دعاء على الظالم
دعاء على الظالم
يعد الظلم من أصعب المشاعر الإنسانية، وهي تجربة أليمة لا بد أن يمر بها الإنسان في حياته، والله –سبحانه وتعالى- هو خالق البشر وخالق كل شيء، وهو العدل جعل عقوبة الظالم في الدنيا والآخرة، وجعل دعوة المظلوم لا ترد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب”؛ لذا يجب أن تتأكد إن كنت ظالما أن الله تعالى سوف يقتص منك، وإن كنت مظلوما فإنك ستنال حقك في الدنيا والآخرة، وسنتعرف في هذا المقال على بعض الادعية الخاصة التي يدعي بها المظلوم فتابعونا.
أنواع الظلم وحكمه في الإسلام:
جعل الله تعالى ظلم الإنسان لأخيه الإنسان من أشد الذنوب أي من الكبائر، ولا يقتصر الظلم على ظلم أحد لغيره، ولكن الظلم يعني أيضا ظلم الإنسان لنفسه، وفي الحالتين فإن الظالم ينال العقاب الإلهي في الدنيا والآخرة، ويقول الله تعالى في محكم التنزيل: “ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا”، ولما كان الدين الإسلامي قد حرم الظلم تحريما قاطعا فإنه يتوجب على الإنسان تجنب الظلم، لأن الله تعالى يقبل دعاء المظلموم على الظالم، وللظلم أنواع كثيرة نوضحها فيما يلي:
- ظلم الإنسان لنفسه بأن يترك أداء الفروض، وألا يلتزم بأحكام الشريعة الإسلامية، أو أن يشرك بالله سبحانه وتعالى ويعد ذلك أعظم أنواع الظلم إذ يقول تعالى: “إن الشرك لظلم عظيم”، وكذلك الكفر والنفاق، وفعل المعاصي والمنكرات، واقتراف الكبائر، واتباع الشيطان.
- ظلم الإنسان نفسه عن طريق السماح للظالم بظلمه، ويفعل الإنسان ذلك عندما لا يأخذ احتياطاته في أمور التجارة والبيع والشراء، وبالتالي فإنه يسهل مهمة ظلم نفسه ويسمح لغيره بأن يظلمه.
- ظلم الإنسان لغيره بأن يأكل مال اليتامى أو يساهم في ظلمهم.
- نصر الباطل على الحق ومنح الحقوق لمن لا يستحق وسلبها ممن يستحق.
- إيذاء الناس بالأيدي أو باللسان كضربهم وشتمهم واغتيابهم والاستهانة بضعفهم.
- عدم الوفاء بحقوق الغير المادية والمعنوية، والمماطلة في إيفاء الحقوق مع القدرة على ذلك.
- ظلم النساء بعدم منحهن الحق في الميراث، أو المنع من التعليم، أو أخذ مهورهن، أو عدم الإنفاق عليهن.
- ظلم الإنسان لنفسه بعدم الاجتهاد في طلب العلم والعمل، والإهمال في الصحة، وعدم التحلي بالعلم والأخلاق والثقافة.
أدعية من المظلومين على الظالمين:
شرع الله تعالى دعاء المظلوم على الظالم، وهو في حكم الإسلام جائز شرعا؛ لأنه نوع من الدفاع عن النفس دون أذى للآخرين، بل محاولة القصاص من الظالم عن طريق جعل الله وكيلا للمظلوم، ولم يحدد الدين ادعية معينة للمظلوم، إلا أن هناك الكثير من الأدعية الملائمة لهذا الموقف، نذكر بعض منها فيما يلي:
- اللهم اجعل حظ عبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض وافرا ونصيبهم كبيرا، وما أنزلت من شر وبلاء وداء وسوء وفتنة فاصرفه عنا وعن الإسلام والمسلمين، واجعله في الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم ممن يصرون على ما يفعلون وهم يعلمون، يارب العالمين.
- اللهم أرغم أنف كل ظالم، وعجل حتفه، ولا تجعل له قوة إلا قصمته، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، ولا قائمة علو إلا وضعتها، ولا ركنا إلا وهنته، ولا سببا إلا قطعته، يارب إن الظالم جمع كل قوته وطغيانه ونحن عبادك جمعنا له ما استطعنا من الدعاء، يارب استجب لدعوة عبادك المظلومين.
- اللهم إن كانت الخيرة لي عندك في تأخير الأخذ بحقي وترك الانتقام ممن ظلمني إلى يوم الفصل ومجمع الخصم، فأيدني منك بنية صادقة ونصر دائم، وأعذني من سوء الرغبة، وهلع أهل الحرص، وصور في قلبي مثال ما ادخرت لي من ثوابك، وأعدد لخصمي من جزائك وعقابك، واجعل ذلك سببا لقناعتي بما قضيت، وثقتي بما تخيرت، إنك ذو الفضل العظيم وأنت على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
- اللهم أرنا في الظالمين يوما كيوم عاد وثمود وأصحاب الأيكة وقوم تبع، وأهزمهم اللهم كما هزمت الأحزاب وحدك يا الله يارب العالمين، رب إني مظلوم فانتصر، اللهم إنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء.
- اللهم لا تفتني بالنقوط من إنصافك، ولا تفتنه بالأمن من مكرك فيصر على ظلمي، وعرفه ما وعدت الظالمين، وعرفني ما وعدت من إجابة المضطرين.
- اللهم إنك وعدتنا ألا ترد للمظلوم دعوة، فاللهم إنك وعدتنا ألا ترد للمظلوم دعوة، فلا تردني يا الله وانتقم ممن ظلمني.
- اللهم انتقم من الظالم في ليلة لا أخت لها، وساعة لا شفاء منها، وبنكبة لا انتعاش منها، وبعثرة لا إقالة منها، ونغص نعيمه، وأره بطشتك الكبرى، ونقمتك المثلى، وقدرتك التي هي فوق كل قدرة، وسلطانك الذي هو أعز من سلطانه، وأغلبه لي بقوتك القوية، ومحالك الشديد، وامنعني منه بمنعتك التي كل خلق فيها ذليل، وابتله بفقر لا تجبره، وبسوء لا تستره، وكله إلى نفسه فيما يريد، إنك فعال لما تريد.
كيفية التخلص من الشعور بالظلم:
كل منا مر بتجربة الظلم، لذلك الجميع يعلم أن المظلوم في قرارة نفسه يريد التخلص من هذا الشعور المؤلم القاسي، وعلى الرغم من صعوبة هذا الأمر، أو على الأقل فإنه يستغرق الكثير من الوقت، ويجعل الإنسان يمر بحالة نفسية سيئة، إلا أنه هناك بعض الخطوات التي إذا قام الإنسان بها فإنه سوف يتخلص من هذا الشعور، نوضح فيما يلي:
- يجب مواجهة الإنسان لنفسه ولغيره وعدم إنكار الظلم الذي وقع عليه؛ لأنه كلما أنكر الإنسان الشعور بالظلم كلما صعبت معالجة الإنسان لنفسه، والحل في ذلك أن يقبل الإنسان ما حدث ويحاول في المضي قدما، وهذه الاستراتيجية تساعد سريعا في التخلص من الشعور بالظلم، وتساعد أيضا في التخلص من العديد من الأزمات.
- وضع التخطيط الملائم للرد على الموقف، ويسهم ذلك في الخروج بالعديد من الخيارات حتى وإن لم يتمكن الشخص من إنهاء الموقف، ولكنه يمكنه من معرفة كيفية التعامل معه على المدى البعيد.
- قد يطلب الإنسان المساعدة من غيره للخروج من الأزمة سواء كانت الأزمة نفسية أو مادية، كما أن طلب المساعدة من الغير يعد من الشجاعة وليس العكس.
- يجب على الإنسان تحديد ومعرفة الخسائر التي مر بها، وبناءا عليه معرفة ما يمكن تعويضه ومالا يمكن تعويضه، وبالتالي عدم إضاعة الوقت في الأمور غير المجدية.
- محاولة التكيف مع الأمر، واستمرار الإنسان في العناية بنفسه والاهتمام بها.
- معرفة الدروس المستفادة من الأمر والمحاولة في الاستفادة عمليا، وعدم الوقوع في الظلم مرة أخرى.
وفي نهاية هذا المقال يجب العلم أنه لا يمكن للظالم أن يفلت من عقابه في الدنيا والآخرة؛ وذلك لأن المظلوم عادة ما يكون أضعف من الظالم في القوة والنفوذ، ولكنه أقوى بتأييد الله – عز وجل – الذي أبى أن يكون بينه وبين دعوة المظلوم حجاب، ولم تتوقف رحمة الله تعالى عند هذا الحد بل إن دعوة المظلوم على الظالم مستجابة حتى وإن كان من الكفار، فما بالك إن كان المظلوم من المؤمنين بالله، إذن فلا قلق إطلاقا على الإنسان المظلوم، وإنما القلق والحزة ينبغي أن يكون على الإنسان الظالم الذي سوف ينتقم الله منه وهو الشديد الجبار.