مقال متكامل عن ابراهيم النخعي
ابراهيم النخعي هو إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن سعد بن مالك بن النَخَع، كان عليه السلام أحد فقهاء الكوفة الأفذاذ، لم يترك مكانًا إلا وطلب منه العلم، حتى صار يتولى الإفتاء في مدينة الكوفة، وأصبح وقتها أشهر الأئمة في عصره، ولهذا سوف نتعرف معكم على سيرة ابراهيم النخعي خلال السطور القادمة في محيط.
نبذة مُفصلة عن ابراهيم النخعي
ولد النخعي في العراق عام 50 هجريًا، و666 ميلاديًا، وكان من تابعي التابعين، وأكثرهم رواة للأحاديث النبوية الشريفة، كان يكنى بأبي عمران، وأمه هي مليكه بنت زيد بن قيس النخعية، وشقيقة الصحابي الأسود بن يزيد، وهناك العديد من الروايات التي أثبتت أنه رأى السيدة عائشة رضي الله عنها، ولكنه لم يروي عنها أي أحاديث.
اشتهر النخعي بصلاح النفس والتقوى والفقه، حيث كان لديه دراية كبيرة بعلوم الفقه، لكثرة شغفه في العلم والتعلم، وروى الكثير من أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – من التابعين، مما جعل عدد كبير من جماعات التابعين يروون عنه الأحاديث، منهم السبيعى، وحبيب بن أبى ثابت، وسماك بن حرب، والحكم، والأعمش، وابن عون، وحماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.
مكانة إبراهيم النخعي العلمية وشخصيته
عرف عن النخعي أنه من تابعي التابعين الأتقياء الذين كرسوا حياتهم في التعلم والرواية للأحاديث النبوية الشريفة، ومن كثرة علمه بعلوم الفقه صار مفتيًا لأهل الكوفة بالعراق، مما جعل شأنه عاليًا بينهم، يعظمه الجميع ويقدرون علمه، وأخذ الكثير من الأحاديث عن الصحابة رضوان الله عليهم، وكان المسلمين يأخذون منه العلم وهو لم يتعدى سن الـ 18 عامًا، مما جعل العديد من التابعين يروون عنه الأحاديث النبوية.
روايته للحديث
صار ابراهيم النخعي من أكثر التابعين الذي عاصروا الصحابة، وبالرغم من ذلك لم يروي الأحاديث النبوية عنهم، وإنما رواها عن التابعين، مثل الأسود النخعي، وعبيدة السلماني، شريح القاضي، الربيع بن خثيم، وعمه علقمه النخعي، وغيرهم من التابعين، وروى عنه العديد من تابعي التابعين الأحاديث النبوية التي ذكرناهم في السطور السابقة.
اقرأ أيضًا: صفات الرسول باختصار التي ستسعد أن تعرفها
النخعي في عيون الأئمة
من كثرة زهد ابراهيم النخعي في الدنيا، لم يدري أي أحد من التابعين عليهم رضوان الله بأن كان فقيرًا أو غنيًا، كان رضي الله عنه يصوم نصف العام يصوم يومًا ويفطر يوم، وكان العديد من التابعين يثنون عليه وعلى أخلاقه وعلمه الوفير وبراعته في العلوم الفقهية، مما جعل العديد من العلماء والفقهاء في عصره يشيدون بعلمه، ومنهم الإمام أحمد ابن حنبل الذي قال عنه ” كان إبراهيم ذكيًا حافظًا”، وأيضا قال عنه سعيد بن جبير رضي الله عنه، ” أتستفتوني وفيكم إبراهيم”.
وفاة النخعي
كانت وفاة النخعي صدمة كبيرة لأهل الكوفة، لأنه فاضت روح كبار علمائها إلى بارئها، حيث توفي الإمام النخعي رضي الله عنه في عام 96 هجريًا، الموافق 714 ميلاديًا، في عصر خلافة الوليد بن عبد الملك بالكوفة، واختلف الرواة في تأكيد عمره رضي الله عنه وقت وفاته، فمنهم من قال أنه توفي وهو إبن 49 عامًا، وقيل أنه توفي إبن 50 عام، والبعض الآخر قال أن عمره وقت وفاته 46 عامًا.
وذكرت بعض الروايات وفاته، حيث قال ابن عون: أتيت الشعبي بعد موت إبراهيم فقال لي: أكنتُ فيمن شهد دفن إبراهيم؟ فالتويت عليه، فقال: والله ما ترك بعده مثله، قلت: بالكوفة؟ قال: لا بالكوفة ولا بـ البصرة ولا بالشام.
ومنا أيضًا الرواية التي قال فيها أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه: كنت فيمن دفن إبراهيم النخعي، فقال الشعبي: أدفنتم صاحبكم؟ قلت: نعم. قال: أَمَا إنَّه ما ترك أحدًا أعلم منه أو أفقه منه، قلت: ولا الحسن ولا ابن سيرين؟ قال: ولا الحسن، ولا ابن سيرين، ولا من أهل البصرة، ولا من أهل الكوفة، ولا من أهل الحجاز.
ولهذا فإن وفاة النخعي كانت بمثابة صدمة كبيرة لأهل الكوفة، الذين كان إبراهيم هو الملجأ الوحيد لديهم في الأخذ بالأمور الفقيه المختلفة، وذلك لأنه كان أعلمهم بها، حيث ترك وراءه مكتبة من العلوم التي حفظها أتباعه منه في حياته، والكثير من الأحاديث التي رواها من التابعين عن النبي – صلى الله عليه وسلم- وكانت من روايته رضي الله عنه وأرضاه.