتباً ماهراً ومعروفاً من بني عبد قيس، وقد إتّفق معه على القيام بنهج معين في عملية الكتابة، حتّى تمكن من وضع مِقياساً مُعتمداً قد إستنبطه من كلام العرب.

وقد أكّد الزُّبيديّ هذا الأمر في كِتابه الشهير (طبقات النّحويّين والّلغويّين)، حيث قال:

“هو أوّل من أسس العربيّة ونهج سلبها، ووضع قياسها؛ وذلك حين اضطّرب كلام العرب”

لذلك كانت عملية التّنقيط التي وضعها أبو الأسود الدُّؤليّ المبنيّة على القيام بوضع الحركات المختلفة في موضعها الصّحيح ذا أهميّة كبيرة وبالغة في معرفة كل من المرفوعات بالضّم، والمجرورات بالكسر، والمنصوبات بالفتح.

وقد وسم أبو الأسود الدُّؤليّ هذه الحركات بالدّلالات التي تقوم بتمييز كلّ واحد منها، كأن تكون المرفوعات خاصة للدّلالة المُبتدئيّة والخبريّة والفاعليّة وهكذا.

ومن الجدير بالذِّكر أنّ تلامذة أبو الأسود الدُّؤليّ لم يقِفوا فقط على كلا من القواعد والضّوابط المُوجزة التي أوجدها وأنشأها معلمهم القدير فحسب؛ بل أنهم إعتبروها بذرة عِلم النّحو وأساسه.

وقاموا بالإضافة عليها لتصبح أكثر ثراءً ونُضجاً، فهذا عبد الله بن أبي اسحق الحضرمي يقوم بالكتابة في الهمز ودلالته، أمّا عيسى بن عمر فقد قام بتأليف كلا من الكتابين الشهيرين (الجامع) و(الكمال).

بينما شرح سيبويه الكتاب الذي يحمل عنوان (الجامع) شرحاً بسيطاً وسهلاً، وقد وزاد عليه أيضاً من كلام الخليل وغيره.

تلامذة أبي الأسود الدُّؤليّ
تلامذة أبي الأسود الدُّؤليّ

لا تفوت فرصة التعرف على: قواعد التشكيل في اللغة العربية

تلامذة أبي الأسود الدُّؤليّ

لقد قسّم المُتقدِّمون في عُلماء النّحو في المدن ومدارسها النحويّة المختلفة إلى طَبَقات متعددة، وقد وضّح الزُّبيديّ ذلك الأمر بالتفصيل في كتابه الشهير (طبقات النّحويّين والّلغويّين).

حيث قُسِّم عُلماء البصرة العظام إلى عشرة طَبَقات، وقد جاء أبو الأسود الدُّؤليّ في الطّبقة الأولى من هذه الطبقات العشر، بل أنه كان على رأس الطّبقة الأولى بالنّسبة لمعاصريه، فقد أخذوا عنه العلم، وتعلّموا منه العديد من المسائل النّحويّة.

ومن أشهر وأبرز التّلاميذ الذين أخذوا عنه العلم، وإستهدوا بما وضع من القواعد النحوية، كل ما يلي:

  • عبد الرّحمن بن هرمز الأعرج: يعتبر عبد الرحمن بن هرمز هو أوّل ناقل لعِلم النّحو إلى المدينة وإنتشاره بها، كما أنه كان أعلم النُّحاة وأشهرهم في وقته آنذاك.
  • عطاء بن أبي الأسود: لقد قام عطاء بن أبي الأسود بتبسيط وتسهيل علم النّحو، كما أنه قام بتعيين كلا من أبوابه ومقاييسه.
  • يحيى بن يعمَر: لقد قام بن يعمر بتعيين الأبواب النّحويّة المختلفة، بالإضافة إلى أنه قام بتبسيط النّحو بصورة كبيرة.
  • عنبسة بن معدان: لقد قِيل قديماً في ما يخص عنبسة إنّه كان أكثر أصحاب أبي الأسود الدُّؤليّ براعة.
  • ميمون الأقرن: لقد كان أبو عبيدة يرى ضرورة تقديم ميمون على عنبسة، وذلك من حيث العلم والبراعة فيه.
  • تصر بن عاصم: لقد نُسب لابن عاصم أوّل علم النّحو، وقِيل في هذا الشخص أنّه كان أنبل من تتلمذ على يد أبو الأسود الدُّؤليّ.
  • عبد الله بن أبي إسحاق الحضرميّ: لقد كتب عبد الله بن أبي إسحاق الحضرميّ العديد من الكتب التي تخص الهمز ودلالاته المختلفة.

بذلك نكون قد تعرفنا على من هو أبو الأسود الدُّؤليّ وعلى إسمه ومولده ووفاته، كما تعرفنا على نشأة علم النحو وفضل أبو الأسود الدُّؤليّ في ذلك، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على تلامذة أبو الأسود الدُّؤليّ وفضلهم في تطوير علم النحو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق